وردة الصحراء قد تذبل.. سر إفشاء أسماء الأسد لحقيقة مرضها

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

طالما استخدم الرئيس السوري بشار الأسد زوجته لتغيير الصورة النمطية له ولعائلته أمام الرأي العام العالمي، بعد سبعة أعوام من الحرب، من خلال الحوارات التلفزيونية تارة وكان أخرها لقاء مع التلفزيون الروسي عام 2016، وبالظهور في المناسبات والاحتفالات الاجتماعية تارة أخرى.

وتظهر أسماء الأسد، هذه المرة شاحبة مريضة ولكن ليست طريحة الفراش، تتلقى علاجًا لمرض خبيث “سرطان الثدي”، ويقف بجانبها زوجها الذي طالما وقفت بجانبه حتى في حربه التي دامت 7 سنوات.

وكتب الحساب الرسمي للرئاسة السورية: “بقوة وثقة وإيمان.. السيدة أسماء الأسد تبدأ المرحلة الأولية لعلاج ورم خبيث بالثدي اكتشف مبكرا”.

ثم نشرت تغريدة أخرى على لسان أسماء الأسد وهي داخل المستشفى جاء فيها: “أنا من هذا الشعب الذي علّم العالم الصمود والقوّة ومجابهة الصعاب.. وعزيمتي نابعة من عزيمتكم وثباتكم كلّ السنوات السابقة”.

وبحسب الصور التي أعلنتها الرئاسة تتلقى أسماء الأسد علاجها داخل أحد مستشفيات دمشق العسكرية ولم تسافر للعلاج بالخارج، وتواجه أسماء عقوبات مفروضة عليها من الاتحاد الأوروبي كونها ضمن 12 شخصية متورطة في الحرب السورية، فيما رفضت قرينة الأسد كل طلبات اللجوء للخارج التي عرضت عليها.

وأثارت مسألة مرض أسماء الأسد ردود أفعال واسعة بين السوريين المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته، وبين مئات الآلاف اللاجئين خارج البلاد وثكلى الحرب الذين دشنوا هاشتاج معادي لقرينة الأسد فور الإعلان عن مرضها.

وأشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن الكشف عن مرض أسماء هو مسألة نادرة لا تحدث في المستويات العليا لأي دولة عربية، وعادة ما يتعامل الأوتوقراطيون في المنطقة مع قضايا مثل هذه كأسرار الأمن القومي الخطيرة.

ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد عانى من مرض سرطان الدم والسكري، والذي حكم لعقود من الزمن، وظل مرضه سراً تحت حراسة مشددة حتى عندما بدأ عليه المرض في الشهور الأخيرة من حياته.

ونادرًا ما تحدثت أسماء الأسد المثيرة للجدل عن الحرب الأهلية في سوريا، والتي استمرت لأكثر من سبع سنوات أودت بحياة نصف مليون شخص، وبدلاً من ذلك، ظهرت أسماء في المناسبات العامة مع زوجها وركزت على المبادرات الإنسانية في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، ومع الجنود التابعين للحكومة السورية.

وخلال السنوات الأولى على الأقل في فترة حكم بشار، الطبيب الذي تلقى تعليمه على يد الغرب وهو برفقة زوجته البريطانية، كان هناك آمال كبيرة أن تشهد سوريا مزيدا من الانفتاح والحرية، بعد سنوات من الديكتاتورية (إشارة إلى فترة حكم حافظ الأسد).

وعلى الرغم من إجراء مجلة “فوج” الأمريكية حوارا مع أسماء الأسد ناعته إياها بالسيدة الأولى الأكثر جاذبية و”ورد الصحراء”، بدأت الشقوق تظهر فى الصورة الخيالية للأسد وعائلتها، وتم نشر المقال بعدها بعام مع بداية شرارة الربيع العربى في سوريا عندما قامت السلطات السورية بالقبض على مجموعة من الأطفال يتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عاما وتعذبيهم بعد أن كتبوا: “الشعب يريد إسقاط النظام” على حائط مدرستهم في مدينة درعا.

كما أنه مع بداية الصراع الدائر في سوريا، أثيرت الأسئلة ما إذا كانت أسماء الأسد على دراية بأفعال زوجها، كما أن زوجات سفراء ألمانيا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة سجلوا فيديو في 2012 مطالبين إياها أن تطالب بحقن الدماء.

ربما يعجبك أيضا