وسط مخاوف واتهامات.. بدء تفعيل قانون «مراقبة الحجاب» في إيران

يوسف بنده

قلق المحافظون من التحول الاجتماعي في إيران، فقد أزعجتهم مشاهد خروج ايرانيات بلا حجاب في احتفالات عيد النوروز، بما ينذر بتمرد الجيل الجديد على مبادئ النظام الحاكم.


كان مقتل الفتاة الإيرانية، مهسا أميني، هو الشرارة التي أشعلت ثورة الاحتجاجات على تعاليم الحجاب في طهران.

وتمكنت السلطات الإيرانية من إخماد الاحتجاجات الشبابية التي رفعت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، لكن النظام الإيراني لا يزال يقلق من تجددها، لتبدأ الشرطة الإيرانية، اليوم السبت 15 إبريل 2030، تفعيل خطة المراقبة الذكية لغير الملتزمات بالحجاب.

کشفحجابدررانندگیزنان

الحجاب في إيران

تفعيل كاميرات المراقبة

حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، قال القائد العام لقوات الأمن الداخلي، أحمد رادان، أنّ الشرطة ستبدأ تنفيذ خطتها الجديدة لمراقبة وضع الحجاب في الشوارع الإيرانية عبر كاميرات المراقبة.

وتأتي هذه الخطة الإليكترونية بدلًا من تسيير دوريات لشرطة الأخلاق في الشوارع التي جرى تعطيلها منذ اندلاع احتجاجات سبتمبر 2022. وبحسب الخطة الجديدة، فإنّه بعد التعرف إلى الإيرانيات المخالفات لقانون الحجاب ترسل لهن رسالة نصية للمرة الأولى، ثم في المرة الثانية تجرى إحالتهن إلى المحاكم.

اقرأ أيضًا: مطاردة غير المحجبات بتكنولوجيا صينية.. هل تعود الاحتجاجات إلى شوارع إيران؟

رضائي

محسن رضائي

خلافات داخلية

وسط خلافات بشأن الحجاب ومدى قانونيته وشرعيته، فإن الجانب المحافظ في النظام الإيراني، يرى أن هناك مطالبات مجتمعية بضبط مسألة الحجاب في شوارع إيران، بعدما بدأت بعض النساء في الخروج جهرًا سافرات الرأس. ويشكك آخرون في هذه الخطة، محذرون من نتائجها العكسية وعودة الاحتجاجات مرة أخرى لشوارع البلاد.

وحسب تقرير موقع دفاع برس، قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، إن العدو سعى إلى تقسيم الشعب الإيراني بين مؤيد ومعارض لمسألة الحجاب. بينما طالب عضو جبهة الثبات المتشددة، حميد رسائي بتطبيق قانون الحجاب، حتى وإن كان هناك انقسام في المجتمع أو معارضون له، فإن هناك قاعدة اجتماعية تطالب بتنفيذه، حسب تقرير موقع رواديد 24.

محسني ايجائي

رئيس جهاز القضاء الإيراني، حسين محسني إيجائي

اتهام جهات أجنبية

اتهم رئيس جهاز القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجائي، في 7 إبريل، عناصر داخلية وجهات أجنبية بإثارة قضية الحجاب في إيران. وحسب تقرير موقع آفتاب نيوز، قال: “لن نتوانى في التصدي للانحرافات الاجتماعية، ولدينا برامج وخطط معدّة على جدول أعمالنا”.

وكان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، قال إنّ “العدو يعمل وفق مخطط وعلينا أن نواجه ذلك بشكل محسوب ومبرمج”، مشددا على أنّ “خلع الحجاب حرام شرعيًّا وسياسيًّا”.

اقرأ أيضًا: التمرد على الحجاب في إيران.. المتشددون غاضبون والنظام يتريث

 

انتقادات للنظام

انتقدت صحيفة “سازندكي” في افتتاحيتها اليوم السبت، تجاهل النظام ما تمر به البلاد من ظرف حساس، مع الفشل في إدارة اقتصاد إيران، كما انتقدت حجم الإنفاق المالي للسلطات على مشروع فرض الحجاب الإجباري،بعد شراء كاميرات مراقبة ذكية تقدر بأكثر من 600 مليار تومان إيراني في ظل الأزمة الاقتصادية لإيران.

وقالت الصحيفة إن مشروع الحجاب الإجباري له معارضون كُثر ولا تقتصر أشكال المعارضة على الرأي العام الإيراني، بل إن هناك رجال دين أيضًا يحتجون على طريقة فرض هذا القانون. وإن من الأفضل للنظام أن يترك الناس وشأنهم في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية، وأن لا يضاعف من الضغوط عليهم عبر خطط وسياسات مثل سياسة فرض الججاب الإجباري.

1093860 780

منع غير المحجبات من دخول الأماكن العامة في إيران

ودخلت مسألة الحجاب في الدعاية الانتخابية بين المحافظين والإصلاحيين، ويسعى الفريق الأول المتشدد إلى التأكيد على قيم الثورة الإسلامية في إيران من أجل الحفاظ على قاعدته الشعبية المحافظة القلقة على سلامة هوية المجتمع الإيراني. بينما الإصلاحيون وهم التيار المعتدل يسعى من خلال دعمه لحرية مسألة الحجاب إلى جذب أصوات الشباب والليبراليين الذين فقدوا الثقة في التيارات السياسية داخل إيران.

ربما يعجبك أيضا