وثائق مسرّبة.. روسيا تنشئ قناة تجارية سرية مع الهند

عمر رأفت
رئيس الوزراء الهندي والرئيس الروسي

ذكرت تقارير صحفية بريطانية، وفقًا لوثائق سرية، أن روسيا عملت على إنشاء قناة تجارية سرية مع الهند خلال الفترة الماضية.

وذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024، أن موسكو سعت للاستحواذ على سلع حساسة في الهند، وشيدت مرافق في نيوديلهي لتأمين احتياجاتها الحربية.

صرف احتياطيات كبيرة من الروبيات

قالت التقارير إنه في أكتوبر من 2022، وضعت وزارة الصناعة والتجارة في موسكو، التي تشرف على الإنتاج الدفاعي لدعم حرب روسيا في أوكرانيا خططًا سرية لإنفاق حوالي 82 مليار روبية، بما يوازي مليار دولار في ذلك الوقت، على تأمين الإلكترونيات الهامة والحيوية من خلال قنوات مخفية عن الحكومات الغربية.

وكانت الخطة تهدف إلى صرف احتياطيات كبيرة من الروبيات التي جمعتها البنوك الروسية من مبيعات النفط المزدهرة إلى الهند، ورأت موسكو، نيوديلهي سوقًا بديلة للحصول على سلع هامة وحيوية بالنسبة لها، والتي كان يتم توريدها من دول غير صديقة لروسيا.

وفقًا للوثائق التي اطلعت عليها فايننشيال تايمز، استهدفت روسيا والهند التقنيات ذات الاستخدام المزدوج، وهي السلع ذات التطبيقات المدنية والعسكرية، التي تخضع لضوابط التصدير الغربية، حتى أن موسكو وضعت تصورًا للاستثمار في مرافق تطوير وإنتاج الإلكترونيات الروسية الهندية.

روسيا تتجه للهند

تُظهِر الوثائق كيف اتجهت روسيا إلى نيودلهي، حتى مع قيام  رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بتحسين العلاقات والتقارب من الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، وخلال زيارة رسمية إلى واشنطن العام الماضي، وقع مودي سلسلة من اتفاقيات التعاون الهندية الأمريكية في مجالات تتراوح من محركات الطائرات النفاثة المتقدمة إلى الذكاء الاصطناعي.

ودائمًا كانت العلاقات الهندية الروسية، مصدر صدام بالنسبة لنيوديلهي مع واشنطن، ووجه نائب وزير الخزانة الأمريكي، والي أديمو، في يوليو الماضي، تحذيرًا إلى ثلاث من أكبر منظمات الأعمال في الهند، وقال: “أي مؤسسة مالية أجنبية تتعامل مع روسيا معرضة للعقوبات”، مضيفًا أن احتمالية فرض العقوبات موجودة بغض النظر عن العملة المستخدمة في المعاملة.

في حين أبدى مودي أسفه لتأثير الحرب الأوكرانية على الاقتصادات النامية وحث الجانب الروسي والأوكراني على إحلال السلام، ومن ناحية أخرى، تعد الهند بمثابة شريان حياة اقتصادي لروسيا بعد أن تعرضت موسكو للعقوبات الغربية.

الهند مشتري رئيسي للنفط

وفقًا لفايننشيال تايمز، تعد الهند مشتريًا رئيسيًا للنفط الخام الروسي ووصل إجمالي التجارة بين البلدين إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 66 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024، بزيادة خمسة أضعاف عن العام الماضي قبل الحرب الأوكرانية، وكانت العملة المستخدمة في تلك التجارة هي الروبية الهندية، مما نتج عنه فائضًا من هذه العملة لدى موسكو.

وأفصحت الوثائق أن المسؤول عن تلك العمليات التجارية بين روسيا والهند هو نائب رئيس قسم الإلكترونيات اللاسلكية بوزارة الصناعة والتجارة، ألكسندر جابونوف.

وأشارت الوثائق أيضًا إلى أن هذا الأمر كان حساسًا للغاية بالنسبة لروسيا، التي تعتمد على الإلكترونيات المنتجة في الخارج لاستخدامها في الصواريخ والطائرات دون طيار والحروب الإلكترونية.

خطط روسية محددة

طلب جابونوف في أكتوبر 2022 من منظمة غامضة مقرها موسكو لها علاقات بأجهزة الأمن الروسية، تقديم خطط للحصول على بعض المكونات والمنتجات من الهند.

وأشارت الوثائق إلى أنه تم وضع خططًا محددة بين الجانب الروسي وممثلي الشركات الحكومية والخاصة الهندية ذات الصلة، للاستفادة من فائض العملة الهندية لدى موسكو.

وحدد رئيس الكونسورتيوم (مجموعةٌ من الشركات التجارية، تتشارك لتحقيق أهداف معينة)، فاديم بويدا، خطة من خمس مراحل لمساعدة روسيا على إنفاق روبياتها وإنشاء إمداد ثابت من المنتجات ذات الاستخدام المزدوج.

نظام دفع سري

قال بويدا إن روسيا ستنشئ نظام دفع سري وخاص بين الشركات الروسية والهندية، خارج عن نطاق الدول الغربية، بما في ذلك استخدام الأصول المالية الرقمية.

وأضاف أن روسيا يمكن أن تشتري بما يصل إلى 100 مليار روبل من المنتجات، بما في ذلك المعدات الإلكترونية المعقدة التي تم شراؤها سابقًا من خلال الدول الغربية، كما أنه من الممكن إنفاق أموال إضافية على دعم المشاريع المشتركة في الهند لمصانع الإلكترونيات اللازمة لتلبية احتياجات البنية التحتية المعلوماتية الروسية الحيوية.

ربما يعجبك أيضا