وسط أنباء عن وساطة مصرية.. تصعيد جديد بين الاحتلال والفصائل في غزة

حسام السبكي
مشاهد من قصف إسرائيل سابق على غزة - أرشيفية

حسام السبكي

يبدو أن الهدوء “الهش” الذي يعيشه قطاع غزة، منذ التصعيد الخطير الذي شهده في شهر مايو الماضي، والذي توقف إثر وساطة مصرية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وسلطات الاحتلال، لم يلبث أن انفض مجددًا، إثر قصف صاروخين من القطاع باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، جاء الرد عليه سريعًا، وفي وقت متأخر من أمس (السبت)، وسط أنباء عن تدخل مصري بوساطة جديدة، للحيلولة دون تطور الأمور نحو مزيدٍ من التأزم!.

استفزاز صاروخي

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت مبكر من صبيحة أمس (السبت)، مع مطلع العام الميلادي الجديد 2022، عن عن “رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة نحو البحر الأبيض المتوسط، سقطا قبالة سواحل منطقة تل أبيب الكبرى”.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “في وقت سابق هذا الصباح تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة نحو البحر الأبيض المتوسط سقطا قبالة سواحل منطقة تل أبيب الكبرى. وفقا للسياسة المتبعة لم يتم تفعيل إنذارات أو أعمال اعتراض”.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مقاطع فيديو قيل إنها لسقوط الصاروخين، لافتة إلى أنه يتم التحقق منها.

رد إسرائيلي

من جانبها، ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت متأخر من أمس (السبت)، بشن غارات مكثفة على القطاع، استهدفت مواقع للفصائل المسلحة في غزة.

حيث شنت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجوماً على مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وسمعت أصوات قصف في محافظة خان يونس، حيث أفادت “العربية” أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بحوالي 12 صاروخا موقع القادسية التابع لحماس جنوب قطاع غزة.

كما أفادت “العربية”، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي مازال يواصل قصف بعض الأهداف داخل القطاع بشكل متقطع.

وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن المضادات الأرضية التابعة للمقاومة تطلق النار صوب الطائرات الحربية في أجواء القطاع.

فيما تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي تحليقها الكثيف في أجواء قطاع غزة.

وأفاد التلفزيون الإسرائيلي بأن سلاح الجو قصف موقعا للفصائل الفلسطينية غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت “القناة 13” العبرية أن سلاح الجو قصف أهدافا في قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ على سواحل تل أبيب.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي -في بيان صحفي- “قصفت طائرات حربية وطائرات عمودية في الآونة الأخيرة سلسلة من الأهداف في مجمع الصواريخ التابع لحماس، كما قصفت الدبابات مواقع عسكرية لحركة حماس على حدود قطاع غزة”.

وأضاف البيان: “الأهداف ونوعية الأهداف التي تعرضت للهجوم ردا على القصف الصاروخي صباح اليوم من قطاع غزة إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط غربي كتلة دان”.

وقال البيان: “إن منظمة حماس مسؤولة عما يحدث في قطاع غزة، وتتحمل تبعات الأعمال الإرهابية انطلاقا من قطاع غزة”.

وكانت آخر مرة هاجمت طائرات إسرائيلية مواقع في قطاع غزة في 7 سبتمبر الماضي رداً على إطلاق شبان من غزة في حينه عدة بالونات حارقة على مستوطنات وبلدات إسرائيلية.

تدخل مصري

بحكم دورها التاريخي، تبدو القاهرة في حضور ثاني للوساطة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، والتي لا يدفع ثمنها في النهاية إلا المدنيين.

في غضون ذلك، أفادت مصادر بحسب “العربية”، اليوم (الأحد)، أن مسؤولين أمنيين مصريين طالبوا تل أبيب بضرورة وقف التصعيد وتجميد الضربات العسكرية لمنع تفاقم الوضع بين الطرفين.

كما أعربت القاهرة عن استيائها بسبب التصعيد الحاصل من قبل الجانبين، مطالبة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

كذلك، أكدت المعلومات أن المسؤولين المصريين فتحوا خط اتصال مع جميع الأطراف سعيا للوصول إلى هدنة غير مشروطة. ودعوا حماس إلى ضرورة ضبط النفس لمنع تصاعد الموقف.

في المقابل، طلبت إسرائيل الوسطاء بأن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ وإلا فالعمليات العسكرية على القطاع ستستمر.

يذكر أن القطاع قد شهد حملة عسكرية إسرائيلية عنيفة في مايو الماضي (2021) أدت إلى مقتل أكثر من 250 فلسطينياً، وتدمير العديد من البنى التحتية في غزة المكتظة بالسكان والواقعة تحت سيطرة حركة حماس.

ما دفع مصر إلى الدخول على خط الوساطة، ورعاية هدنة أعلن عنها في 12 مايو، سمحت إسرائيل إثرها بفتح جزئي لمعابر القطاع وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية مع الإبقاء على قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير.

ربما يعجبك أيضا