وصفها سياسيون بـ«فضيحة».. حملة تبرعات لقاتل نائل تثير الجدل بفرنسا

أثارت حملة لجمع التبرعات لفائدة الشرطي، الذي قتل الشاب نائل في فرنسا، موجة استياء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفق ما أوردته إذاعة مونت كارلو الدولية، اليوم الاثنين 3 يوليو 2023، فإن الحملة أطلقها السياسي جون ميسيحة، المعروف بمعاداته للمهاجرين، على موقع جوفوندمي الشهير، وذلك بعد 3 أيام عن مقتل نائل في فرنسا.

ثمن باهظ

قال جون إن الحملة تهدف إلى دعم عائلة شرطي نانتير المدعو فلوريان إم.، مضيفًا “فلوريان ادى عمله، ويدفع الآن ثمنًا باهظًا.. لندعمه بقدر كبير وندعم تطبيق القانون”.

وحصدت حملة جمع التبرعات أكثر من مليار يورو في أقل من 4 أيام، وساهم فيها أكثر من 43 ألف شخص، مع العلم أنها كانت تهدف أساسًا إلى جمع 50 ألف يورو فقط، لكنها تجاوزت هدفها بقدر كبير وفي فترة زمنية قياسية.

غضب عارم

استنكر العديد من البرلمانيين، مثل توماس بورتس عن حزب فرنسا الأبية و إريك بوثوريل عن “رونسونس” حملة جمع التبرعات، واعتبروها “مخلة بالآداب وفضيحة” تكاد تحدد “ثمن حياة الأطفال السود والعرب”، وطالبوا وزارة الداخلية بحذف الحملة من الانترنت.

وخلفت هذه الخطوة غضبًا عارمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحد المعلقين:” الرسالة المراد توجيهها، هي اقتلوا العرب وستصبحون مليونيرات، والحكومة تراقب هذا الوضع المرعب دون أن تحرك ساكنًا”.

قلق رسمي

عبّر وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، عن قلقه تجاه المنحى الذي أخذته هذه المبادرة، ونبّه إلى أن “الأمر لا يسير في اتجاه التهدئة”.

اقرأ أيضًا: كيف ساعدت جدّة الشاب نائل في وقف شغب فرنسا؟

وأعربت جدة نائل، في مقابلة أجرتها معها قناة «بي إف إم» الفرنسية، عن صدمتها لحملة التبرعات التي نظمت على الإنترنت، وقالت: “الحزن يملأ قلبي، لقد سلب مني حفيدي، هذا الرجل يجب أن يدفع الثمن كأي شخص آخر”.

حملة تبرعات مضادة

رغم نشر دعوة للتبرعات من أجل والدة الفتى المقتول، لكنها لم تحظ بنفس النجاح الذي عرفته التبرعات للشرطي المتهم بالقتل.

ونشرت الدعوة الأخيرة على موقع ليتشي، وجمعت نحو 200 ألف يورو، أي 25% من مجموع المبلغ الذي حصده الشرطي. ما جعل بعض المراقبين للشأن الداخلي الفرنسي يتسألون عن دلالة هذا الفرق الشاسع بيه المبلغين.

وقتل الشاب الجزائري الأصل نائل ذو 17 عامًا برصاص شرطي أطلق عليه النار من مسافة قريبة، خلال عملية تفتيش مروري لدى محاولته الفرار في سيارة كان يقودها دون رخصة.

اقرأ أيضًا: التوترات تهدأ في شوارع فرنسا والاعتقالات تتقلص