وفد إريتري في إثيوبيا.. هل ينهي أطول صراعات القرن الأفريقي؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد نحو 20 سنة من الجفاء السياسي بين إثيوبيا وإريتريا، يلوح في الأفق مسار لفتح صفحة جديدة للعلاقات بين دولتي القرن الأفريقي، وانتعشت معها الآمال في حدوث انفراجة في أحد أصعب الصراعات بالقارة السمراء، بعدما رحبت إريتريا برسائل السلام التي بعثتها إثيوبيا تحت قيادة رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد.

وفد إريتري في أديس أبابا

كان على الإثيوبيين انتظار عقدين من الزمن حتى هذه اللحظة التي حطت بها طائرة الوفد الإريتري في مطار أديس أبابا وسط استقبال شعبي ورسمي إثيوبي على أعلى مستوى.

وصول واستقبال تحول معهما مدرج المطار إلى ساحة لتوطين العلاقات بين البلدين وكأنها لم تكن تنتظر إلا “إيماءة” من الساسة.

“شعب واحد في دولتين” هكذا قال مسؤولو البلدين خلال اللقاء الذي جمع الجانبين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤكدين قدرتهما على تجاوز الخلافات الحدودية وإقامة سلام دائم ينهيان فيه حالة اللاحرب واللا سلم بينهما.

رغبة مشتركة في التطبيع

الزيارة التي تأتي استجابة لتحقيق السلام الدائم بين الدولتين والتي أطلقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وألحقها بقبول كل مقررات اتفاقية الجزائر ستعمل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مروراً بفتح الأجواء وتسييرالخطوط الجوية إلى أسمرة اعتباراً من سبتمبر القادم.

التباحث حول ملف الحدود الخلافي بين الدولتين والذي ظل مغلقاً منذ الحرب الحدودية عام 1998 وصولاً إلى اتفاقية لترسيم الحدود “حاضراً وبقوة” ليغلق بذلك أطول الصراعات في منطقة القرن الأفريقي.

فالرجل – آبي أحمد  – بدت طموحاته لرأب الصدع مع اريتريا واضحة منذ توليه منصبه في أبريل / نيسان الماضي عبر دعوتها إلى الدخول في حوار سلام ينهي النزاع.

يعيش البلدان منذ عقدين من الزمن علاقات شد وجذب بسبب الحرب التي توقفت بعد وساطة أفريقية قادتها الجزائر وأدت إلى توقيع اتفاقية سلام في عام 2000 مع وقف التنفيذ بسبب خلافات حول التفاصيل.

إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم

عدم اتفاقية الجزائر أدخل منطقة القرن الأفريقي استقطابات ومحاور يؤمل أن تنتهي مع عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.

ظلت إريتريا تحت مظلة الاستعمار الإثيوبي نحو ثلاثة عقود انتهت بانفصالها عام 1991، إلا أن الهدنة بين البلدين لم تتجاوز سبع سنوات لتندلع حرب بينهما عام 1998 .

نزاع حدودي بدأ بدخول قوات إريترية إلى منطقة بدما الواقعة تحت سيطرة إثيوبية لتدخل المنطقة في حرب ضروس أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في خسائر مالية جسيمة.

ورغم المحاولات الإقليمية والدولية لوقف النزاع فإن الخطط المقدمة قوبلت بالرفض في كل مرة، قبل أن تخضع إريتريا لمطالب منظمة الوحدة الأفريقية عام 2000 وتقضي بالانسحاب من كل المناطق التي احتلتها قبل الحرب.

هدوء تلاه اجتماع حول طاولة واحدة في العاصمة الجزائرية اتفق خلاله الطرفان على ترسيم الحدود نهائية وملزمة بين البلدين وتشكيل منطقة حدودية بقوات أممية لحفظ السلام، إلا أن رفض إثيوبيا الانسحاب أدى إلى تواصل المناوشات بينهما من حين إلى آخر.
 

ربما يعجبك أيضا