وزيرة الثقافة المصرية: ندعم صناعة النشر بالوطن العربي في ظل التحديات

نادية عبد الباري

وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني تفصح عن تفاصيل الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.


افتتحت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني، اليوم الأحد 15 يناير 2023، مؤتمر معرض القاهرة الدولي للكتاب في الدورة 54.

وتأتي هذه الدورة تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتحمل شعار “على اسم مصر.. معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع”، وتمتد فعالياتها من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وتحل المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف.

معرض القاهرة.. مسيرة عظيمة الأثر والتأثير

بدأت نيفين الكيلاني فعاليات المؤتمر بالإفصاح عن اختيار الكاتب صلاح جاهين شخصية المعرض، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال، ثم شكرت الرئيس المصري على على اهتمامه ببناء الإنسان ووعيه، وشكرت رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي على افتتاحه دورة هذا العام. 

وقالت الكيلاني في كلمتها الافتتاحية إن هذه الدورة تأتي استكمالًا لمسيرة عظيمة الأثر والتأثير لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وقالت: “المعرض وجه من وجوه مصر وقوتها الناعمة، يعكس حاضرها ويستشرف مستقبلها، ويُبرز روعة حضارتها، إبداعًا وفكرًا وفنًّا واحتضانًا لكل مبدع مصري وعربي”.

نافذة مصر الثقافية على العالم

قالت الكيلاني إنه “في ظل ما يشهده العالم من تغيرات على كل الأصعدة لم يقع لها مثيل منذ قرن وأكثر، وفي ظل بقايا تأثير الجائحة والأزمات الاقتصادية التي تحيط بالعالم وتجتاح اقتصاديات دوله، تحرص مصر دائمًا- بتوجيه ودعم وإصرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي- على أن يظل معرض القاهرة الدولي للكتاب نافذة مصر الثقافية على العالم، وبابًا لثقافة العالم إلى مصر”.

وتابعت: “53 دورة مضت ونجحت وتركت بصمات مضيئة، بجهد مضنٍ وإبداع فائق وبذل حقيقي لكل من شارك في الإعداد لها، من قادة ومسؤولي وزارة الثقافة المصرية وهيئة الكتاب السابقين”.

الوعي العربي هدف وزارة الثقافة المصرية

أشارت الكيلاني إلى أن مصر تدخل إلى الجمهورية الجديدة التي تبني الإنسان كما تبني العمران، وتهتم بالتنوع الثقافي المصري، وتدرك الأهمية القصوى للمعرفة والعلم في بناء الشخصية المصرية، واستطردت: “ولا أبالغ حين أقول إن المعرض رغم أنه ينعقد لمدة أسبوعين في العام، يظل أثره وتأثيره وحراكه الثقافي باقيًا طوال العام، بل على مستوى الثقافة والوعي”.

وأضافت الكيلاني: “بالحديث عن الوعي والهوية -وهي أيضًا المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس- يأتي معرض القاهرة هذا العام ونحن نضع في وزارة الثقافة المصرية نصب أعيننا ضرورة أن تكون هذه الدورة مرتكزة على وعي مصري حقيقي وصادق، والهوية المصرية الأصيلة التي أبهرت العالم وعلمته الكثير”. aed2b95c 2768 4cfd 979c 088dc2c4dc5c

شعار المعرض هذا العام

قالت وزيرة الثقافة المصرية: “معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع، هو شعار المعرض هذا العام، وهو شعارنا الثقافي للجمهورية الجديدة، بدأ من معًا التي نحتاج إلى تطبيقها والحرص على بقائها، لأن مصر تبقى خالدة ورائدة ومنارة لظلام العالم حين فقط نكون معًا”.

وأردفت وزيرة الثقافة المصرية إنه استكمالًا لمكانة المعرض وتأثيره الثقافي الإقليمي والدولي الكبير، ووسط ما تشهده مصر والعالم من تحديات اقتصادية تواجه العديد من الصناعات، ومنها بالطبع صناعة النشر والكتاب، تأتي دورة هذا المعرض وهي تحمل بالتوازي البرنامج الثقافي الحافل والبرنامج الفني المبهر وبرنامجًا خاصًا للطفل.

مستقبل النشر ومشكلاته

أعلنت وزيرة الثقافة أن هذه الدورة تضم برنامجًا مهنيًّا يعنى في المقام الأول بالنشر كصناعة، ويناقش بوجود خبراء دوليين وضيوف من ناشري العالم مستقبل النشر ومشكلاته وفرصه المستقبلية، ولا يغفل أيضًا مكانة الملكية الفكرية التي وضعت مصر لها استراتيجية مهمة وواعدة، فيضم أيضًا مؤتمرًا كبيرًا بمشاركة حافلة بشأن حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة والملكية الفكرية.

وإكمالًا لدور المعرض في حفظ الهوية المصرية وثراءها، يتضمن المعرض هذا العام الدورة الثانية من مؤتمر “الترجمة عن العربية جسر للحضارة”، ليكون المعرض مواكبًا بحق لتطلعات مصر والمصريين من الجمهورية الجديدة، ومتناسقًا مع ما تحتاج إليه مصر على الصعيد الثقافي، وكيف تعرض إبداعها للعالم، حسب الكيلاني.

تحديات النشر في الوطن العربي

عن أزمة الكتاب هذا العام قالت نيفين الكيلاني: “ندرك جيدًا حجم تأثير الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم، وهو بالطبع ما ينعكس على سلسلة من تدابير وإجراءات ترشيد النفقات ليس في مصر وحدها بالطبع، بل في غالب دول العالم”.

واستدركت: “نعي أيضًا أن الثقافة ليست ترفيهًا ولا منتجًا ثانويًّا، ولهذا كان حرص القيادة السياسية على انعقاد المعرض وتوفير كل التسهيلات، من أجل خروجه بأفضل شكل يعكس اهتمام مصر بالإنسان وثقافته وإبداعه، وليبقى معرض القاهرة الدولي للكتاب بوابة ثقافية وحدثًا دوليًّا مؤثرًا في خارطة الثقافة العالمية”.

وأضافت: “نتحول تدريجيًّا وبدراسة متأنية وخطوات راسخة من كونه مهرجانًا ثقافيًا وسوقًا كبيرة للكتاب، إلى منصة احترافية ترعى وتنمي صناعة الثقافة وتفتح الأبواب وتبني الجسور، لتناقش همومها ومشكلاتها ومستقبلها ودورها على أرضه”.

جزء من المجال الحيوي الثقافي المصري

شددت الكيلاني على أهمية الثقافة المصرية والهوية العربية قائلة: “أعظم وأثمن ما تملكه مصر هو مجالها الحيوي الثقافي وأثرها الحضاري والإنساني، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب جزء لا يتجزأ من المجال الحيوي الثقافي المصري، نسعى لتطويره بما يناسب مسار الدولة المصرية الحديثة”.

وشددت الوزيرة على وقوف وزارة الثقافة إلى جانب صناعة النشر، فقالت: “ندرك جيدًا المصاعب التي توجه صناعة النشر وتحديات الوضع الاقتصادي التي يعانيها الناشرون، ونحاول جاهدين بصدق وجد للمساعدة وتقديم كل دعم، وليس من دليل أوقع على ذلك من الحرص على تنظيم المعرض بلا زيادات كبيرة في أسعار الأجنحة على الناشرين، مقارنة بمعارض كثيرة في العالم إقليمية ودولية”.

واختتمت الوزيرة: “نحاول تذليل كل الصعاب التي تواجه صناعة النشر العربية والمصرية، ونتمنى أن تكون هذه الدورة دورة مهنية مفيدة لكل ناشر مشارك بالمعرض يسعى فيها -هو نفسه- لدراسة واقعية لمتغيرات الواقع الاقتصادي الثقافي، وسبل التطور”. 

ربما يعجبك أيضا