وسط ضغوط هبوطية.. الأسواق العالمية تودع أغسطس بخسائر متفاوتة

ولاء عدلان

مؤشرات الأسهم الأمريكية سجلت خلال أغسطس أسوأ أداء شهري منذ يونيو الماضي، بضغط من رهانات رفع أسعار الفائدة ومخاوف الركود.


تكبدت مؤشرات الأسهم العالمية خسائر شهرية بنهاية شهر أغسطس 2022، وسط توقع المستثمرين لتسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

وسجلت أسواق السلع أيضًا تراجعات متفاوتة القوة، فسجل الذهب أطول سلسلة خسائر شهرية منذ العام 2018، وسجل النفط أطول سلسلة خسائر شهرية في أكثر من عامين، وسط تنامي مخاوف تباطؤ الطلب العالمي مع عودة الصين إلى إجراءات الإغلاق المرتبطة بكورونا.

الأحمر يخيم على “وول ستريت”

سجلت مؤشرات “وول ستريت”، خلال أغسطس، أسوأ أداء شهري منذ يونيو الماضي، فانخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” على مدار جلسات الشهر 4.2%، بضغط من تراجع جميع القطاعات، عدا قطاع الاتصالات الذي ارتفع بـ0.01%، وتراجع مؤشر “داو جونز” الصناعي 4.1% بنهاية أغسطس، أما “ناسداك” المركب فتراجع 4.6%، وفق “وول ستريت جورنال”.

وخلال الأسبوع الماضي، تابعت الأسواق أجواء الاجتماع السنوي الذي ينظمه البنك المركزي الأمريكي في جاكسون هول بولاية وايومنج، بحثًا عن إشارات تبدد مخاوفهم حيال المخاطر الهبوطية، إلا أن خطاب رئيس البنك، جيروم باول، بدد هذه الآمال، مع تشديده على ضرورة رفع الفائدة أكثر خلال الفترة المقبلة، لكبح التضخم وبغض النظر عن ارتفاع مخاطر الركود.

Untitledhlvd

مسار مؤشرات وول ستريت

التضخم يعمق خسائر أوروبا

سجل مؤشر “ستوكس 600 الأوروبي” انخفاضًا شهريًّا على مدار أغسطس 5.1٪، وتراجعت جميع المؤشرات الرئيسة في منطقة اليورو، فهبطا “داكس” الألماني، و”كاك” الفرنسي 4.8% لكل منهما على أساس شهري، في حين تراجع “فوتسي” البريطاني 1.8%، لترفع خسائرها مجتمعة منذ بداية العام إلى 19.9% و15.1% و2.9% على الترتيب.

ودفعت مخاوف التضخم الأسواق الأوروبية إلى توقع زيادة في أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس بحلول أكتوبر، وتقول كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في “هارجريجز لانسداون”، سوزانا ستريتر، لـ”رويترز” إن التضخم في منطقة اليورو قفز إلى 9.1% خلال أغسطس للمرة الأولى على الإطلاق، موضحة أن هذا الرقم يعزز مخاوف تسريع وتيرة رفع الفائدة في سبتمبر، ويدفع الأسواق نحو المزيد من الألم.

ستوكس يورب

مسار ستوكس يورب 600 خلال أغسطس – cnbc

تبيان أسواق آسيا

سجلت مؤشرات الأسهم الصينية خسائر جماعية، خلال أغسطس، بضغط من عودة إجراءات الإغلاقات المرتبطة بكورونا في عدد من المدن الكبرى، وانكماش النشاط التصنيعي في يوليو وأغسطس، إضافة إلى استمرار أزمة سوق العقارات، فتراجع مؤشر “سي س آي 300″ 2.2%، و”هانج سانج” 1%، في حين سجلت مؤشرات اليابان وكوريا الجنوبية مكاسب شهرية متواضعة، وفق “آسيا فايننشال”.

وارتفع مؤشر “نيكي” الياباني على مدار أغسطس 0.9%، فيحين صعد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقا 1.2%، وواصل مؤشر “كوسبي” القياسي في كوريا الجنوبية ارتفاعه للشهر الثاني بنحو 0.8% فقط، بدعم من أسهم أشباه الموصلات، مع ارتفاع أسهم “إس كيه هاينكس”  2.2%، و”سامسونج” 1.5%.

النفط يواصل التراجع

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال أغسطس للشهر الثالث على التوالي، لتنزلق من مستويات 120 دولارًا للبرميل في مارس إلى حدود 97 دولارًا فقط بنهاية جلسة أمس، ليرفع خام برنت القياسي خسائره الشهرية إلى 12%، بضغط من عدة عوامل، أبرزها مخاوف الركود العالمي، والقلق بشأن توقف كامل إمدادات النفط الروسي على خلفية العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

ويضاعف من تأثير هذه المخاوف، انكماش نشاط التصنيع في الصين أكبر مستهلك للطاقة، وتصاعد احتمالات سقوط منطقة اليورو في دائرة الركود، وفق تصريحات سابقة لكبير محللي الأسوق في شركة “أواندا”، إدوارد مويا، لـ”وول ستريت جورنال”.

الذهب يقفد بريقه بسبب الدولار

توجه البنوك المركزية في أنحاء العالم صوب مزيد من التشديد النقدي، يزيد الضغط على الذهب ويجعله أقل جاذبية للمستثمرين من الدولار القوي، وخلال أغسطس، تراجعت أسعار الذهب العالمية بنحو 3%، وذلك للشهر الخامس على التوالي.

وفي المقابل لا يزال مؤشر الدولار الأمريكي يتحرك قرب ذروة عقدين، ما يجعله أكثر ربحية من الذهب، وعلى مدار أغسطس، ارتفع بنحو 2.6% للشهر الثالث على التوالي، بدعم من تصريحات لقيادات البنك المركزي الأمريكي تُجمع على ضرورة استمرار التشديد النقدي لفترة أطول ربما تتجاوز النصف الأول من 2023، وفق رويترز.

ذهب

حركة الذهب في أغسطس- سي إن بي سي

إلى أين تتجه الأسواق؟

توقع كبير محللي السلع في بنك “نورديك إس إي بي”، بيارن شيلدروب، في تصريح لـ”وول ستريت جورنال”، أمس، أن تواصل أسواق الأسهم والسلع العالمية لفترة التحرك داخل المنحنى الهابط، وسط استمرار تراجع المعنويات، وارتفاع مخاطر تباطؤ النمو العالمي بضغط من استمرار موجة التشديد النقدي، مع تجاهل تأثيرها في الاستقرار الاقتصادي.

وبحسب رئيس أبحاث الأسواق في “لومبارد أوديير أسيت مانجمنت”، فلوريان إيلبو، خسائر الأسواق خلال المرحلة المقبلة ستكون مدفوعة بمخاوف تباطؤ النشاط الاقتصادي في أنحاء العالم، ما يجعلها مرشحة أكثر لاستهداف قيعان جديدة.

ربما يعجبك أيضا