«وقود العدوان».. أبرز مزودي إسرائيل بالسلاح

محمد النحاس

تزايدت الضغوط على الحكومات الغربية لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب القلق من الأضرار التي تلحق بالمدنيين في قطاع غزة خلال الحرب.

فبينما تعد إسرائيل واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، يعتمد جيشها بشكل كبير على الأسلحة المستوردة، وخاصة الطائرات والقنابل الموجهة والصواريخ التي تستخدم في تنفيذ عملياتها العسكرية، وصف الخبراء هذه الحملة الجوية بأنها واحدة من أكثر العمليات تدميرًا وشدة في التاريخ الحديث.

ضغوط متزايدة

تواجه الحكومات الغربية ضغوطاً من جماعات حقوق الإنسان وبعض السياسيين الذين يدعون إلى وقف هذه الصادرات، مشيرين إلى أن إسرائيل لا تتخذ التدابير اللازمة لحماية أرواح المدنيين وفق تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية، “بي بي سي”.

مطلع الشهر الجاري، وتحديدًا في 2 سبتمبر 2024، قررت بريطانيا، تعليق 30 رخصة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل مع احتمال تورط الاحتلال في انتهاك القانون الإنساني الدولي، لكن ذلك من بين 350 رخصة تصدير وفق وكالة فرانس برس، ورغم من أن حجم صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل ليس كبيراً مقارنة بالدول الأخرى، فإن القرار أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بأنه “مخزٍ”.

وانخفضت صادرات الأسلحة إلى إسرائيل في عام 2023 إلى حوالي 18.2 مليون جنيه إسترليني، مقابل 42 مليون جنيه في العام السابق، وبعد العدوان على غزة، أصدرت بريطانيا 42 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

الولايات المتحدة.. المزوّد الأكبر

الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، وفقاً لتقرير لمعهد ستوكهولم  الدولي لأبحاث السلام  في أبريل الماضي، فقد  شكلت الولايات المتحدة 69% من واردات الأسلحة الإسرائيلية بين عامي 2019 و2023.

يأتي هذا في إطار المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار، والتي تهدف إلى الحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” لإسرائيل على جيرانها.

وتشمل هذه المساعدات 500 مليون دولار سنوياً مخصصة لأنظمة الدفاع الصاروخي، مثل القبة الحديدية وأنظمة أخرى مطورة بالتعاون مع الولايات المتحدة، والتي تعتمد عليها إسرائيل في حماية نفسها من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة من غزة وغيرها من المناطق.

مساعدات كبيرة بعد 7 أكتوبر

بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، سارع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تقديم دعم عسكري إضافي لإسرائيل. وسرعان ما تم إرسال آلاف القنابل والصواريخ الموجهة.

ومع ذلك، في مايو 2023، أوقفت الولايات المتحدة شحنة من القنابل الثقيلة البالغ وزنها 2,000 رطل، نظراً لمخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين في غزة. لاحقاً في يوليو 2023، وافقت الولايات المتحدة على تسليم القنابل الأخف وزناً (500 رطل).

وفي خطوة أخرى، وافقت إدارة بايدن في ديسمبر 2023 على صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل، تضمنت 50 مقاتلة من طراز F-15IA، ومكونات لرفع كفاءة طائرات F-15I الحالية، وشملت أيضاً شاحنات عسكرية وصواريخ جو-جو متوسطة المدى وقذائف هاون، ولكن من المتوقع أن يبدأ تسليم هذه الأسلحة في عام 2026.

ألمانيا ودعم قوي

تأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للأسلحة لإسرائيل، حيث شكلت 30% من واردات إسرائيل من الأسلحة بين عامي 2019 و2023.

وفي عام 2022، أبرمت إسرائيل صفقة ضخمة مع ألمانيا لشراء ثلاث غواصات متقدمة من طراز “داكار” بقيمة 3 مليارات يورو، يتوقع تسليمها في عام 2031، هذه الغواصات ستحل محل الغواصات الحالية من طراز “دولفين” التي بُنيت أيضاً في ألمانيا.

وعلاوة على ذلك، زادت صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل بشكل كبير بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، حيث بلغت قيمة مبيعات الأسلحة في ذلك العام حوالي 326.5 مليون يورو، في زيادة بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالعام السابق.

هل تسير ألمانيا على خطى بريطانيا؟

وفق تقرير “بي بي سي” فعلى الرغم من الدعم الشعبي والسياسي الكبير لإسرائيل في ألمانيا، إلا أن هناك بعض الانتقادات بسبب مقدار العنف في غزة.

ومع ذلك، فإن مبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيل لا تبدو مهددة بالتعليق في المستقبل القريب، حيث لا تزال الحكومة الألمانية بقيادة المستشار أولاف شولتز تؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ماذا عن إيطاليا؟

تلعب إيطاليا دوراً أقل بروزاً في صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، حيث شكلت أقل من 1% من واردات الأسلحة الإسرائيلية بين عامي 2019 و2023.

ورغم تعهد الحكومة الإيطالية بعدم تصدير أسلحة إلى الدول التي تنتهك حقوق الإنسان أو تشارك في الحروب، إلا أنها واصلت تصدير بعض الأسلحة لإسرائيل.

صناعة الدفاع الإسرائيلية

إلى جانب استيراد الأسلحة، طورت إسرائيل صناعة دفاعية قوية جعلتها من بين أكبر 10 مصدرين للأسلحة في العالم، وفق تقرير “بي بي سي”.

وتركز هذه الصناعة على تطوير المنتجات التكنولوجية المتقدمة مثل أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة. حققت صادرات إسرائيل الدفاعية أكثر من 13 مليار دولار في عام 2023.

وعلاوةً على ذلك، تلعب المخازن العسكرية الأمريكية الموجودة في إسرائيل أيضاً دوراً مهماً في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقد تم إنشاء هذه المخازن في عام 1984 لتخزين الأسلحة في حال اندلاع نزاع إقليمي، وقد تم استخدامها لتزويد إسرائيل بالأسلحة منذ بدء الحرب مع غزة.

ربما يعجبك أيضا