وسط دعوات دولية للتريث.. توجه عالمي نحو جرعة ثالثة من لقاح كورونا

حسام السبكي

حسام السبكي

يُسارع العالم الزمن من أجل احتواء كارثة كورونا الشرسة، التي توشك أن تقترب من عامها الثاني على التوالي، والتي كلفت المعمورة حتى كتابة السطور التالية أكثر من 207 ملايين و 946 ألفًا و89 إصابة، لقي نحو 4 ملايين و374 ألفًا و761 حتفهم على إثرها، وذلك للحيلولة دون نكبات أخرى مع اقتراب موسم الشتاء في الشطر الشمالي من الكرة الأرضية، والذي يتزامن مع موجة ثالثة وأخرى رابعة في عددٍ من دول العالم.

في غضون ذلك، شهدت الساعات والأيام القليلة الماضية، التخطيط بل وتنفيذ حملات تطعيم بـ جرعة ثالثة معززة من لقاحات فيروس كورونا، لعددٍ من الفئات، فيما ناشدت منظمة الصحة العالمية بالتريث وتأجيل الخطوة لمرحلة مقبلة.

الجرعة الثالثة

AR 210319889

يستعد صانعو اللقاحات لمرحلة تالية محتملة من إطلاق لقاحات فيروس كورونا “كوفيد-19″، أي الجرعات المُعززة.

وصرّحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الخميس الماضي، بجرعات ثالثة من لقاحي “فايزر”، أو”مودرنا” لبعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، مثل متلقي زراعة الأعضاء الصلبة، أو “أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بحالات نقص المناعة“.

ووقعت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على التصريح، وهي توصي الآن بجرعة إضافية من اللقاح لفئة من الأشخاص المحددين.

ولكن، ستُعتبر هذه الجرعات جزءاً من سلسلة التطعيم الأولية للأشخاص الذين لم يُظهروا استجابة مناعية كافية.

وتُعد الجرعة المُعززة أمراً مختلفاً، وهي تساعد على تنشيط الاستجابة المناعية المتضائلة، أو تساعد الجسم على محاربة العوامل المُمرِضة الآخذة في التطور.

ويتساءل العديد من الأمريكيين غير المؤهلين للحصول على جرعة إضافية عن الوقت الذي سيحين فيه دورهم.

في هذه الأثناء، قال الجراح العام الأمريكي، الدكتور فيفك مورثي، إنه ليست هناك حاجة حالياً إلى الجرعات المعززة للقاح “كوفيد-19” لعامة سكان الولايات المتحدة، ولكن، تتحقق الإدارة من البيانات يومياً، وهي ستكون جاهزة في حال تغير ذلك.

وتبحث الإدارة في بيانات شركات الأدوية، وأنظمة الرعاية الصحية الخاصة، والدول الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، وإسرائيل، وكندا.

وسواءً تم تعديل الجرعات المعززة ضد فيروس كورونا المستجد أم لا، فقد يترك عدم تلقي جرعة معززة، في حال تم التوصية بها في المستقبل، الأشخاص وهم بحماية أقل ضد “كوفيد-19“.

وبحسب “سي إن إن” عربية، قال الأستاذ والمدير التنفيذي للمركز الدولي لإتاحة اللقاحات في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، الدكتور ويليام موس: “الشخص الذي يتخطى جرعة معززة يعرض نفسه لخطر أكبر للإصابة بالعدوى، والإصابة بمرض من فيروس “كورونا-سارس-2″، ولكنني أتوقع أيضاً أنه سيكون لديهم بعض المناعة الجزئية، وبالتالي، قد يتمتعون بحماية ضد المرض الأكثر شدّة”.

ويُعد “كورونا-سارس-2” الفيروس المسبب لـ”كوفيد-19.

وأضاف موس: “هم فقط أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والمرض مقارنة بالأشخاص الذين حصلوا على الجرعة المعززة، ولكن، لديهم مناعة أكثر من أي شخص لم يتم تطعيمه مطلقاً“.

ويدرس العلماء حالياً ما إذا كانت الجرعات ستُحدث فرقاً، وما إذا كانت الجرعة المعززة التي يتلقاها الشخص من النوع ذاته للقاح الذي سبق أن تلقى جرعتين منه.

الولايات المتحدة

المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها
المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها

من الولايات المتحدة أيضًا، وفقًا لما تم تداوله بشأن الاستعداد لطرح جرعة ثالثة من لقاح كوفيد-19، فمن شأن هذه الخطوة أن تمهد الطريق أمام الملايين ممن يعانون من ضعف المناعة بشكل معتدل أو شديد للحصول على جرعة أخرى من لقاحي فايزر وموديرنا نهاية الأسبوع الجاري.

ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نحو سبعة ملايين أو 2.7 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من نقص المناعة.

ويشمل ذلك التصنيف كثيرين ممن يعالجون من السرطان أو أمراض الكلى المزمنة، إضافة إلى مرضى زراعة الأعضاء، بما في ذلك من خضعوا لعمليات زرع الخلايا الجذعية خلال العامين الماضيين، وأولئك الذين يعانون من أمراض تضر الجهاز المناعي.

كيان الاحتلال

d41586 021 02109 1 19539992

وقبل أيام قليلة، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تلقيح مواطنيها الذين يبلغون من العمرّ 50 عاماً أو أكثر بجرعة ثالثة معزِّزة مضادّة لكوفيد إذ تكثف الحكومة مساعيها لوقف الإصابات المرتبطة بالمتحوّرة دلتا الشديدة العدوى.

ورفع وزير صحة الاحتلال نيتسان هورويتس البالغ 56 عاما، الجمعة، كم قميصه الأسود للحصول على جرعة معززة من لقاح فايزر/ بايونتيك حقنته ممرضه في ذراعه في مركز مئير الطبي في كفار سابا شمال تل أبيب.

وقال “آمل حقًا أن يحصل أكبر عدد ممكن من الناس من جيلي من 50 عامًا أو أكبر، على الجرعة الثالثة”.

وحث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت في رسالة صوتية المواطنين أن يذهبوا لتلقي الجرعة الثالثة وخاصة من هم في الستين وما فوق ولكن أيضا الذين يبلغون 50 عاما وما فوق.

وقال “طالما لم تتلقوْا الجرعة الثالثة، أنتم معرضون لخطر الموت. لذا يُرجى منكم الذهاب فورًا لتلقي التطعيم الثالث. … وحتى  يبدأ مفعوله في غضون 5 أيام، عليكم أن تداروا أنفسكم بشدة“.

وأشار بينيت إلى وفاة 78 شخصًا في إسرائيل خلال الأسبوع المنصرم، 76 منهم فوق سن الستين، و”لم ينجح اي منهم في تلقي ثلاث جرعات من اللقاح“.

وأضاف “نفعل ذلك لكي نحافظ على صحتكم وعلى الاقتصاد مفتوحًا وعلى مصادر رزقكم. (المناعة بفضل) اللقاح تتراجع من شهر لآخر، والجرعة الثالثة تعيد شحن الجسم بدفاع قوي ضد المتحورة دلتا“.

كانت حكومة الاحتلال، قد أعلنت مساء الخميس الماضي، أنها ستقدم جرعة ثالثة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بعد أسبوعين من مبادرتها لإعطائها لمن هم في الستين وما فوق . وذلك على الرغم من أنّ هيئة الأدوية والأغذية الأميركيّة (إف دي إيه) لم تعط رأياً حاسماً بهذا الصدد.

وسارع الإسرائيليون المعنيون لتلقي الجرعة الثالثة وأفاد “صندوق كلاليت” أكبر مؤسسة للخدمات الصحية في البلاد الجمعة عن إعطاء 5000 جرعة لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و59 عاما.

قال ران بالييسر كبير مسؤولي الصندوق ورئيس لجنة الخبراء الوطنية الإسرائيلية بشأن كوفيد لفرانس برس “بدءًا من صباح اليوم الجمعة، تم تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عامًا في عياداتنا في جميع أنحاء البلاد“.

وأضاف “نأمل أن تساعد حملة التطعيم هذه في الحد من زيادة حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 بين المصابين بأمراض صعبة وهم بين الفئات الأكثر ضعفا”.

منظمة الصحة العالمية

image 1 10
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس

وبالتزامن مع التوجه العالمي، طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء الماضي، في جنيف بتجميد توزيع الجرعات المعزِّزة للقاحات سعيا لإحلال توازن وإن كان محدودا، وذلك في مواجهة الهوة التي تفصل بين الدول الغنية حيث تتوافر اللقاحات ضد وباء كوفيد-19 بكثرة، والدول الفقيرة التي لم تتمكن من تلقيح سوى نسبة ضئيلة من سكانها.

وقال غيبرييسوس “نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة” مؤكدا أن التجميد يجب أن يستمر “حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل“.

ورد البيت الأبيض على الفور رافضا دعوة منظمة الصحة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي “إنه بديل خاطئ” مضيفة “نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين… لسنا بحاجة إلى أن نختار” ما بين توفير جرعات ثالثة للأمريكيين، وهذا لم يتقرر رسميا بعد في مطلق الأحوال، ومساعدة الدول الفقيرة.

أدلى غيبرييسوس بتصريحه تعليقا على إعلان ألمانيا وإسرائيل عن حملات لتوزيع جرعة ثالثة “معزّزة” من اللقاحات التي تتطلب جرعتين بالأساس. وستخصص هذه الجرعات المعزّزة بشكل أساسي للمسنين الذين لا ينتج نظامهم المناعي كمية كافية من الأجسام المضادة رغم تلقيهم اللقاح كاملا.

وطالب رئيس المنظمة الأممية أن يستمر التجميد “حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل” سعيا لتحقيق الهدف الذي حدده في أيار/مايو، وهو تلقيح 10% من جميع سكان العالم ضد كوفيد-19.

ربما يعجبك أيضا