وسط تدخل أممي وأمريكي.. “أم شعيفة” السورية تتصدى للعدوان التركي

حسام السبكي

حسام السبكي

نجحت قوات الجيش الحكومي السوري، في كبح جماح “المارد التركي”، الساعي لاستعادة أمجاد الخلافة، بشعارات براقة على غرار “المنطقة الآمنة” و”عودة اللاجئين السوريين”. فرغم التفوق العسكري الواضح لقوات “السلطان أردوغان”، إلا أن الجيش السوري أبلى بلاءً حسنًا، ونجح في استعادة السيطرة على إحدى القرى، التي احتلتها القوات المدعومة من أنقرة، وسط سقوط ضحايا وأسرى، تم استعادتهم خلال الساعات المقبلة.

رسالة الجيش السوري -المتحالف حاليًا مع قوات سوريا الديمقراطية- كانت واضحة للأتراك والجماعات الموالية لها، بأن الشرعية على الأراضي السورية هي للسوريين وحدهم، والكلمة العليا ستكون للشعب السوري، ولا عزاء لمدعي “الحرية والديمقراطية” المزعومة.

اشتباكات عنيفة.. وانتصار ساحق

شهدت الساعات القليلة الماضية، اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين وحدات الجيش السوري وقوات تركية وفصائل موالية لها، في قرية “أم شعيفة” بريف رأس العين شمال شرق سوريا.

في سياق متصل ذكرت وكالة “هاوار” الكردية، أن القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها قامت بشن هجمات اليوم السبت على قرى قبر صغير وأم شعيفة في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا، وباستهداف نقاط تابعة للجيش وسط أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف الجيش.

وكانت تركيا قد أرسلت تعزيزات عسكرية تركية الأحد الماضي إلى الأراضي السورية من محور ريف رأس العين، حيث أقامت القوات التركية تحصينات في بعض المناطق، في وقت تستكمل فيه وحدات الجيش السوري انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين، وعلى طريق الدرباسية رأس العين بريف الحسكة الشمالي شرقي.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”، السبت، إن الجيش السوري تمكن من السيطرة على قرية أم شعيفة من القوات التركية والفصائل الموالية لها.

وذكرت “سانا” أن قوات الجيش السوري تلاحق حاليا المسلحين باتجاه قرية المحمودية في ريف رأس العين.

واستخدمت القوات نيران الرشاشات الثقيلة، في الاشتباكات التي دارت في قرية أم الشفاء، بالقرب من بلدة رأس العين.

وأيد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الرواية الحكومية، حيث ذكر أن قوات الجيش السوري تمكنت إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من استعادة السيطرة على قرية “أم شعيفة” الواقعة على الطريق بين تل تمر وأبو راسين في محافظة الحسكة، فيما تدور اشتباكات عنيفة في محاور تلك المنطقة بريف رأس العين.

واعتقلت القوات التركية خلال الأسبوع الماضي، 18 جنديا من قوات الحكومة السورية في المنطقة، وأطلقت سراحهم بعد ساعات، عقب وساطة روسية.

تدخل أممي

على هامش المباحثات التي جرت في جنيف، بشأن الدستور السوري المرتقب ظهوره للنور، طالب المبعوث الأممي إلى سوريا “​غير بيدرسون” بوقف فوري لإطلاق النار في شمال سوريا.

وحول النقاشات الجارية حيال الملف الدستوري السوري، أكد “بيدرسون” أنها كانت جيدة وعميقة ومهنية وتفوق المتوقع.

إلا أن المبعوث الأممي عاد وشدد، على أن ما تتوصل إليه اللجنة الدستورية ليس كافيا ونحتاج إلى تطور في الوضع الميداني.

وأشار بيدرسون، إلى أن هناك العديد من الأمور تم الاتفاق عليها لكن لا تزال هناك خلافات نسعى لحلها.

وأعلن المبعوث الأممي أن جولة المحادثات المقبلة ستنعقد في جنيف أواخر نوفمبر الجاري.

في غضون ذلك، قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: إن ما لا يقل عن 92 مدنيا قد قتلوا في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، منذ بدء شن الهجوم العسكري في 9 أكتوبر بقيادة تركيا في شمال شرق البلاد سوريا.

وأكدت المفوضية، إن المدنيين ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا بسبب الأعمال العدائية المستمرة في سوريا.

من ناحية أخرى، أعلن متحدث رسمي باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع الأمم المتحدة من جنيف أن الخطة الشاملة للاستجابة الإنسانية في سوريا تتطلب ما يقرب من 3.3 مليار دولار أمريكي، وهي تمول حاليا بـ 52 في المائة من هذا الطلب.

مباحثات أمريكية تركية

رغم التحالف غير المعلن، والتنسيق عالي المستوى، بين واشنطن وأنقرة، بشأن “العدوان التركي شمال سوريا”، وهو ما استدعى تنحية القوات الأمريكية “بشكلٍ مؤقت”، بالإضافة إلى التخلي عن دعم الحليف القديم في الحرب ضد داعش “قسد”، إلا أن البيت الأبيض بدا وكأنه يشعر بالقلق من استمرار العملية التركية، وخسائرها البشرية والمادية في صفوف المدنيين، فضلًا عن بطء تحقيق أهدافها، خاصةً مع دخول الجيش السوري على خط المواجهة.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن محادثات هاتفية، وصفها بـ”الجيدة جدًا”، جرت مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء في بيان للرئاسة التركية، الأربعاء: “أجرى أردوغان محادثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. ناقش خلالها الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية”.

وأكد الرئيسان عقد اجتماعهما في واشنطن يوم 13 نوفمبر، بدعوة من الرئيس الأمريكي.

بدوره قال ترامب إنه أجرى محادثة هاتفية “جيدة جدا” مع أردوغان.

وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أنه ناقش مع نظيره التركي، مسألة القبض على مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، والوضع القائم على الحدود مع سوريا، والوضع بالنسبة للأكراد.

وأوضح ترامب -في تغريدتين عبر “تويتر”- قائلًا: “أجريت مكالمة جيدة جدا مع الرئيس التركي أردوغان، أبلغني (الرئيس أردوغان) أنهم قبضوا على مجموعة كبيرة من مقاتلي تنظيم داعش الذين ذُكر أنهم فروا خلال النزاع، بمن فيهم زوجة وأخت القاتل الإرهابي البغدادي….”.

وتابع الرئيس الأمريكي: “…تحدثنا أيضا عن الحدود التركية مع سوريا، والقضاء على الإرهاب، وإنهاء الأعمال العدائية مع الأكراد، والعديد من الموضوعات الأخرى، أتطلع إلى رؤية الرئيس أردوغان الأربعاء المقبل، 13 نوفمبر في البيت الأبيض”.

ربما يعجبك أيضا