هوكشتاين إلى المنطقة.. الحرب الواسعة ضد لبنان ليست قرارًا إسرائيليًا

تزداد الجبهة الشمالية أكثر سخونة مع ارتفاع مستوى رد حزب الله اللبناني على الضربات الإسرائيلية.

هذا التصعيد على مستوطنات الشمال داخل الأراضي المحتلة المطلة على الحدود اللبنانية ينذر بانتقال الحرب إلى لبنان إذا ما انتهت في غزة.

جالانت: نحضر عملية لمواجهة التهديدات على الجبهة الشمالية

من غزة إلى الشمال

يبدو أن تصعيد حزب الله الذي استعرض فيه أسلحة نوعية من صواريخ موجهة وطائرات مسيرة هدفه هو الردع وليس التصعيد، إذ أن قوة المعركة مع الحزب المدعوم من إيران، يجعل إسرائيل تفكر جيدًا إذا ما قررت فتح حرب شاملة مع الجبهة اللبنانية.

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية أمس الجمعة 15 يونيو، أن تقديرات تؤكد أن العملية العسكرية في رفح ستنتهي بعد أسبوعين، من أجل التركيز على الحدود الشمالية مع لبنان.

علي باقري كني

تحذيرات إيرانية

تتوالى التحذيرات الإيرانية تجاه إسرائيل بأن أية حرب شاملة على لبنان ستواجه بمساندة من إيران ومحورها الإقليمي، فقد حذر وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن تورك” خلال زيارته إلى بيروت: “إذا كان الصهاينة يريدون السقوط من مستنقع غزة إلى البئر اللبنانية، فلا ننصحهم بذلك”.

وخلال زيارته إلى العراق، أمس الجمعة، أكد باقري أن لبنان ستكون جحيمًا للصهاينة لا رجعة منها، مشددًا على أن ميزان القوى قد تغير قبل وبعد 7 أكتوبر (طوفان الأقصى وبداية حرب غزة).

حزب الله.. أبرز القتلى من القادة

لا حرب شاملة

تضغط القوى الغربية على إسرائيل حتى لا تتعدى قواتها شريط الحدود مع لبنان، فحسب تقرير صحيفة الديار اللبنانية، اليوم السبت 15 يونيو، رفعت الولايات المتحدة ضغطها على إسرائيل كي لا تقوم بأي حرب ضد لبنان حيث قالت واشنطن إن أي حرب تبدأ بين لبنان وإسرائيل ستكون بلا حدود وستتوسع بشكل خطير.

وحسب تقرير شبكة روسيا اليوم، أمس الجمعة، فقد قررت الادارة الأمريكية، في اليوم الثاني لعيد الأضحى، إيفاد الوسيط البترولي والرئاسي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت في مهمة عاجلة، لاحتواء التصعيد، الذي يُنذر بحرب حقيقية بين إسرائيل وحزب الله امتدادًا لأن تشمل كل لبنان.

وفي المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي عن قمة ثلاثية فرنسية أمريكية وإسرائيلية في حين كشف مسؤول إسرائيلي كبير، عن أن اقتراح القمة الثلاثية جاء من جانب إسرائيل، ولكن وزير الدفاع الصهيوني يؤاف جالانت رفض مشاركة بلاده في هذه القمة معتبرًا أن فرنسا لها مواقف عدوانية تجاه اسرائيل.

ونقلت الصحيفة المقربة من حزب الله اللبناني، أن مسؤولاً من داخل حزب الله اعتبر أن احتمال اندلاع حرب شاملة لا يزال بعيدًا في المرحلة الحالية وفقًا لما يتوفر لدينا من معلومات سرية بالغة الأهمية إلى جانب مراقبتنا لما يدور على الجبهة المعادية حيث أن معظم المؤشرات لا تدل على أن الأمور ذاهبة إلى الانفجار رغم التحذير الأمريكي والتهويل والعويل الإسرائيلي بشن حرب مدمرة على لبنان.

معادلة ضربة بضربة

الضربات المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال في معادلة ضربة في مواجهة ضربة، فإن حرق المزارع في البلدات الجنوبية قابله حرق للغابات والمنازل في المستوطنات الشمالية.

وحسب معروف الداعوق، المحلل السياسي في صحيفة اللواء اللبنانية، فإن النظام الايراني الداعم لحزب الله يبدو حريصًا على عدم التصعيد وتوسع حرب غزة، للإبقاء على الخط الديبلوماسي المفتوح مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشرعًا للخوض في تفاهمات المنطقة بعد الحرب.

ويضيف الداعوق: “استمرار الالتزام بمعادلة ضربة مقابل ضربة، بالرغم من حدوث خروقات مهمة من الجانب الاسرائيلي، لكن يبقى التصعيد العسكري الحاصل على الجبهة، مع رفع سقف المواقف وإظهار حجم الاستعدادات للحرب، من باب زيادة الضغوط لتحسين شروط التفاوض على الاتفاق المرتقب جنوبًا، في ظل المفاوضات التي بدأها منذ مدة، المستشار الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين وإسرائيل، لإنهاء الاشتباكات وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة”

وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن قرار شن حرب إسرائيلية واسعة ضد لبنان، ليس قرارًا إسرائيليا محضًا، وإنما بحاجة إلى موافقة من الولايات المتحدة التي ترفض نشوب مثل هذه الحرب، وتفضل المساعي الديبلوماسية التي يقوم بها هوكشتاين حاليًا”.