وسط رياح معاكسة.. قطاع الطيران يواصل التعافي خلال 2022

ولاء عدلان

المدير العام لـ"إياتا": رفع غالبية قيود السفر خلال العام الحالي ساهم بشكل قوي في تعزيز الطلب على السفر جوا، بعد عامين من عمليات الإغلاق.


أظهر تقرير حديث للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن قطاع السفر الجوي لا يزال يحافظ على معدلات انتعاش قوية خلال العام الحالي 2022.

وقال التقرير إن قطاع الطيران يواصل التعافي في 2022 متجاوزًا الكثير من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أسواق الركاب والبضائع على السواء، مدفوعًا بعدة عوامل أهمها قدرة شركاته على التكيف مع الجائحة ورفع غالبية قيود السفر بأنحاء العالم.

العودة لمستويات 2019

سجلت مستويات الطلب العالمي، التي تقاس بطن الشحن لكل كيلومتر، نموًّا خلال النصف الأول من العام الحالي بنحو 1% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة أي العام 2019، وتراجعت بنحو 4.3% مقارنة بالفترة نفسها من 2021. وفي المقابل لا تزال سوق السفر الجوي أقل قدرة على استعادة مستويات 2019، وفق تقريرين لـ”إياتا” بتاريخ 3 و4 أغسطس 2022.

ووصلت حركة السفر العالمية التي تقاس بإيرادات الركاب بالكيلومترات، خلال النصف الأول من 2022 إلى 70.8% من مستويات ما قبل الجائحة، وقال المدير العام لـ”إياتا”، ويلي والش، إن تجاوز مستويات الطلب على الشحن الجوي في النصف الأول لمستويات ما قبل الجائحة يمثل أداءً قويًّا وصحيًّا، خاصة في ظل استمرار أزمة سلاسل التوريد العالمية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

Untitledحركة اسفر

أداء قطاع الشحن الجوي خلال النصف الأول

أداء قوي خلال يونيو

أوضح والش أن رفع غالبية قيود السفر خلال العام الحالي أسهم بقوة في تعزيز الطلب على السفر جوًّا، بعد عامين من عمليات الإغلاق والقيود الحدودية. ووفقًا لأحدث بيانات متوافرة لدى الاتحاد، قفزت حركة السفر الدولية خلال يونيو الماضي إلى 65% من مستويات ما قبل الجائحة.

وسجل إجمالي حركة المسافرين عالميًّا نموًّا 76.2% في يونيو، مقارنةً بالشهر نفسه من 2021، مدفوعًا بنمو قوي لحركة السفر الدولية “العابرة للحدود” بلغ نحو 229.5% على أساس سنوي، مقابل نمو 5.2% لحركة السفر الداخلي أو المحلي. وعلى صعيد الشحن الجوي شهد القطاع تراجعًا 6.4% على أساس سنوي، متعافيًا بقدر قليل من تراجع سنوي قدره 8.3% في مايو.

حركة السفر الجوي خلال النصف الأول من 2022

عوامل تضغط على القطاع

في الشهر الماضي، يوليو 2022، نقلت وكالة “بلومبرج” عن المدير العام لـ”إياتا” قوله: “لا تزال توقعاتنا لقطاع الطيران هذا العام إيجابية رغم بعض التحديات التي تضغط عليه في الوقت الراهن، وذلك بفضل رغبة الناس في العودة للسفر على متن الطائرة ومرونة شركات القطاع في تلبية الطلب المكبوت، بعد رفع غالبية القيود المرتبطة بكورونا”.

وأشار تقرير لـ”إياتا”، في يونيو الماضي، إلى بعض التحديات التي تضغط على قطاع الطيران، منها ارتفاع التكاليف، وتحديدًا أسعار الوقود، وتراجع طلبات التصدير الجديدة مع ارتفاع معدلات التضخم عالميًّا، وتمسك الصين التي استحوذت على نحو 10% من إجمالي حركة الطيران العالمية في 2019، بسياسة “صفر كوفيد”، فضلًا عن التأثير السلبي للحرب الروسية الأوكرانية في توجهات السفر بأوروبا.

Untitledسسه

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن الحرب الروسية الأوكرانية لن تحد من قدرة قطاع الطيران العالمي على التعافي، رغم استمرارها في الضغط عليه من خلال تداعيات أبرزها رفع أسعار الوقود عالميًّا، وتراجع إقبال العملاء من السوق الروسية ومحيطها (أوكرانيا وبيلاروسيا ومولدوفا) على السفر جوًّا، ما يهدد 2.3% من إجمالي حركة السفر العالمية.

وأوضح “إياتا” أن الحرب الروسية الأوكرانية تسهم في استمرار ارتفاع أسعار النفط هذا العام، وكذلك أسعار وقود الطيران، ما يعني أن تكاليف شركات الطيران مرشحة للارتفاع  هذا العام، مع الاعتبار بأن الوقود يمثل 24% من إجمالي التكاليف. ولفت إلى أنه مع استمرار إغلاق المجال الجوي الروسي أمام غالبية شركات الطيران، ستتحمل هذه الشركات تكاليف إضافية نتيجة تغيير مسار رحلاتها.

شركات الطيران تقلص خسائرها

خلال يونيو الماضي، رفع تقرير لـ”إياتا” من توقعاته للأداء المالي لشركات الطيران في 2022، مرجحًا أن تقلص خسائرها إلى 9.7 مليار دولار مقابل توقعات بخسائر قدرها 11.6 مليار دولار في أكتوبر الماضي، وخسائر بلغت 137.7 مليار دولار في العام 2020، ونحو 42.1 مليار دولار خلال العام الماضي 2021، وقال إن القطاع سيعود للربحية خلال العام المقبل.

وتوقع الاتحاد أن تحقق شركات أمريكا الشمالية أرباحًا بـ8.8 مليار دولار هذا العام، وقال في تقريره إن “ربحية شركات القطاع ترتبط بقدرتها على ضبط التكاليف ضمن زيادة لا تتجاوز 44% قدر الإمكان”، لكن تحليلًا لشركة “ريسيرش آند ماركتس” في نهاية يونيو استبعد أن تصل إيرادات أي من شركات الطيران هذا العام إلى مستويات ما قبل الجائحة.

توقعات إيجابية للطلب العالمي

توقع “إياتا” في يونيو أن يصل إجمالي عدد الركاب الدوليين في العام الحالي إلى 3.8 مليار مسافر، ارتفاعًا من 3.4 مليار في توقعاته السابقة، و2.3 مليار في 2021، وأقل من مستوى 4.5 مليار المسجل في 2019، وتوقع وصول إيرادات المسافرين إلى 498 مليار دولار من إجمالي إيرادات القطاع هذا العام، بنسبة تعادل أكثر من ضعف إيرادات العام 2021، و82.4% من مستويات 2019.

ورجح الاتحاد أن يصل إجمالي الرحلات هذا العام إلى 8.33 مليون رحلة، ما يمثل 86.9% من أرقام العام 2019، وأن تنمو إيرادات قطاع الطيران 54.5% على أساس سنوي، وإلى 93.3% من مستويات ما قبل الجائحة، مدفوعة بنمو قوي للطلب مع استمرار رفع قيود السفر في معظم الأسواق، وانخفاض معدلات البطالة في معظم البلدان.

ربما يعجبك أيضا