واشنطن وطهران.. هل يمكن التوصل لاتفاق نووي في عهد ترامب؟

المعارضة والتوتر والدم.. لا اتفاق معلن بين واشنطن وطهران في عهد ترامب

يوسف بنده

إن حالة عدم اليقين السياسي في واشنطن والفوضى التي تشهدها المنطقة لا تترك مساحة كبيرة أمام الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق جديد على الأقل على المدى القصير.


وجه الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يدعوها فيها إلى اغتنام الفرصة من أجل خفض التوتر مع طهران.

ومع تعاظم احتمالية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية المُقررة في نوفمبر القادم، يبقى التساؤل: هل تغتنم إدارته الفرصة للتوصل لاتفاق نووي مع إيران؟

فلاحت بيشه

النائب الإيراني السابق، فلاحت بيشه

فرصة ثالثة

في حوار مع موقع “رويداد 24″، اليوم الأحد 14 يوليو 2024، قال النائب السابق في البرلمان الإيراني، حشمت فلاحت بيشه، إن الرئيس بزشكيان وجه رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها: “لا تضيعوا الفرصة الثالثة” لخفض التوتر مع إيران.

وأوضح فلاحت بيشه، أن الحكومتين الإصلاحيتين السابقتين، في عهد الرئيسين محمد خاتمي وحسن روحاني، قد فشلت جهودهما لخفض التوتر بسبب الخطاب الأمني والعسكري المتبادل.

ويرى عضو البرلمان السابق، أن السياسة الخارجية لمسعود بزشكيان هي سياسة التهدئة، التي أعلنتها للعالم حكومة خاتمي وروحاني، لكن إسرائيل قد ترغب في وضع بعض العقبات في هذا الاتجاه.

5036935

ترامب بعد حادثة محاولة اغتياله صباح الأحد 14 يوليو

ترامب يحب الصفقات

الخبير الاقتصادي الإيراني، قدرت إمام وردي، قال في حوار مع موقع انتخاب التحليلي، اليوم الأحد، إن ترامب شخص يحب الصفقات والاتفاقات؛ فالتفاوض معه يمكن أن يخفض من مستوى التضخم بما يدعم الاقتصاد الإيراني.

وأوضح وردي أن وجود حكومة بزشكيان الإصلاحية يخفف من وطأة وصول ترامب إلى السلطة وانعكاس تأثيره على مستوى التضخم والعرض والطلب في إيران.

وتوقع الخبير الإيراني أن تتجه حكومة بزشكيان إلى دعم القطاع الخاص والاقتصاد الحر وتوحيد سعر صرف العملات الأجنبية، بما يتطلب تهيئة المناخ السياسي بالحوار مع الغرب.

IranPezeshkianPresidentKhameneiElectionMT1NURPHO000C1QIOA

الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان

مُعارضة في الداخل

قال باتريك كلاوسون، العضو البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الأربعاء 10 يوليو، إن أي تغيير في السياسة الخارجية تجاه واشنطن أو طهران سيواجه مُعارضة داخل كلا البلدين.

وأوضح كلاوسون، أن بطء حكومة بزشكيان في تعديل سياستها الخارجية تجاه الولايات المتحدة، سيساعد المتشددون على عرقلة مساعيه نحو هذا التغيير.

وأشار الخبير الأمريكي، أن بزشكيان سيواجه تحديًا كبيرًا بشأن مجلس الأمن القومي الذي يضم الآن الكثير من معارضيه، خاصة رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي المرشح الخاسر أمام بزشكيان.

pezeshkian zarif GettyImages 2157818239

الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان وبجانبه وزير الخارجية الأسبق، جواد ظريف

سياسة فاشلة

كتب رسول سليمي في وكالة “خبر أونلاين” الإيرانية، اليوم الأحد، أن السياسة الأمريكية المتمثلة في ممارسة “أقصى ضغط” ضد إيران قد فشلت، فقد سرّعت طهران، التي تحررت من قيود خطة العمل الشاملة المشتركة، برنامجها النووي إلى حد أنه لم يبق أمامها سوى بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي.

وأوضح أن الغرب قد توصل إلى نتيجة مفادها أن زيادة العقوبات وإعلان الحرب الاقتصادية ضد إيران لم يجعل سياسات إيران الإقليمية أكثر سلمية وكان تأثيره عكسيًا.

وبالنسبة لطهران، فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن الوثوق بالغرب، وأدت تجربة التفاعل الفاشلة مع الغرب خلال الاتفاق النووي، إلى جعل إيران أقرب إلى الشرق.

قاسم سليماني

قاسم سليماني

مناخ من التوتر والدم

في تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي”، الجمعة 12 يوليو، كتب المحلل الإيراني، علي واعظ، أن التوصل لاتفاق معلن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة ترامب، أمر بالغ الصعوبة، وأوضح أن هناك ثأر دم بين طهران وترامب الذي أمر بقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني عام 2020، وفي الوقت نفسه، تشتبه الولايات المتحدة في قيام إيران بالتخطيط لاغتيال مسؤولين أمريكيين كبار للانتقام.

وأكد الخبير الإيراني، أن توسع حرب غزة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط يمكن أن يعيق أيضًا قدرة بزشكيان على التعامل بشكل بناء مع الغرب، خاصة أن التهديدات التي تطال القوى الإقليمية تجعل هذه القوى حائط صد أمام أية محاولة للتقارب بين واشنطن وطهران.

ومع ذلك، يعلق علي واعظ على وصول حكومة إصلاحية في إيران، بأن وجود أصوات ضبط النفس في عملية صنع القرار في إيران، على الأقل بالمقارنة مع إمكانية فوز المحافظ المتشدد جليلي، يعد أمرًا إيجابيًا تمامًا، وأضاف أن حالة عدم اليقين السياسي في واشنطن والفوضى التي تشهدها المنطقة لا تترك مساحة كبيرة أمام الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق جديد على الأقل على المدى القصير.

ربما يعجبك أيضا