واشنطن تعارض تشدد «الترويكا الأوروبية» ضد طهران.. ما الدلالة؟

تواجه إيران اختبارًا صعبًا لعلاقاتها المتوترة مع الغرب على خلفية برنامجها النووي، والاتهامات الموجهة لها بتجاوز الخطوط الحمراء للاتفاق النووي معها في 2015.

اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة وبكميات كبيرة، ما يثير الشكوك بشأن أهداف إيران من برنامجها النووي، خاصة أن امتلاك يورانيوم بنسبة تتجاوز 60% يجعل إيران قريبة من امتلاك السلاح النووي.

جروسي خلال زيارته إلى طهران

اجتماع حكام الوكالة

من المُقرر أن يقدم مدير الوكالة الدولية رافائيل جروسي، تقريره الدوري إلى اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غدًا الاثنين 27 مايو، وهو ما يضع إيران بين خانة التعاون مع الوكالة الدولية أو عدم التعاون، حسبما يعلن جروسي عن نتائج رحلاته إلى طهران.

وكانت القوى الكبرى، قد طلبت من جروسي في اجتماع فبراير الماضي، تقديم تقرير مبكر عن الأنشطة الإيرانية، لبحث إجراءات محتملة ضد إيران.

ويهدف هذا التقييم إلى تجنب أي قرار سلبي تجاه إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة، المكون من 35 دولة، في 3 يونيو المُقبل في فيينا، بهدف بمراجعة ملف الأنشطة النووية الإيرانية.

رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

خلاف واشنطن مع الترويكا

يمهد اجتماع مجلس حكام الوكالة لاستئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية، وتسعى الترويكا الأوروبية، أطراف الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى ممارسة الضغط على إيران من خلال استصدار قرار ضدها في مجلس حكام الوكالة الدولية.

بينما وحسب تقرير رويترز، الجمعة 24 مايو، هناك خلاف بين واشنطن وتلك الترويكا، بشأن ما إذا كان يتعيّن الدخول في مواجهة مع إيران في الذرية الدولية، إذ تسعى إدارة بايدن إلى تشجيع طهران إلى العودة لطاولة المفاوضات النووية.

خاصة مع اقتراب السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض ورغبة الرئيس الأمريكي في احراز تقدم أمام منافسيه بالورقة الإيرانية.

إذ يتوجس الأعضاء الأوروبيون الكبار في الذرية الدولية من نوايا إيران فيما يخص نشاطها النووي، إلا أن واشنطن لا تؤيد السعي لاستصدار قرار ضد طهران في الوقت الحالي.

محادثات سرية بين واشنطن وطهران بشأن النووي.. تفاصيل جديدة

ضغط على طهران

يبدو أن هناك تنظيم تعاون بين واشنطن والترويكا الأوروبية للضغط على إيران وحثها على التجاوب مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بخصوص الملفات العالقة بشأن حرية عمل المفتشين الدوليين وتركيبات كاميرات المراقبة وتقديم توضيحات عن الأماكن المشبوهة في إيران.

فحسب رويترز، قد مر 18 شهرًا منذ آخر مرة أصدر فيها مجلس المحافظين قرارًا ضد إيران، طالبها بأن تتعاون على الفور مع التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يستمر منذ سنوات، للعثور على مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في 3 مواقع غير معلنة.

ويأتي اجتماع الوكالة الدولية، بينما تم الكشف عن مُحادثات سرية بين واشنطن وطهران في ضيافة سلطنة عمان، تمهيدًا لمحادثات العودة للاتفاق النووي أو التوصل لاتفاق غير معلن أو غير رسمي، يساعد في رفع العقوبات عن إيران وإعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.