وزير خارجية قطر: منتقدو مونديال 2022 «متعجرفون» وادعاءاتهم مضللة

في حين يترقب العالم مونديال 2022، المزمع انطلاقه في 20 نوفمبر 2022، وصف وزير الخارجية القطري منتقدي استضافة بلاده للبطولة بأنهم “متعجرفون”.

وفي مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن “الناس لا يمكنهم قبول استضافة دولة شرق أوسطية صغيرة لكأس العالم”، واصفًا التغطية الإعلامية السلبية للمونديال بالمضللة.

«مقاطعة المونديال غطرسة»

قال وزير الخارجية القطري، في المقابلة المنشورة، اليوم الاثنين 7 نوفمبر 2022، إن “التنظير عن بعد ليس حلًا”، مضيفًا أن “الداعين إلى مقاطعة كأس العالم، أو أولئك الذين ينوون عدم حضور المونديال، سيفعلون ذلك بمحض إرادتهم، فلِمَ يحرمون غيرهم من الحضور والاستمتاع؟”

وبسؤاله بشأن الانتقادات التي توجهها دول متنافسة لأي بلد مضيف لكأس العالم، أجاب متسائلًا: “ما نوع الرسالة التي يوجهونها إلى جمهورهم؟ ماذا عن أزماتهم الخاصة داخل بلدانهم، التي يصرفون الطرف عنها؟” وتابع: “ليس أنا أو الشعب القطري فقط، بل أناس كثر من جميع أنحاء العالم، يرون أن هذا مجرد شعور بالغطرسة”.

مخاوف حقوقية

هذا الترقب تخيم عليه مخاوف أثيرت مرارًا وتكرارًا، منذ فوز قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم 2022، بشأن سجلها في ملف حقوق الإنسان، لا سيما حقوق العمال المهاجرين الذين بنوا ملاعب البطولة، فضلًا عن تعاملها مع مجتمع المثليين.

وتأتي تصريحات وزير خارجيتها بعد أن قال مسؤولو كرة القدم الإنجليزية والويلزية إنهم سيواصلون حملتهم بشأن القضايا خارج الملعب، وإن منتخبيهما سيرتديان شارات OneLove بلون قوس قزح، متجاهلين دعوات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتنحية قضايا حقوق الإنسان والعمال في قطر جانبًا والتركيز على كرة القدم. وفق “سكاي نيوز”.

إدانة نظام الكفالة

لطالما تحدثت جماعات حقوقية عن سوء معاملة قطر للعمال المهاجرين، الذين تولوا بناء 7 من ملاعب البطولة الثمانية، وأدانت على وجه الخصوص نظام الكفالة، ذلك النظام الذي يشمل قوانين عمل تسمح لأفراد أو شركات قطرية بمصادرة جوازات سفر العمال ومنعهم من مغادرة البلاد.

وتفيد تقارير بوفاة آلاف العمال المهاجرين خلال تحضيرات البطولة، لكن السلطات القطرية تنفي ذلك. وفي هذا الصدد، قال الوزير القطري إن صندوق التعويضات المخصص لعمال ملاعب المونديال المتوفين “عمل بفاعلية بالغة في العامين الماضيين”، مشيرًا إلى توزيع نحو 350 مليون دولار على عائلاتهم.

صندوق دعم وتأمين العمال

في 2018، أنشأت قطر “صندوق دعم وتأمين العمال” لمساعدة العمال المهاجرين، حال لم يدفع أرباب عملهم مستحقاتهم المالية، وصرف هذا الصندوق 320 مليون دولار، خلال العام 2022 فقط، حسب ما قال وزير العمل القطري، علي بن صميخ المري، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في 2 نوفمبر 2022.

وأضاف المري: “إذا كان لشخص الحق في الحصول على تعويض، ولم يحصل عليه، عليه أن يقدم طلبًا وسنساعده”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى استعداد قطر النظر في حالات تعود وقائعها إلى أكثر من عقد.

قطر تتعرض لهجمات عنصرية

في المقابلة عينها، ندد وزير العمل القطري بتعرض الدوحة لهجمات وصفها بأنها “عنصرية”، معلنًا رفض بلاده دعوات إنشاء صندوق خاص جديد، لتعويض العمال المهاجرين الذين قضوا أو تأذوا خلال تشييدهم مشاريع استضافة كأس العالم على أراضيها.

وفي حين تطالب منظمات حقوقية السلطات القطرية و”فيفا” بإنشاء صندوق بقيمة 440 مليون دولار لتعويض هؤلاء العمال، عَدَّ الوزير القطري أن هذه الفكرة مجرد “حيلة دعائية”، مدعيًا استخدام دول ومنظمات معلومات كاذبة، وإشاعات بهدف “تشويه سمعة قطر بادعاءات مضللة عمدًا”، وفق “فرانس برس.”

إنفانتينو.. لا تسمحوا لكرة القدم بالانجرار إلى معارك أيديولوجية أو سياسية

في خطاب إلى 32 دولة متنافسة، الأسبوع الماضي، كتب كل من رئيس “الفيفا”، جياني إنفانتينو، والأمين العام للاتحاد، فاطمة سامورا: “من فضلكم لا تسمحوا لكرة القدم بالانجرار إلى أي معارك أيديولوجية أو سياسية قائمة”.

وجاء في الخطاب، الذي أورده موقع “ذي أثليتيك” الأمريكي: “إننا في الفيفا نحاول احترام الآراء والمعتقدات، من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم، فإحدى نقاط قوة هذا العالم تكمن في تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئًا فهو احترام هذا التنوع، فلا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى”.

انشغال جدول أعمال وليام

بشأن إعلان رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الأمير ويليام، عدم السفر إلى قطر لمشاهدة منتخب بلاده في ​مونديال كأس العالم، الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، أرجع وزير الخارجية القطري القرر إلى انشغال جدول أعمال الأمير البريطاني.

وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن: “أتمنى أن يسمح جدوله بالحضور لدعم المنتخب الإنجليزي”. كذلك سيتغيب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، السير كير ستارمر، عن حضور المونديال، المقرر أن يستمر حتى 18 ديسمبر 2022.

الحميمية العامة محظورة

ردًّا على سؤال بشأن سفر أفراد من مجتمع المثليين إلى قطر لحضور مونديال 2022، قال وزير الخارجية القطري في مقابلته إن إظهار الحميمية في الأماكن العامة محظور بين الناس كافة، وليس فقط بين المثليين.

غير أنه كرر تصريحات سابقة، شدد خلالها على السماح لجماهير المونديال بتشابك الأيدي، باعتباره “ليس تعبيرًا علنيًا عن المودة على ما أظن”، على حد قوله.