تشترك السعودية وواشنطن في رؤية متوافقة تجاه أهمية ردع سلوكيات إيران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر المليشيات الإرهابية المدعومة من طهران.
تمتد العلاقات السعودية الأمريكية لأكثر من 60 عاما، تعاقب عليها 7 ملوك في السعودية و15 رئيسًا أمريكيًّا، وترتكز على أسس راسخة من الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة.
ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى عام 1931، عندما بدأت رحلة استكشاف وإنتاج النفط في المملكة بقدر تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م، وفقًا لوكالة “واس“.
تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية
أسس اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي “يو إس إس كونسي” في 14 فبراير 1945، لعقود من العلاقات والشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين المملكة والولايات المتحدة.
وكان هذا اللقاء نقطة التحول في انتقال علاقات البلدين إلى مرحلة جديدة في مختلف المجالات، ولتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
فيديو | مشاهد تاريخية للقاء الملك فيصل والرئيس جونسون في واشنطن عام 1966#القمة_السعودية_الأمريكية#SaudiUSSummit #الإخبارية pic.twitter.com/FMisdHaEbG
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 15, 2022
جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين
أسهم الدور القيادي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي، وموقعها الاستراتيجي، في تعزيز العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة، والحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتي الخليج والشرق الأوسط، واستمرار التشاور حول العديد من القضايا الإقليمية والعالمية الحيوية للبلدين.
وشكل البلدان دورًا محوريًّا في جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين انطلاقًا من مكانتهما السياسية والأمنية والاقتصادية وعضويتهما في مجموعة الـG20.
زيارات وقضايا سياسية مشتركة
برزت محطات مهمة ساهمت في ترسيخ العلاقات السعودية الأمريكية، ومنها: الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في سبتمبر 2015 لأمريكا تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فضلًا عن قيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارتين رسميتين لواشنطن، في عامي 2016 و2018.
كذلك تشترك السعودية وواشنطن في رؤية متوافقة تجاه أهمية ردع سلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر المليشيات الإرهابية المدعومة من طهران، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية تمامًا من أسلحة الدمار الشامل. وفي الشأن اليمني تؤيد واشنطن جهود الرياض لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار اليمن.
علاقات اقتصادية قوية ومثمرة
في الشأن الاقتصادي، تربط البلدين علاقات اقتصادية قوية ومثمرة، فالسعودية يعمل بها نحو 742 شركة أمريكية، في قطاعات مختلفة مثل: الصناعات التحويلية، التعدين والمحاجر، تجارة الجملة والتجزئة، النقل والتخزين، الزراعة وصيد الأسماك، التشييد، المالية والتأمين، وغيرها من القطاعات.
ويبلغ إجمالي رأس المال الأمريكي المستثمر في المملكة 90.6 مليار ريال سعودي، وهناك أكثر من 21034 علامة تجارية أمريكية في السوق السعودي حتى 2022، وتعد واشنطن الشريك التجاري الرابع للرياض في حجم التجارة، والثاني في قيمة الواردات، والسادس في قيمة الصادرات.
وتحتل المملكة المرتبة 28 كشريك تجاري للصادرات الأمريكية إلى العالم، والمرتبة 31 كشريك تجاري لواردات أمريكا (2021م). وفقًا لوكالة واس السعودية.
زيارة بايدن والتحديات المشتركة
بحسب الأهرام المصرية تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للرياض لتؤكد متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية وأهمية التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص الإدارة الأمريكية على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، وتأكيدًا على دور المملكة الريادي في نشر الأمن والاستقرار في المنطقة
وتؤكد الزيارة أن التباين في وجهات النظر بين البلدين في بعض القضايا، لا يقف عائقًا أمام تطوير العلاقات الاستراتيجية بما يسهم في تقريب وجهات النظر بينهما، وفقًا لفضائية الإخبارية السعودية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1213108