وول ستريت جورنال: إسرائيل فشلت في تقويض قوة حزب الله

استراتيجية إسرائيل لم تردع حزب الله عن بناء قوة عسكرية قوية على حدود إسرائيل

بسام عباس
صواريخ حزب الله تستهدف إسرائيل

كثَّفت إسرائيل حملتها الجوية ضد أهداف حزب الله في سوريا منذ بدء الحرب في غزة، وكثفت القصف الذي أسفر عن مقتل عدد من المسلحين وتفجير إمدادات الوقود والأسلحة.

ولكن الهجمات المستمرة لم تردع حزب الله عن بناء قوة عسكرية قوية على حدود إسرائيل مع لبنان، ما يكشف عن استمرار إيران في استخدام الدول الهشة بينها وبين إسرائيل كخط إمداد لبناء تهديد قوي يهدد بإشعال حرب أوسع نطاقًا.

معركة بين الحروب

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير نشرته الجمعة 30 أغسطس 2024، إن إسرائيل بدأت حملة من الضربات الجوية في سوريا منذ نحو 10 سنوات، حيث خلفت الحرب الأهلية فراغًا أمنيًا ملأته إيران وميليشياتها المتحالفة، التي دعمت الرئيس السوري بشار الأسد.

ومنذ عام 2017، شنت إسرائيل أكثر من 400 غارة جوية للحد من ترسيخ إيران وحلفائها في سوريا، ما يمثل تسريعًا لاستراتيجية استمرت 10 سنوات أصبحت تُعرف باسم “المعركة بين الحروب”، مشيرة إلى أن قواعد الاشتباك تغيرت منذ 7 أكتوبر، عندما شنت حماس هجومًا على إسرائيل أشعل فتيل الحرب في غزة، وبدأ حزب الله في إطلاق القذائف على إسرائيل دعمًا لحلفائه الفلسطينيين.

استراتيجية فاشلة

أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الاعتداءات التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، والتي بلغت 180 مرة منذ 7 أكتوبر الماضي، فشلت في “تقويض قوة حزب الله هناك”، ولم تتمكّن من ضرب تمركز إيران في المنطقة، أو منع نقل وسائل قتالية إلى حزب الله”.

وأضافت أن إسرائيل لم تنجح في إحباط تعاظم حزب الله وتمركزه كقوة عسكرية مهمة، رغم الهجمات المستمرة، ما يؤكد فشل استراتيجية “المعركة بين الحروب” التي اعتمدتها إسرائيل، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين سابقين قولهم إن إسرائيل تجنّبت الاعتراف علناً بالهجمات على سوريا للحد من التداعيات.

جهود تكتيكية

ذكرت الصحيفة أن حملة إسرائيل الشرسة أدت أيضًا إلى إبطاء تدفق الأسلحة إلى حزب الله، ومع ذلك وصلت أسلحة كافية إلى حزب الله لدرجة أن أي حرب شاملة قد تكون مدمرة لإسرائيل، مشيرة إلى أن حزب الله يعد الآن أكبر جماعة مسلحة وأفضلها تسليحًا في العالم، ويقدر المحللون أنه يمكنه استهداف إسرائيل بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون سابقون ومحللون إقليميون إن الجهود التكتيكية التي تبذلها إسرائيل لا ترقى إلى مستوى استراتيجية كافية لإنهاء خطوط إمداد حزب الله أو الوجود الإيراني في سوريا، وهما مصدران أكثر إلحاحًا في ضوء حرب إسرائيل في غزة والصراع مع حزب الله.

ولفتت إلى أن إسرائيل تتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع حزب الله بينما تخوض الحرب ضد حماس في غزة، ومنذ 7 أكتوبر، تجاوز الجانبان الحدود من حين لآخر بضربات عدوانية ولكنهما اتبعا عمومًا قواعد اشتباك تقريبية أبقت الصراع على نار هادئة دون مستوى الحرب الشاملة.

هدوء نسبي

قالت الصحيفة إن الرد المحدود من جانب حزب الله على مقتل فؤاد شكر في بيروت، وأيام الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية منذ أن شنت إسرائيل قصفًا عنيفًا يوم الأحد الماضي، جعل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يعتقدون أنهم قد يكونون الآن لديهم اليد العليا، ولكنهم يعترفون بأن الوضع يمكن أن يتغير بسرعة مع أي خطأ في التقدير أو خطأ من جانب أي من الطرفين.

ورغم المخاطر، يعتقد عدد من المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين أن إسرائيل سوف تحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستوسع عملياتها في سوريا إذا كانت تريد تقليص قدرة حزب الله على بناء وإعادة إمداد أسلحته بشكل فعال.

ربما يعجبك أيضا