وضع إيران في الاعتبار.. إسرائيل ترضخ لاتفاقية الدفاع الأمريكية

إسراء عبدالمطلب

بعد سنوات من الاعتراض على اتفاقية الدفاع مع الولايات المتحدة، مسؤولو الأمن الإسرائيليون يتقبلون هذه الفكرة بنحو متزايد.


تصيغ إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقًا دفاعيًّا مشتركًا، في حين تتخوف الأولى منذ فترة طويلة، من أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يحد من حريتها للعمل ضد أعدائها.

ولعقود، عارض قادة وخبراء جيش الإحتلال الإسرائيلي المتعاقبون إبرام اتفاقية دفاعية مع أمريكا، على أساس أنها تتطلب من تل أبيب التشاور مع واشنطن قبل شن أي عمل عسكري.

ما الذي يعنيه اتفاق دفاع مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ تواجد قوات إسرائيلية في أفغانستان؟ - تايمز أوف إسرائيل

اتفاق دفاع مشترك

حسب موقع المونيتور الأمريكية، تجري الآن مناقشات رفيعة المستوى في إسرائيل بشأن صيغة اتفاق الدفاع المشترك. وتساءل قائد سابق للجيش الإسرائيلي، قبل 3 أشهر في محادثة مع الصحيفة، قائلاً: “ماذا سيحدث لو قررنا مهاجمة إيران لمنعها من أن تصبح نووية، ولم يوافق الأمريكيون على ذلك؟”

وتايع القائد، الذي لم تكشف المونيتور هويته، قائلاً: “إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها، وهذا هو المبدأ التأسيسي لاستقلالنا، ولا نية للاستعانة بمصادر خارجية لذلك”.

تغيير استراتيجي في واشنطن

نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير، لم تكشف هويته أيضًا، إن “الولايات المتحدة تشهد تغييرًا استراتيجيًّا هذه السنوات، وهذا ليس في صالحنا”، مضيفًا “إن التركيبة السكانية لها تأثير. فاليهود الأمريكيون لم يعودوا ملتزمين بإسرائيل، كما كانوا في الماضي”، ما يشير إلى تآكل الضغوط الداخلية المؤيدة لإسرائيل على الكونجرس.

وتابع: “لا شك أن الأمريكيين لن يقدموا لنا بعد 10 أو 20 عامًا، ما قدموه قبل 10 أو 20 عامًا. ولذلك، فإن كل ما يمكن فعله الآن لترسيخ تحالفنا المستمر والدعم الأمريكي في اتفاقيات مكتوبة، يستحق النظر بنحو إيجابي”.

التراجع عن الاعتراضات

ينبع التغيير في موقف قادة الأمن الإسرائيليين أيضًا من التحولات في ميزان القوى في الشرق الأوسط، وتآكل قوة الردع الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.

وفي انعكاس لهذا التراجع عن الاعتراضات السابقة على معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة، أصدر معهد دراسات الأمن القومي، وهو المركز البحثي الرائد في مجال الأمن القومي في إسرائيل، ورقة موقف تدعم الصفقة في الأسبوع الماضي.

ونصح معهد دراسات الأمن القومي، قائلاً: “يجب أن يقتصر الأمر على التهديدات المتطرفة والوجودية ومنطقة الشرق الأوسط، كما تقتصر المعاهدات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا على ساحاتها”.

دولة على عتبة السلاح النووي

من الممكن أن يشير اتفاق الدفاع الأمريكي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تقبل على نحو متزايد تحول إيران المستمر إلى دولة على عتبة السلاح النووي. ويصف مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق الوضع الحالي للمونيتور، فإن “إيران ليست دولة نووية بعد، ولكنها تمتلك بالفعل قوة ردع نووية”.

وبما أن إيران أصبحت أقرب ما تكون من أي وقت مضى إلى القدرة النووية، مع عدم وجود قوة عظمى مستعدة لاستخدام القوة للحد من طموحاتها، وإسرائيل معزولة في هذه القضية، وغير قادرة على ما يبدو على التصرف بمفردها، فإن إسرائيل ليس لديها خيار سوى محاولة تهدئة المخاوف من هذا الأمر.

أو على حد تعبير أحد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين: “في بعض الأحيان، عندما يصاب المريض بمرض عضال، ولا يوجد أي جدوى من إجراء عملية جراحية، تكون مسكنات الألم كافية”.

ربما يعجبك أيضا