وسط توقعات قاتمة.. هل ينجو الاقتصاد الأمريكي من فخ الركود؟

ولاء عدلان
الاقتصاد الأمريكي

صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو أكبر اقتصاد في العالم خلال 2022 و2023 إلى 2.3% و1%.. لكن مع القليل من الحظ وبعض السياسة الحكيمة يمكن تجنب خطر الركود.


خفض صندوق النقد الدولي، خلال الأسبوع الماضي، توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي هذا العام بمقدار 0.6% للشهر الثاني على التوالي.

وحذّر الصندوق في تقريره عن نتائج مشاورات المادة الرابعة مع الولايات المتحدة، يوم 12 يوليو 2022، من أن تجنب الركود في الولايات المتحدة أصبح يمثل تحديًا متزايدًا، وسط استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ومخاطر جائحة كورونا، وأزمة سلاسل الإمدادات العالمية.

مخاطر هيكلية تهدد الاقتصاد الأمريكي

أدى التعافي السريع لمستويات الطلب في أمريكا مع رفع القيود المرتبطة بجائحة كورونا مطلع العام الحالي، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، واستمرار اختناقات سلاسل الإمدادات العالمية، إلى تسارع معدلات التضخم لتصل في يونيو الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 41 عامًا، عند 9.1%.

وتوقع صندوق النقد تباطؤ التضخم الأمريكي بحلول نهاية 2022 إلى 6.6% من 6.7% في 2021، وقال إن تسارع وتيرة ارتفاع التضخم يشكّل مخاطر هيكلية على الاقتصادين الأمريكي والعالمي كذلك، مشددًا على ضرورة أن تكون أولوية صناع السياسة النقدية في أمريكا هي الإسراع في إبطاء حركة الأسعار، دون التعجيل بالركود، وما يتبعه من تداعيات سلبية داخليًّا وخارجيًّا.

us cf ch1

تأثير ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على معدلات التضخم الأمريكي

تباطؤ اقتصادي وشيك

خفض صندوق النقد، يوم 12 يوليو، توقعاته لنمو أكبر اقتصاد في العالم خلال 2022 و2023 إلى 2.3% و1%، من 2.9% و1.7% توقعات يونيو، وكذلك خفضت مجموعة من المؤسسات العالمية توقعاتها للنمو الأمريكي هذا العام، فخفضت وكالة “موديز” توقعاتها من 2% إلى 1%، في حين توقع “بنك أوف أمريكا” انكماش الاقتصاد بحلول الربع الأخير من 2022 بنحو 1.4%.

وقال الصندوق في تقريره إن البنك المركزي الأمريكي رفع الفائدة هذا العام بمقدار 150 نقطة أساس حتى الآن، ومن المتوقع أن يواصل التشديد الصارم لسياسته النقدية في محاولة لإعادة التضخم إلى مستهدفه عند 2%، ما يؤدي إلى زيادة التباطؤ بضغط من تآكل القوة الشرائية، ويظل الناتج المحلي الأمريكي ينمو في نطاق عرضي بين 1.2% إلى 2% بين 2024 و2027.

ركود تضخمي

انخفض الاقتصاد الأمريكي بالفعل خلال النصف الأول من العام الحالي 1.6% من مستويات نمو 6.9% في الربع الأخير من 2021، بضغط ارتفاع أسعار الطاقة وتعطل الإمدادات، وبدء دورة التشديد النقدي لكبح التضخم، وفق “رويترز”.

ويتوقع بنك “ويلز فارجو” أن تدخل أمريكا دائرة الركود التضخمي في النصف الثاني من 2022، وتوقعت “نومورا هولدينج” أن يصل هذا الركود في الربع الأخير من العام، وسط استمرار التشديد النقدي الأمريكي الذي يرفع الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر بمقدار قد يصل إلى 1%، لينهي نحو 15 عامًا من الأموال الرخيصة، ويقوض النمو الاقتصادي، وفق “الجارديان”.

us cf ch2

تأـثير رفع الفائدة الأمريكية على معدلات النمو الاقتصادي “صندوق النقد”

قليل من الحظ والحكمة

قال كبير الاقتصاديين في “موديز”، مارك زاندي، مطلع هذا الأسبوع، إن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي تعكس بوضوح ارتفاع مخاطر الركود، لكن مع القليل من الحظ وبعض السياسة الحكيمة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن تتجنب الولايات المتحدة خطر الركود، وفق “بلومبرج”.

وأوضح أن الأسر الأمريكية راكمت مدخرات جيدة خلال عامي الجائحة، وما صاحبهما من تيسير نقدي واسع، ما يسمح لها بتعويض الآثار السلبية للتضخم المرتفع، والحفاظ على مستويات الإنفاق الاستهلاكي بما يدعم نمو معتدل للاقتصاد، وسط توقعات بتراجع تدريجي لأسعار الطاقة والسلع خلال الأشهر المقبلة.

IMG 20220718 WA0001

ربما يعجبك أيضا