وسط ضبابية آفاق النمو.. هل تتغير موازين القوى الاقتصادية؟

رفع البنك الدولي، أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023، تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي خلال 2023 إلى 2.1% بفضل استمرار مرونة الاقتصادات المتقدمة.

لكن البنك حذر من أن 65% من دول العالم ستشهد تباطؤًا في النمو هذا العام بصورة أكبر من 2022، وسط توقعات بمزيد من الأيام الرمادية في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية، وسط توقعات بأن تقود دول جنوب وشرق آسيا النمو العالمي خلال السنوات المقبلة.

الاقتصاد العالمي محفوف بالمخاطر

قال البنك الدولي في تقرير حديث إن الاقتصاد العالمي لا يزال في وضع حرج محفوف بالمخاطر وسط الآثار الممتدة للصدمات المتداخلة المتمثلة في جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وتشديد السياسات النقدية حول العالم، فضلًا عن الاضطرابات المصرفية الأخيرة التي شهدتها الاقتصادات المتقدمة.

وأضاف أن أشرعة معظم اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية تبحر حاليًّا في مياهٍ خطرة، وفي العموم نتوقع أن يتباطأ النمو العالمي في النصف الثاني من هذا العام، مع استمرار الضعف خلال العام المقبل، وبعد نمو الاقتصاد العالمي بـ3.1% خلال العام الماضي نتوقع أن يتباطأ إلى 2.1% قبل انتعاش فاتر في 2024 عند 2.4%.

اقرأ أيضًا| مخاطر الركود تحاصر الاقتصاد العالمي في 2023.. ما مداها؟

توقعات البنك الدولي تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية يونيو 2023

آسيا بقعة مضيئة

يتوقع البنك الدولي أن يتراجع معدل النمو في الاقتصادات المتقدمة من 2.6% في العام الماضي إلى 0.7% فقط هذا العام، و1.2% في 2024، وبالنسبة للولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم فيتوقع نموًّا بحدود 1.1% هذا العام ارتفاعًا من توقعات يناير البالغة 0.5% فقط، قبل أن يتباطأ إلى 0.8% في 2024 بفعل التأثير المستثمر للارتفاع الحاد في أسعار الفائدة.

ورجح البنك أن تنمو اقتصادات منطقة اليورو 0.4% فقط خلال العام الحالي قبل أن ترتفع إلى 1.3% في 2024، وتبدو دول جنوب وشرق آسيا في وضع أفضل كثيرًا، فبحسب تقديرات البنك الدولي ستحقق اقتصادات شرق آسيا والمحيط الهادئ نموًّا يصل إلى 5.5% هذا العام وينخفض قليلًا إلى 4.6%، في المقابل ستنمو اقتصادات جنوب آسيا 5.9% هذا العام و5.1% في 2024.

نمو متواضع للاقتصاد العالمي حتى 2030

حذر البنك الدولي في مارس الماضي من أن النمو المحتمل للاقتصاد العالمي سينخفض حتى 2030 إلى أدنى مستوياته في 30 عامًا وتوقع أن يتباطأ الحد الأقصى لتوقعات النمو العالمي في الفترة من 2022-2030 إلى 2.2% سنويًّا، وفي المقابل قالت شركة كيرني الأمريكية المتخصصة في الاستشارات والبحوث الاقتصادية إن العالم سيواجه نموًّا محدودًا حتى 2030.

وأضافت في تحليل لاتجاهات الاقتصاد العالمي نشرته إبريل الماضي، أن الاقتصاد العالمي يتجه هذا العام لتسجيل أبطأ وتيرة نمو منذ الأزمة المالية العالمية، باستثناء الانكماش الاقتصادي الناجم عن الجائحة في 2020، وتوقعت كيرني أن تستمر آسيا وأستراليا في قيادة النمو العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة بمتوسط 4.2%.

هل يتغير ميزان القوى الاقتصادية؟

توقعت شركة كيرني أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بمتوسط 1.5% خلال الفترة 2023-2027، وفي المقابل ستسجل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم متوسط نمو خلال الفترة المذكورة بـ4.8%، ومع ذلك ستظل الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم حتى 2027 بفعل سوق العمل القوية وبيئة الأعمال الداعمة للابتكار والقوى العاملة التنافسية.

أيضًا ستستمر الصين في تضيق الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة دون أن تتفوق عليها، لكن اللافت للانتباه في تحليل كيرني هو توقعاتها بأن تصبح الهند بحلول 2027 رابع أكبر اقتصاد في العالم متجاوزة ألمانيا والمملكة المتحدة، مع تسجيلها لمتوسط نمو عند 6.5% خلال 2023-2027، وتتوقع كيرني انضمام كندا إلى أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2027 لتحل محل كوريا الجنوبية.

تحولات في موازين القوى الاقتصادية بحلول 2027 – شركة كيرني

الإمارات الثالثة عالميًّا في متوسط النمو

سطلت كيرني الضوء على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مع توقعاتها بأن تسجل متوسط نمو بحدود 2.7% خلال 2023-2027 لتتعادل مع متوسط النمو العالمي وتتفوق على الأمريكتين (1.6%) وأوروبا (1.5%)، وأشارت إلى أن دولة الإمارات تحديدًا ستنمو خلال 2023-2027 بوتيرة تتجاوز متوسط النمو العالمي البالغ 2.7%.

وتتوقع كيرني أن ينمو اقتصاد الإمارات بمتوسط 3.6% خلال الفترة المذكورة ليحتل بذلك المرتبة الأولى إقليميًّا والثالثة عالميًّا بعد الهند والصين من حيث متوسط النمو حتى 2027.

اقرأ أيضا| شبح الركود الاقتصادي يخيم على منطقة اليورو خلال 2023

آسيا تقود النمو العالمي حتى 2027 وتفوق واضح للهند والصين والإمارات – شركة كيرني