وتتوالى الصفعات.. الريال يكرم عهد التميمي والاحتلال ينفجر غضبًا

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

منذ فترة ليست ببعيدة، استطاعت إحداهن من فئة بني “تاء التأنيث”، أن تهز العالم بجرأتها النادرة، ورأسها المرفوع عاليًا، لتبقى على العهد وتُكمل مسيرة إخوانها في فلسطين.

عهد التميمي، تلك الفتاة الشجاعة التي وقفت أمام جنود الاحتلال الصهيوني دون أن تخف يومًا من عتمة السجن ولا قسوة السجان، ما زالت -بحدة تعابير وجهها- تصفع دولة “العدو” بكل ما أوتيت من قوة.

وكانت أخر هذه الصفعات، حينما تم استضافتها وتكريمها، الجمعة الماضي، داخل مقر نادي ريال مدريد بالعاصمة الإسبانية مدريد.

تكريم.. وهدية

في خطوة لاقت ترحيبًا عربيًا واسعًا في مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية، قام إيميليو بوتراغينيو، نجم ريال مدريد السابق، ومدير العلاقات المؤسسية بالنادي، باستقبال الشابة الفلسطينية -الأسيرة السابقة في سجون الاحتلال- في ملعب “سانتياجو برنابيو”، وأهداها قميصًا لريال مدريد يحمل اسمها والرقم 9، تكريمًا لها باعتبارها أيقونة من أيقونات الشجاعة والوطنية في فلسطين.

عهد كانت قد وصلت إلى مدريد برفقة أفراد عائلتها للمشاركة في منتديات وفعاليات سياسية تستضيفها إسبانيا لتتحدث للعالم عن تجربتها.
وكانت عهد -البالغة من العمر 17 عامًا، قد حظيت بتضامن عالمي واسع خلال محاكمتها من طرف قضاء الاحتلال الإسرائيلي، وشكلت لجان عالمية تطالب بإطلاق سراحها.

واعتُقلت “عهد” في 19 ديسمبر الماضي، بزعم إعاقة عمل ومهاجمة جنود الاحتلال في بلدتها “النبي صالح” بالضفة الغربية، وقبيل اعتقالها، انتشر مقطع فيديو ظهرت فيه “عهد” مع ابنة عمها نور التميمي، وهما تقتربان من جنديَّين إسرائيليَّين حاولا اقتحام منزلها، وتطلبان منهما مغادرة المكان.

وكانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية بسجن “عوفر”، قرب رام الله، قد أصدرت حكمًا بالسجن الفعلي 8 أشهر على “عهد” في الـ21 من مارس الماضي، واستطاع محامو الدفاع -عن الفتاة الفلسطينية- التوصل إلى اتفاق مع النيابة العسكرية.

وقضى الاتفاق وقتها بسجن “عهد” 8 أشهر، مقابل إسقاط تهم التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية من لائحة الاتهام الأصلية، والاكتفاء باعتراف التميمي بإعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته، حيث أُفرج عنها في 29 يوليو الماضي.

وحظيت قضية اعتقال التميمي ومحاكمتها بتغطية إعلامية عالمية، وشُكلت لجان عالمية تطالب بإطلاق سراحها، كما خرجت من أجلها مئات المظاهرات والوقفات المطالبة بالإفراج عنها.

إسرائيل تستشيط غضبًا

في ردة فعل متوقعة من الجانب الإسرائيلي على هذه الزيارة، هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية النادي الإسباني بسبب تكريمه للناشطة الفلسطينية.

حيث قالت الخارجية الإسرائيلية -عبر حسابها على تويتر “إسرائيل بالعربية”- إن “عهد التميمي تحرض على العنف ضد المواطنين الإسرائيليين، وإن تكريم إرهابية تحرض على الكراهية والعنف هو شيء لا علاقة له بقيم كرة القدم العالمية. هذا مخجل!”.

كما نقلت وكالة معًا الفلسطينية عن مصادر إسرائيلية، تأكيدها بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمانويل نحشون، قد أدان فى تغريدة عبر حسابه على تويتر لاستقبال التميمي في النادي الإسباني، وكتب: “إنه من العار أن يستقبل ريـال مدريد مخربة تحرض على العنف.. ذلك ليس من قيم كرة القدم”.

فيما نقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن السفير الإسرائيلي في إسبانيا دانييل كوتنر قوله -في تغريدة على تويتر- إن “عهد التميمي ليست مقاتلة من أجل السلام، وإن المؤسسات التي تستقبلها تعزز العنف بدل الحوار والتفاهم”، حسب زعمه.

كما هاجم موقع إخباري إسرائيلي يدعى “ميدا” نادي ريـال مدريد بشدة وكتب عنوانًا لخبره: “كرة القدم في خدمة الإرهاب، عهد التميمي ضيفة شرف لدى ريـال مدريد”.

ورغم أن إسرائيل تتهم عهد التميمي بالتحريض على العنف والإرهاب، إلا أنها قد أصبحت رمزًا للمقاومة الفلسطينية، المدعومة من قبل العديد من نشطاء ومؤسسات حقوق الإنسان حول العالم.

الريال وأطفال فلسطين.. “عهد” ليست الأولى

من ناحية النادي الإسباني، فإن أيقونة الشجاعة الفلسطينية “عهد” لم تكن هي الأولى التي استضفها وكرمها النادي الملكي، بل قام من قبل باستقبال الطفل الفلسطيني أحمد الدوابشة، الناجي من حرق مستوطنين إسرائيليين لمنزل عائلته في الضفة الغربية.

إذ كرم النادي الملكي في منتصف مارس 2016، بعد أن صرح وقتها جبريل رجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بأنهم تلقوا دعوة من جانب الريال وعلى رأسهم حينها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لمقابلة الطفل الفلسطيني.

والتقى الدوابشة بالفعل، حينها، برفقة جده وجدته، بعدد كبير من نجوم الفريق الإسباني بدءًا من رونالدو وكريم بنزيمة وبيبي وكروس وكارفاخال وجاريث بيل، ومارسيلو، وراموس.

وخلف استقبال “الميرنجي” للطفل الفلسطيني ردود فعل مرحبة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف مغردون دعوة ريال مدريد للطفل بأنها “أخلاق رياضية عالية”.

ربما يعجبك أيضا