وسائل الوعي الأمريكي.. كيف كسرت 7 أكتوبر سيطرة إسرائيل؟

«احتلال العقل».. كيف استطاعت حرب 7 أكتوبر ضرب سيطرة إسرائيل على الوعي الأمريكي؟

أحمد الحفيظ
قطاع غزة

إسرائيل استطاعت لعقود السيطرة على الإعلام الأمريكي لفرض روايتها تجاه القضية الفلسطينية، لكن حرب 7 أكتوبر غيرت ذلك.


اختلفت نظرة المجتمع الغربي تجاه القضية الفلسطينية منذ حرب 7 أكتوبر، التي أودت بحياة أكثر من 35 ألف فلسطيني حتى الآن.

وقبل الحرب كانت إسرائيل متحكمة بشكل كبير فيما يقال داخل الإعلام الأمريكي والغربي عن القضية الفلسطينية، واستطاعت من خلال ذلك ترسيخ أن الفلسطينيين ليس لهم حق في أي أراضي متنازع عليها، واستخدمت مصطلح “معاداة السامية” لمن يختلف معهم.

رؤية واضحة

لكن خلال 7 أشهر من القتال العنيف داخل قطاع غزة واستغلال الفلسطينيين والعرب لوسائل التواصل الاجتماعي في نقل ما يحدث، اختلفت وجهات النظر بشكل كبير، وأصبح لدى المجتمع الأمريكي والغربي رؤية واضحة لمجريات الأمور.

وتسود حالة من الغضب داخل الجامعات الأمريكية والغربية تجاه إسرائيل وما تفعله في قطاع غزة وهي حالة لم تشهدها تلك الجماعات على مر الصراع العربي الإسرائيلي.

سيطرة إسرائيلية

سلط الكاتب الأمريكي “Dave Zirin” في مقال نشر في صحيفة “ذا ناشون” الجمعة 26 أبريل 2024، الضوء على سيطرة إسرائيل على وسائل الإعلام الأمريكية، من خلال تناول القضية الفلسطينية بمنظور إسرائيل دون التطرق لوجهة نظر العرب والفلسطينيين.

وقالت الصحيفة، منذ 7 أكتوبر رأينا كيف أن وسائل الإعلام الأمريكية لديها مجموعة منفصلة من القواعد عند مناقشة الحرب الشاملة التي تُشن على المدنيين في غزة.

وذكرت أن هناك حاجة ملحة لفك رموز التعتيم الإعلامي على الإبادة الجماعية والتخلص من القيود اللغوية التي تحد من كيفية مناقشة الكتاب للهجمات الحالية على غزة.

احتلال العقل الأمريكي

استعان الكاتب، بفيلم وثائقي يحلل التغطية الإعلامية لاحتلال فلسطين، ويتحدث عن سيطرة إسرائيل على الإعلام الأمريكي، وتعرض منتجيه للطرد من الجامعات والمجتمعات بتهمة معادة السامية.

الفيلم بحسب كاتب المقال كان بعنوان “احتلال العقل الأمريكي” وانتج عام 2016 بإشراف مؤسسة التعليم الإعلامي، وتعرض للهجوم من السياسيين والمسؤولين في أمريكا واتهم حينها بمعاداة السامية لرصده كيف استطاعت إسرائيل باستخدام الإعلام الأمريكي احتلال عقول الشباب هناك.

ونقل كاتب المقال عن مؤلف الفيلم Sut Jhally وهو مدرس تعليم عالي قوله، إن ما تم رصده به هو في الحقيقة تاريخ لكيفية فشل وسائل الإعلام الأمريكية في سرد قصة الاحتلال العسكري الإسرائيلي الوحشي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية.

تهميش الأصوات المؤيدة للفلسطينيين

أكد أن فيلمه عرض بالتفصيل كيف تم تهميش الأصوات المؤيدة للفلسطينيين والتشهير بها بشكل روتيني باعتبارها معادية للسامية ومتعاطفين مع الإرهابيين، وهو بالضبط ما يفعله المشرعون ومديرو الكليات في ولاية ماريلاند.

وأوضح أن رد الفعل العنيف المتصاعد الذي ينتشر الآن في جميع أنحاء البلاد مع اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين داخل الجامعات، دليل على هذا التهميش لوجهة النظر الفلسطينية التي باتت ظاهرة في العلن الآن للجميع.

وأشار إلى أن الهدف الواضح هو منع أي نوع من التحدي للرواية السائدة التي يتم تداولها في وسائل الإعلام حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ عقود، وهو يكشف عن مدى ذعر المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين من أن سيطرتهم على السرد تنهار تحت وطأة الواقع.

معاداة للسامية

أكد أن البعض يرى أن الفيلم يعزز الصورة المجازية المعادية للسامية بأن اليهود يسيطرون على وسائل الإعلام لأننا نوثق كيف أن وجهات النظر المؤيدة لإسرائيل تفوق بكثير وجهات النظر المؤيدة للفلسطينيين في وسائل الإعلام الرئيسية.

وأوضح أن الفيلم رصد أيضا كيف استطاعت سيطرة اللوبي اليهودي على الإعلام الأمريكي في بناء الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل.

واتهم مؤلف الفيلم، اللوبي اليهودي باستخدام مصطلح “معادي للسامية” والمحرقة كسلاح لإسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين حتى لو تحدث البعض عن حقوق الإنسان أو ندد بما يحدث في قطاع غزة الآن.

ربما يعجبك أيضا