وزيران مسلمان في الحكومة الأسترالية.. كيف وَصَفَا هذا المشهد التاريخي؟

هالة عبدالرحمن

جاء تعيين عزة محمود السروجي الملقبة بـ"آن علي"، ذات الأصول العربية ومصرية الأصل، بمنصب وزيرة الشباب وتعليم الطفولة المبكرة في الحكومة الأسترالية، كمشهد تاريخي وسابقة في البلاد، المقيم فيها أكثر من 620 ألف مسلم.


إسكندرانية الهوى والنشأة، عزة محمود فوزي حسيني علي السروجي، والمعروفة في الإعلام الغربي باسم “آن علي” هي أول مسلمة تتولى وزارة في تاريخ أستراليا.

وقد صنعت آن علي مشهدًا تاريخيًّا، كونها أول مسلمة تتقلد هذا المنصب بدولةٍ المسلمون فيها أقلية. ويأمل أول وزيرين مسلمين في أستراليا، آن علي وإد هوسيك، أن تكون هذه التعيينات حقبة جديدة تشهدها البلاد، بعد حوادث التطرف ضد المسلمين، حسب ما أفادا لـ“الجارديان”.

مشهد استثنائي

جاء تعيين عزة محمود السروجي الملقبة بـ”آن علي”، ذات الأصول العربية ومصرية الأصل، في منصبي وزيرة الشباب ووزيرة شؤون التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة في الحكومة الأسترالية، كمشهد تاريخي وسابقة في البلاد، التي يعيش فيها أكثر من 620 ألف مسلم.

وأدّت عزة محمود السروجي، اليمين الدستورية، الجمعة الماضية، لتكون أول وزيرة مسلمة في تاريخ أستراليا، وبيدها نسخة من القرآن الكريم، في حين تقول الوزيرة المسلمة وزميلها المسلم بالحكومة، إد هيوسك، اللذان حلفا اليمين على القرآن الكريم، إنهما يشعران بأن هذه هي “لحظة تاريخية” بعد مسار ممتد من الإسلاموفوبيا والانقسام الذي شهدته أستراليا في الماضي.

نشأة الوزيرة المصرية الأسترالية

آن علي أو عزة السروجي، وُلدت في الإسكندرية في 29 مارس 1967، وأكملت دراستها الجامعية بالجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1990، ومن ثم عادت إلى أستراليا مع زوجها، ويظهر من سيرتها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنها سياسية أسترالية من حزب العمال، ودخلت مجلس النواب عام 2016 عن مقعد كوان في غرب أستراليا.

وأصبحت لدى انتخابها أول امرأة مسلمة تدخل مجلس النواب الأسترالي، وعملت أيضًا باحثة لفترة طويلة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وفقًا لـ“ذا أستراليان”، وتعد آن علي أول سيدة من أصل عربي وإسلامي، تشغل هذا المنصب في تاريخ أستراليا، وعلى الرغم من أنها وافدة جديدة إلى حزب العمال الأسترالي، فإنها أثبتت في غضون سنوات قليلة جدارتها وحنكتها السياسية.

أكبر من كونه إنجازًا شخصيًّا

بالنسبة إلى آن علي، كان أداء اليمين هذا الأسبوع، وزيرةً لتعليم الأطفال والشباب، أكثر من مجرد إنجاز شخصي، لقد كانت لحظة تدل على التغيير والأمل لها ولزميلها المسلم، إد هوسيك، فلقد أثر ذلك على نحو خاص، في الشباب المسلمين الذين لم يعدوا أنفسهم أبدًا سوى أستراليين، فقد أدى الخطاب السياسي الذي أعقب تلك السنوات إلى تغذية الخوف من الإسلام والانقسام.

“وصرحت آن لـ”الجارديان” البريطانية “آمل أن نشهد الآن بداية لحقبة جديدة تكون فيها أستراليا معبرة عن كل أبنائها، وأن ينعكس ذلك في مؤسساتنا السياسية”، وأضافت الوزيرة أنها كامرأة مسلمة في الحكومة، تدرك رمزية هذا المنصب كونه يعبر عن آمال كثير من المسلمات في الوصول إلى أماكن قيادية داخل أستراليا، آملةً أن يحمل شغلها هذا المنصب رسالة بأنه يوجد مكان للمسلمات داخل أستراليا”.

الحكومة الأكثر تنوعًا في تاريخ أستراليا

تضم حكومة رئيس الوزراء الأسترالي الجديد، ألبانيز، 23 وزيرًا، بينهم 10 سيدات، مقارنة بـ7 سيدات في حكومة رئيس الوزراء السابق، سكوت موريسون، الليبرالية. وقالت علي، الخبيرة في مكافحة الإرهاب، والتي أصبحت الآن عضوة بالحكومة، إنه “لشرف عظيم” أن يجري  تعييني في هذا المنصب”.

وأضافت “من المشجِّع أن أكون جزءًا من الحكومة الأكثر تنوعًا في التاريخ”، وواصلت “عندما جرى انتخابي لأول مرة لعضوية البرلمان في عام 2016، كان مكانًا مختلفًا تمامًا عن برلمان عام 2022. وإن رؤية اتساع التنوع بين زملائي في حكومة ألبانيز العمالية لحظة مهمة على المستوى الشخصي كما هي كذلك في تاريخ أمتنا”.

8256

وزير مسلم آخر في ظل زيادة “الإسلاموفوبيا” بأستراليا

إد هيوسك، الذي جرى تعيينه وزيرًا للصناعة بالحكومة الجديدة، يمثل مقاطعة تشيفلي غرب سيدني، وهو ابن مهاجرين بوسنيين وشغل في السابق منصب السكرتير البرلماني لرئيس الوزراء السابق، كيفين رود. وأدى الوزير المسلم أيضًا اليمين في أثناء حمله القرآن، وواجه رد فعل عنيفًا عبر الإنترنت، ولكنه عبّر عن شعوره بأن الأمور تغيرت في السنوات الماضية، حسب ما أفاد في تصريحات نقلتها “الجارديان”.

وتأتي الحكومة الأسترالية الجديدة في خضم تقارير نشرها مركز “الإسلاموفوبيا الأسترالي” عن زيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا 4 أضعاف في ما يخص حوادث الكراهية الشخصية للمسلمين بأستراليا، وزيادة “الإسلاموفوبيا” على الإنترنت، لا سيما بعد مذبحة كرايستشيرش في 2019، راح ضحيتها 51 مسلمًا. وأظهر التقرير الثالث عن الإسلاموفوبيا في أستراليا، أيضًا، هذا العام، زيادة في ربط المسلمين بالإرهاب.

ربما يعجبك أيضا