وزير الدفاع الإيراني يصل إلى دمشق تزامنًا مع مطالب بإخراج إيران

يوسف بنده

رؤية

وصل وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الأحد، في زيارة تستمر يومين لعقد اجتماعات مع مسؤولين دفاعيين وعسكريين كبار.
 
وتدعم القوات الإيرانية قوات الحكومة السورية في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
 
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن حاتمي قوله -عند وصوله إلى سوريا- نأمل في القيام بدور مثمر في إعادة إعمار سوريا.
 
كما سيضع وزير الدفاع الإيراني إكليلا من الزهور على نصب الجندي المجهول. وسيبحث آخر تطورات المنطقة وعملية محاربة الإرهاب وسبل تنمية التعاون الدفاعي والعسكري بين طهران ودمشق.
 
هذا، وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، قد صرح الخميس الماضي، أن إيران يجب عليها سحب قواتها من سوريا.
 
وأوضح بولتون -في مؤتمر صحفي له عقب اجتماعه مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف- أن “بوتين يشاطرنا تأكيد أنه لا بد من خروج القوات الإيرانية من سوريا”، مضيفًا: “نعمل على خروج جميع القوات الإيرانية من سوريا”.
 
وقد صرح مسؤولون إيرانيون، بأن التواجد العسكري في سوريا جاء بناء على دعوة من الحكومة السورية، وليس لديها أي نية فورية للخروج.
 
كما صرحت الخارجية الروسية أمس، بأن القوات الأمیركیة متواجدة فی سوریا بصورة غیر شرعیة لذا فإنه ینبغی علیها البدء بنفسها أولًا.
 
تزامنًا
 
في الأثناء، يواصل ممثل الخارجية الأمريكية، ويليام روباك، جولته شمال شرقي سوريا، حيث من المتوقع أن يصل اليوم إلى محافظة دير الزور، بعد أن زار أمس بلدة شدادي في ريف الحسكة وعين العرب – كوباني ومنبج في محافظة حلب.
 
وأكد روباك أن أولوية واشنطن هي إخراج القوات الإيرانية من سوريا، كما أنها استراتيجية للمرحلة المقبلة، مؤكدًا على مواصلة دعم قوات سوريا الديمقراطية لتحقيق ذلك.
 
وقال -أمام صحفيين، خلال زيارته الشدادي- “نحن مستعدون للبقاء هنا كما قال الرئيس (دونالد ترامب) بوضوح لضمان القضاء نهائيًّا على داعش”، مضيفًا “سنبقى نركز على انسحاب القوات الإيرانية وعلى وكلائها أيضًا”.
 
وانتقدت واشنطن مرارًا تدخل طهران وحزب الله اللبناني أيضًا في النزاع السوري ومساندتهما لنظام دمشق.
 
تصريح أمس
 
وقد صرح وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، أمس، قائلًا: إنَّ حدثًا كبيرًا ونادرًا حصل في سوريا خلال السنوات الماضية بفعل مخططات امريكا والكيان الصهيوني وأذنابهم في المنطقة.
 
وأضاف حاتمي، أن الاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا والكيان الصهيوني وأذنابهم في المنطقة قاموا بتجميع الإرهابيين من شتى نقاط العالم وجهزوهم بأحدث المعدات العسكرية واللوجستية بحيث إن إحدى دول المنطقة قالت إنها أنفقت 137 مليار دولار لدعم الإرهابيين في سوريا. وقال: “بتصوري فإن الرقم أكثر بكثير من المعلن ومن نتائجه قتل أكثر من 400 ألف وتشريد 5 ملايين مواطن سوري وإن هذه الأرقام تبين عمق المؤامرة”.
 
وتابع، إن هدفهم الآخر يتعلق بإيران والدول الإقليمية فهم ضمن المخطط قاموا بإنشاء مجموعة باسم داعش في المناطق التي تسيطر عليها وهدفها تشكيل حكومة العراق والشام وتمتد إلى إيران وإذا نجحوا في هذا الهدف فإن عدم الاستقرار سيكون الطابع الغالب لدول المنطقة، وكانت إيران ستتأثر بعدم الاستقرار هذا، مضيفًا إن كان قد حصل ذلك فإن قضية الكيان الصهيوني ستكون القضية الثانية أو الثالثة في اهتمامات دول المنطقة.
 
وأشار إلى أنه “من هذا المنطلق فإن عدم الاستقرار الأمني في المنطقة قضية مهمة بالنسبة للكيان الصهيوني ويسعى لتأجيجه فنشاهد أنه يساعد الإرهابيين ويمدهم بالسلاح وحتى يقوم باستقبال جرحاهم في مستشفياته وتقديم جميع أنواع المساعدة لهم”.
 
وأضاف نرى أن هؤلاء الإرهابيين من الدواعش والمجموعات الأخرى لم يطلقوا ولا رصاصة واحدة باتجاه الكيان الصهيوني في الوقت الذي قتلوا عشرات الآلاف من المسلمين في سوريا والعراق.
 
ضربة محتملة
 
هذا، وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء السبت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تستعد لشن ضربة على سوريا من أجل تغطية هجوم كبير يعتزم المسلحون في محافظة إدلب شنه على حماة وحلب.
 
وجاء بيان، إن “أكثر من 70 بالمئة من أراضي محافظة إدلب السورية تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية التي تعتبر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الأشهر والأكبر بينها”.
 
وتابع البيان: “وفي الأسبوع الماضي دعا زعيم هذا التنظيم الإرهابي، أبومحمد الجولاني، جميع العصابات في إدلب إلى الجهاد ضد الدولة العلمانية السورية، وبالتزامن مع ذلك تجاوز عدد أنصار الحوار السياسي (مع الحكومة) الذين تم احتجازهم وسجنهم 500 شخص”.
 
وشددت وزارة الدفاع الروسية على أنه “تمت تعبئة عدة آلاف من المسلحين المزودين بالسلاح الثقيل والمدرعات لشن هجوم على حماة وحلب”.
 
وأشارت إلى أنه “بالتوازي مع ذلك يجري التحضير لتنفيذ استفزازات باستخدام مواد سامة”، “وفي غضون ذلك، تجري في بلدة جسر الشغور وبقيادة ممثلي منظمة الخوذ البيضاء ما يسمى بعمليات تدريب على العمل في ظروف الإصابة بالأسلحة الكيميائية، ونَقَلَ مسلحو هيئة تحرير الشام إلى المنطقة 8 حاويات ممتلئة بالكلور وتم تخزينها حاليا في بلدة حلوس في مستودع لتنظيم الحزب الإسلامي التركستاني”.
 
وكشفت الوزارة، أن “هذه العملية الاستفزازية بمشاركة الخوذ البيضاء، الذين سيحاكون إنقاذ مصابين بالأسلحة الكيميائية، من المخطط أن تشارك فيها بشكل نشط الاستخبارات البريطانية ومن شأنها أن تمثل ذريعة لشن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربة صاروخية جوية جديدة على المواقع الحكومية للبنية التحتية الصناعية والاقتصادية في سوريا لضمان تنفيذ الهجوم المعد للمسلحين على حماة وحلب”.
 
وأشارت الدفاع الروسية إلى أن “هذا الأمر تؤكده التصريحات غير المبررة التي صدرت عن قيادات الدول الغربية، وتحدثت عن استعدادها لشن ضربات صاروخية على سوريا، وذلك بالتزامن مع دعوات زعيم الإرهابيين الجولاني إلى الجهاد”، كما لفتت الوزارة إلى أن “وسائل الإعلام في الدول الغربية روجت في الأسبوع الماضي لتهديدات مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، وكذلك للبيان المشترك الذي وزعته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.
 
وشددت الوزارة على أن “الدول الغربية تقوم في الوقت ذاته بتعزيز مجموعتها لحاملات الصواريخ المجنحة في الشرق الأوسط”، مبينة “لقد وصلت إلى مياه الخليج المدمرة الأمريكية The Sullivans التابعة للأسطول الحربي البحري للولايات المتحدة والمزودة بـ56 صاروخا مجنحا موجودة على متنها، فيما تم نقل قاذفة استراتيجية أمريكية B-1B تحمل 24 صاروخ جو-أرض من طراز JASSM إلى قاعدة العديد الجوية في قطر”.
 
وأكدت وزارة الدفاع الروسية -في ختام بيانها- أن “الغرب مستعد بالتالي لدعم الإرهابيين مرة أخرى، وشن عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة انتهاكا لجميع قوانين المجتمع الدولي، الأمر الذي لا مفر من أن يسفر عن تصعيد حاد للأوضاع في الشرق الأوسط وتقويض عملية التسوية السلمية للأزمة السورية”.
 
شركة بريطانية
 
وقد نفت شركة “Olive Group” العسكرية البريطانية الخاصة تصريحات وزارة الدفاع الروسية بشأن تورط الشركة في الإعداد المحتمل للقيام باستفزاز باستخدام الكيميائي في سوريا.
 
وقالت مديرة التسويق في الشركة، سوزان بينر: “إن “Olive Group” ليست متورطة (في ذلك)”.
 
ونقلت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، عن مصادرها أن الإرهابيين مروا بفترة تدريب بمشاركة شركة “Olive Group” العسكرية البريطانية الخاصة، وهم يرتدون زي عناصر “الخوذ البيضاء” وسيشاركون في القيام باستفزاز كيميائي مفتعل جديد في سوريا، سيستخدم فيما بعد حجة من أجل اتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة، الأمر الذي ستستغله الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتوجيه ضربة جديدة إلى المنشآت الحكومية في الأراضي السورية.

ربما يعجبك أيضا