وثائق: المخابرات الأمريكية استخدمت المعتقلين لتعليم المحققين التعذيب

أحمد ليثي

وجد الإخصائيون تلفًا من متوسط ​​إلى شديد في دماغ البلوشي ما يؤثر في تكوين الذاكرة والتنظيم السلوكي


كشفت وثائق ظهرت مؤخرًا، أن المعتقل عمار البلوشي تعرض للضرب مرارًا وهو عارٍ في موقع سري تابع لوكالة المخابرات المركزية في أفغانستان.

الوثائق التي حصلت عليها جريدة الجارديان البريطانية تكشف أن عمار البلوشي استُخدم نموذجًا لتدريب المحققين، الذين اصطفوا ليطرقوا رأسه بقطعة من الخشب، ما أدى إلى إصابته بتلف في الدماغ، وفقًا لتقرير حكومي أمريكي.

من هو عمار البلوشي؟

كويتي يبلغ 44 عامًا، وواحد من 5 متهمين أمام محكمة عسكرية في خليج جوانتانامو اتهموا بالمشاركة في أحداث 11 سبتمبر، لكن القضية دخلت في نزاع قانوني يتعلق بقبول شهادة البلوشي، بسبب تعرضه للتعذيب على يد وكالة المخابرات المركزية، ما أدى إلى تواصل جلسات استماع المحاكمة 10 سنوات.

وفقًا لتقرير المفتش العام، كانت وكالة المخابرات المركزية على علم بأن تسليم المعتقل عام 2003، عمار البلوشي، من الحجز الباكستاني إلى سجن كوبالت شمال كابول حدث خارج نطاق القانون، لأنه في ذلك الوقت في الولاية القضائية الباكستانية ولم يعد يمثل تهديدًا إرهابيًا.

ما تقنيات التعذيب الذي استخدمها المحققون؟

قال التقرير إن المحققين، تجاوزوا إرشادات وكالة المخابرات المركزية في تعذيب البلوشي، واستخدموا تقنيتين دون موافقة الوكالة، مثل استخدام عصا خلف ركبتيه في وضعية الانحناء إلى الخلف، والغمر بالماء المثلج، ووصف التقرير كيف استخدم المحققون جسد البلوشي لسنوات عديدة كدُمية حية لتعليم تقنيات التعذيب.

وكشف التقرير أنه لم يوضع حد زمني لجلسات التعذيب، ولكن عادةً لا تستمر الجلسة لأكثر من ساعتين في المرة الواحدة، ومن جهته، قال أحد المتدربين السابقين: ” كان جميع المتدربين يصطفون عند الحائط ويتدربون على عمار حتى يتمكن المدرب من إثبات قدرته على استخدام هذه التقنية”.

هذا الأمر جعل مكتب المفتش العام يواجه صعوبة في تحديد ما إذا كانت الجلسة مصممة لاستخراج معلومات من عمار أو لتدريب المحققين على التعذيب.

ما حجم الضرر الذي حصل للبلوشي؟

وفقًا لموقع وورلد سوشياليست، أجرى اختصاصي علم النفس العصبي التصوير بالرنين المغناطيسي لرأس البلوشي في أواخر عام 2018 ووجد ما يشير إلى تلف من متوسط ​​إلى شديد في الدماغ، ما يؤثر في الذاكرة والتنظيم السلوكي، ووجد الأخصائي أن التشوهات التي لوحظت كانت متوافقة مع إصابات الدماغ التي سببها المحققون في دماغه.

خلص تقرير المفتش العام إلى أن التحقيقات مع البلوشي لم تسفر عن أي معلومات استخبارية مفيدة، وأشار إلى أن المحققين في سجن كوبالت ركزوا على ما إذا كان عمار متعاونًا أكثر من تركيزهم على جودة المعلومات التي كان يقدمها.

ووصف منطق وكالة المخابرات المركزية في تبرير الاعتقال بأنه غامض وغير متسق، لذلك لجأ عمار إلى تلفيق المعلومات عندما تعرض للتعذيب، وكذب لحمل ضباط الوكالة على وقف التعذيب.

لماذا تمادى المحققون في تعذيب البلوشي؟

كان المحققون مقتنعين بأن البلوشي يعرف أكثر مما يقول لأنه كان ابن أخ خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، لذلك أمضى البلوشي أكثر من 3 سنوات في حجز وكالة المخابرات المركزية، وانتقل بين 6 سجون قبل نقله في عام 2006 إلى خليج جوانتنامو، ولا يزال ينتظر المحاكمة.

وقال ألكا برادهان، أحد محاميه: “لو لم تخف وكالة المخابرات المركزية استنتاجاتها الخاصة بشأن عدم شرعية تعذيب عمار لهذه الفترة الطويلة، لما تمكنت الحكومة الأمريكية من توجيه اتهامات إلى عمار لأننا نعلم الآن أنه تعرض للتعذيب، وأُصيب بتلف دائم في الدماغ وأمراض منهكة أخرى لا يمكن علاجها في خليج جوانتانامو “.

ربما يعجبك أيضا