كيف واجه رئيس الاستخبارات الأمريكية حرب بوتين وهزيمة أفغانستان؟

هالة عبدالرحمن

قال مدير الاستخبارات الأمريكية، وليام بيرنز إن بوتين مزيج خاص من الصفات الروسية السيئة "مغرور ، غريب الأطوار ، وغير مطمئن"، وأنه "رسول الانتقام غير القادر على تحمل الخسارة".


يُعد رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، وليام بيرنز، أول دبلوماسي مخضرم ترأس الوكالة منذ نحو 80 عامًا، يتمتع بشعبية واسعة لدى الطبقة السياسية والشعبية ولقب بهنري كسنجر 2022.

بينما كانت القوات الروسية تحتشد على الحدود الأوكرانية، أرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بيرنز للتحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، وكانت هذه المرة الأولى التي يرسل فيها رئيس استخبارات للتفاوض مع رئيس دولة عظمى، وفقًا لـ“فايننشال تايمز”.

بيرنز يستعرض مهاراته

في عامه الأول، استعرض بيرنز مهاراته الكبيرة متمثلة في خبرته الطويلة، وطباعه الودية وقدرته على الاستماع، لاستعادة التعاون الاستخباراتي والدبلوماسي مع حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.

وفي حين يعمل نصف سكان واشنطن على تحليل كل كلمة يتحدث بها بوتين وحركاته أيضًا، لكن عندما تحدث مدير وكالة المخابرات المركزية، عن الزعيم الروسي، يشن حربًا على أوكرانيا، فإن كلماته تحمل وزنًا غير عادي. بحسب “فايننشال تايمز”.

تقييم بيرنز للرئيس الروسي

لم تكن روسيا على قائمة الأولويات في أجندة الاستخبارات الأمريكية، لكن تغير ذلك في الشهور الأخيرة من عام 2021، فحشد بوتين القوات على طول الحدود مع أوكرانيا بأعداد وطرق أثارت قلق واشنطن. أُرسل بيرنز إلى موسكو، والتقى بمسؤولي الكرملين وتحدث إلى بوتين عبر الهاتف، لنقل مخاوف بلاده بشأن زيادة القوات وحذر من أن موسكو ستدفع الثمن إذا هاجمت أوكرانيا.

يرى بيرنز أن بوتين مزيج خاص من الصفات الروسية السيئة “مغرور، وغريب الأطوار، وغير مطمئن”، وكتب أيضًا أن رئيس الكرملين هو “رسول الانتقام غير القادر على تحمل الخسارة”.

متى علمت المخابرات الأمريكية بقرار الغزو لبوتين؟

مع مرور الأسابيع، قرر مسؤولو إدارة بايدن رفع السرية “انتقائيًا” ونشر بعض المعلومات الاستخباراتية حول خطط الحرب المحتملة، وكانت مناورة غير عادية. وقال بيرنز إنها كانت حاسمة لعرقلة جهود بوتين لاستخدام تكتيكات التضليل لتبرير حرب واسعة النطاق على أوكرانيا. ورفض بيرنز إجراء مقابلة بخصوص هذه القصة، لكنه تحدث في مجموعة متنوعة من المنتديات العامة منذ توليه قيادة “سي آي إيه”.

وقال بيرنز: “بينما كانت الإدارة تحذر علنًا من الحرب.. أمضيت مع زملائي الكثير من الليالي بلا نوم على أمل أن نكون مخطئين، لكن بوتين اختار أن يخيب آمالنا”، وفق مجلة “بوليتيكو”. أشيد بتوقعات إدارة بايدن الدقيقة حول تحركات بوتين ونشر بعض ما تعرفه. ومع ذلك، لا يزال غير واضح سبب عدم تتنبأ الولايات المتحدة، علنًا على الأقل، بمدى ضعف أداء الجيش الروسي وإلى متى يمكن لأوكرانيا الصمود.

ماذا فعلت الاستخبارات الأمريكية يوم سقوط كابول؟

تساءل النقاد في مجلة “بوليتيكو”، عما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بطيئة للغاية في إدراك مدى سرعة سقوط كابول، وخلال تلك الأسابيع المضطربة، سافر بيرنز في سرية إلى كابول للتحدث مع قادة طالبان بعد استيلائهم على العاصمة الأفغانية. وقال الأشخاص الذين يعرفونه، إنه كان يركز باهتمام على ضمان حماية شركاء وكالة المخابرات المركزية الأفغان.

وقال مسؤول سابق بالإدارة الأمريكية: “هناك سبب يدفعك إلى إرسال بيرنز للتعامل مع طالبان في وقت ينهار فيه كل شيء في أفغانستان.. هذا شخص يمكنه الجلوس على الطاولة مع بعض أكثر الأشخاص قسوة واستبدادًا في العالم وإيجاد طريقة لأداء ذلك نيابة عن الشعب الأمريكي في المواقف التي قد تتسبب في تعثر عديد واعديد الأشخاص الآخرين.”

موقف بيرنز من غزو العراق

وفي مذكراته “القناة الخلفية”، يصف بيرنز مقدار ما كان يتمنى أن يفعله أكثر لمعارضة قرار الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، بغزو العراق والإطاحة بالديكتاتور صدام حسين، رغم أنه بصفته دبلوماسيًا كبيرًا حاول مرارًا وتكرارًا تسليط الضوء على المنحدر الذي تنزلق فيه السياسة الأمريكية بالعراق.

بينما يكتب أن أفعاله في ذلك الوقت كانت لها دوافع متعددة ومعقدة، يعترف بيرنز في الكتاب أن إحداها كان “الشعور المزعج بأن صدام كان طاغية يستحق الرحيل”.

ربما يعجبك أيضا