وفد من الأمن القومي العراقي في طهران.. ما الأهداف؟

في نوفمبر 2022، توجه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد، لمطاردة “جماعات إيرانية معارضة مسلحة”.

وكانت طهران تتهم هذه الجماعات المتركزة داخل إقليم كردستان العراق، بتأجيج الاحتجاجات بمحافظات إيران الحدودية، ولكن توقيع اتفاق أمني مع بغداد أوقف هجومًا كانت ستشنه إيران على الإقليم. واليوم يزور مسؤولو أمن عراقيون طهران، فماذا حدث؟.

هيئة أمنية عراقية في طهران

هيئة أمنية عراقية في طهران

توجه مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اليوم الاثنين 29 مايو 2023، على رأس وفد أمني رفيع إلى طهران، لبحث إجراءات تأمين الحدود. وحسب تقرير لوكالة إرنا، أعلن مسؤول كردي عراقي أن مسؤولين من أربيل سيتوجهون أيضًا إلى طهران مع الأعرجي.

وأوضح المسؤول أن العراق يسعى لتشكيل لواء مسلح تابع لحرس الحدود، ونشره على حدود إيران والعراق من ناحية إقليم كردستان العراق، البالغ طولها 160 كيلومترًا.

اقرأ أيضًا: إيران مستمرة في انتهاج لغة التقارب باتفاق أمني مع العراق.. تفاصيل

وخلال استقباله الأعرجي، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، إن إيران تتوقع من الحكومة العراقية إنهاء وجود العناصر المناهضة للثورة (الإسلامية الإيرانية) في العراق، في أقرب وقت ممكن، وضمان أمن حدود البلدين.

مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي

حدود ممتدة

ذكر بيان مقتصب لمكتب الأعرجي، أنه “بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، يتوجه مستشار الأمن القومي إلى طهران على رأس وفد أمني لبحث إجراءات تأمين الحدود بين العراق وايران”.

وتمتد الحدود بين إيران والعراق إلى 1458 كيلومترًا، بدءًا من الممر المائي المسمى شط العرب، إلى النقطة الحدودية الثلاثية المشتركة مع تركيا الحديثة في كوه دالنبر.

اقرأ أيضًا: هل تطارد إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا؟

وعلى الرغم من أن هذه الحدود قد أقرت للمرة الأولى في عام 1639، تفاقم بعض النزاعات بين البلدين على مر السنين، ولا سيما النزاعات الملاحية المحيطة بالممر المائي شط العرب.

مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي

اتفاق أمني

بعد اتهامات إيرانية بسماح سلطات العراق بوجود عناصر إيرانية معارضة مسلحة تعمل ضد طهران، وقع العراق وإيران اتفاقًا في مارس الماضي، يهدف إلى تشديد الأمن على الحدود، والتنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين.

اقرأ أيضًا: استمرار قصف كردستان.. هل تجتاح إيران الإقليم العراقي؟

وقبل زيارة الأعرجي لطهران، وحسب ما أوردت وكالة أهل ابيت (ابنا) السبت الماضي، جدد وزير الشؤون الداخلية في إقليم كردستان العراق، ريبر أحمد، تشديده على التزام الإقليم بالاتفاق مع الجانب الإيراني، القاضي بتعزيز الأمن داخل المناطق الحدودية المشتركة، وذلك خلال لقائه مع ممثل رئيس الوزراء العراقي (الأعرجي).

قاعدة أمريكية في العراق

قاعدة عسكرية أمريكية

تأتي زيارة الأعرجي، بعدما كشفت صحيفة “ذا كرايدل” الأمريكية، يوم الخميس الماضي 25 مايو، عن مساعٍ أمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة داخل العراق، بالإضافة إلى قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، تحت ذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وذكرت الصحيفة أن القوات الأمريكية بعد إعلانها سابقًا نيتها الانسحاب، غيرت موقفها الآن للتحرك نحو إنشاء قاعدة عسكرية قالت إنها تقع في “منطقة الجزيرة الغنية بالنفط داخل محافظة الأنبار”، بالإضافة إلى توسعة قاعدة عين الأسد أكثر.

ويأتي هذا في وقت تصر فيه طهران على خروج القواعد الأمريكية من العراق، وتضغط على الحكومة والبرلمان العراقي لتحقيق هذا الهدف.

اقرأ أيضًا: ضعف أذرع إيران الخارجية.. «قاآني» فشل في مهمة «سليماني»