وزیر خارجية طهران في جنيف.. هل يدفع لعودة المحادثات النووية؟

يوسف بنده

مع توقف المفاوضات النووية، واجهت إيران أزمات سياسية واقتصادية حادة، تدفعها للبحث عن تخفيف حدة العقوبات مع الغرب عبر نافذة الحوار النووي.


تعطلت المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية منذ اندلاع الاحتجاجات داخل إيران في سبتمبر 2022.

وواجهت طهران بعدها الكثير من العقوبات الغربية، وأصبحت معزولة سياسيًّا وإقتصاديًّا أكثر من أي وقت مضى، منذ أن زودت روسيا بالدعم العسكري في حربها ضد أوكرانيا.

lvl22023022707520827

عبداللهيان في جنيف

وصل وزیر الخارجية الإيراني، حسین عبداللهیان إلی مطار مدینة جنيف، فجر الاثنين 27 فبراير 2023، للمشارکة في الدورة 52 لاجتماع مجلس حقوق الإنسان والاجتماع السنوي لمؤتمر نزع السلاح. وحسب وكالة “ايسنا” الإيرانية، من المقرر أن یشارك عبداللهیان في قسم کبار المسؤولین للنسخة 52 من اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ویشرح مواقف إيران بشأن قضایا حقوق الإنسان.

وأوضحت الوكالة أنه من المقرر أن یحضر الوزیر في قسم کبار المسؤولین في الاجتماع السنوي (2023) لمؤتمر نزع السلاح. ویرافق الوزير الإيراني في هذه الزیارة کل من المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر کنعاني ونائب رئیس السلطة القضائية، أمین لجنة حقوق الإنسان کاظم غریب‌ آبادي.

716488Image1

دفع المحادثات النووية

قبل سفره إلى جنيف، قال وزير الخارجية الإيراني في لقاء مع قناة العالم الإيرانية، 26 فبراير 2023، إنه لو تعامل الجانب الأمريكي بصورة واقعیة في إطار الرسالة التي بعثها عبر بغداد وعدم تکرار التصریحات الإعلامیة المنافقة “لن تکون أمامنا مسافة بعیدة للوصول إلی الاتفاق النووي”، مشددًا على أن وزير الخارجية العراق، فؤاد حسين، عاد من واشنطن حاملًا رسالة مفادها أن الجانب الأمريكي على استعداد لاستكمال المفاوضات النووية.

وأضاف عبداللهيان: نحن کنا ولا نزال نرحب بالمسار الدبلوماسي والحوار ولم نبتعد عن المحادثات، فنحن علی استعداد دائما للحوار واتضح ذلك في المحادثات التي أجریت في فینا والرسائل المتبادلة بیننا وبین الجانب الأمريكي من خلال الوسطاء وبأسلوب شفوي، والتي شددت علی مراعاة مصالح کل طرف في المحادثات وبالطبع الخطوط الحمراء لإیران”.

a7534412 d288 4fee a7d4 6a2bc97ff497

وفتحت تصريحات عبداللهيان باب التكهنات حول الدفع لاستعادة المحادثات النووية خلال زيارته لجنيف، التي استضافت ثماني جولات من المفاوضات النووية قبل توقفها سبتمبر الماضي. ونقلت وكالة آسوشيتدبرس الأمريكية، 26 فبراير، أن عبداللهيان سيجتمع مع نظيرتيه الألمانية أنالينا بيربوك والفرنسية كاترين كولونا.

download 62

ضغوط على إيران

تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية ضخمة منذ أن ضيقت الولايات المتحدة الخناق على منافذها للحصول على العملة الصعبة، التي منها العراق. كذلك كانت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، في مقابلة مع قناة “آي24 نيوز” 22 فبراير، بأن العالم الغربي يستعد لفرض المزيد من العقوبات على إيران قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، جرس إنذار بأن الأوروبيين ربما يفعلوا آلية الزناد ضد إيران.

وحسب تقرير صحيفة آرمان ملي، 27 فبراير، فإن آلية الزناد يمكن تفعيلها إذا شعر الأوروبيون بأن إيران قد انتهكت الاتفاق النووي. وهو ما يعني عودة العقوبات الدولية مرة أخرى، بعد إرسال ملف إيران إلى مجلس الأمن. وهذا الأمر يضع إيران في خطر تلقي ضربة عسكرية تقضي على منشآتها النووية. ولذلك تشير تصريحات الخارجية الإيرانية إلى أن طهران تسعى لتخفيف الضغوط عليها في إطار المحادثات النووية.

download 63

تفضيل الخيار السلمي

ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على المفاوضات النووية مع طهران كآلية فاعلة لوقف تقدم البرنامج النووي لإيران، ولذلك لم ينقطع تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران، رغم الضغوط الإقليمية للتصدي بحزم للبرنامج النووي الإيراني. خاصة أن واشنطن تدرك أن إعادة العقوبات الدولية لن يثني إيران على تطوير برنامجها النووي؛ لأن طهران تعيش عمليًّا تحت مظلة العقوبات الغربية، ولم يتوقف تطوير برنامجها النووي.

وتأتي تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، في حديث إلى قناة “CBS”، ليل السبت الماضي، ليوضح أن واشنطن تحاول ألا تقضي على التفاوض مع إيران. فقد قال بيرنز إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن قيادة إيران قررت استئناف برنامج صنع أسلحة نووية الذي أوقف في 2003. وذلك بعد تقرير عن عثور مفتشي الوكالة الدولية على جزيئات يورانيوم مخصبة 84 %.

ربما يعجبك أيضا