وزير خارجية دمشق في القاهرة.. هل تعود سوريا لمقعدها بالجامعة العربية؟

التقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، نظيره المصري سامح شكري، في أثناء زيارته للقاهرة التي أجراها أمس السبت 1 إبريل 2023.

ويزور المقداد مصر في زيارة هي الأولى من نوعها على مستوى وزير الخارجية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هاتف نظيره السوري بشار الأسد وعرض تقديم الدعم بعد الزلزال الذي ضرب سوريا فبراير الماضي.

الزيارة الأولى

بحسب المونيتور، جاء اجتماع وزيري الخارجية، وسط مشاركة عربية مكثفة مع حكومة دمشق المعزولة سياسيًّا في المنطقة منذ بداية الحرب السورية، والتي طُردت من جامعة الدول العربية في عام 2011 بسبب الأزمة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن زيارة المقداد للقاهرة هي الأولى منذ أكثر من 10 سنوات لدبلوماسي سوري كبير، وشهدت اجتماعًا مغلقًا بين الوزيرين أعقبته مناقشات بين وفدي البلدين.

وزير الخارجية السوري يزور مصر للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات

آثار الزلزال السياسية

هرعت عدة دول عربية لمساعدة سوريا بعد زلزال 6 فبراير المدمر الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف في الدولة التي مزقتها الحرب وتركيا المجاورة.

وعقب الزلزال، اتصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنظيره السوري بشار الأسد لعرض دعم غير مسبوق منذ تولي السيسي منصبه في 2014.

دعم الشعب السوري

كما تحدث كبار الدبلوماسيين في البلدين عبر الهاتف في أعقاب الزلزال، ثم زار شكري دمشق والتقى الأسد في 27 فبراير في أول رحلة من نوعها منذ أكثر من عقد.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن المباحثات ركزت يوم السبت على “دعم الشعب السوري لاستعادة وحدة البلاد والسيادة على كامل أراضيه”.

تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية

جدد شكري دعم القاهرة لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لحل النزاع. وأضاف البيان أن الوزيرين اتفقا أيضًا على تكثيف قنوات الاتصال بين بلديهما.

دعا شكري إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، قائلاً: “إن التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حدًا للتدخلات الخارجية في شؤون دمشق، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، بما يرفع المعاناة عن شعبها وينهي أزمته مما سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة”.

وزير الخارجية السوري يزور مصر

التضامن العربي مع سوريا

نقل البيان عن وزير الخارجية السوري، تطلعه لأن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية.

وعبر المقداد عن تقدير بلاده لدور مصر الداعم والمساند لسوريا وشعبها على مدار سنوات الأزمة، وقدم الشكر لنظيره المصري على المساعدات الإغاثية الإنسانية التي قدمتها مصر في أعقاب الزلزال.

اقرأ أيضاً: لأول مرة.. وزير خارجية سوريا يزور الجزائر للقاء كبار المسؤولين

علاقات متدهورة

على عكس العديد من الحكومات العربية الأخرى، لم تقطع القاهرة علاقاتها مع دمشق بشكل كامل بعد الحرب، لكن العلاقات تدهورت.

لكن في أعقاب الزلزال، أرسلت دول ذات وزن ثقيل مثل المملكة العربية السعودية مساعدات إلى سوريا، تلتها محادثات بين الرياض ودمشق لاستئناف الخدمات القنصلية.

موقف عربي موحد

قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، في تصريحات لـ”رؤية الإخبارية”، إن الزيارة لها أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد الزلزال كان نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثابة نقطة تقارب بين الدول العربية وسوريا.

وأضاف فارس أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية، في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.

واختتم أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب تنسيقًا من الدول العربية؛ وحدوث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.