يتعاونون ضد كورونا.. ماذا يخبئ القدر لإيران في مواجهة الغرب؟

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أجبرت جائحة كورونا التي ضربت العديد من دول العالم مخلفة عشرات آلاف الضحايا ومليوني إصابة دول الاتحاد الأوروبي على التعاون مع إيران في المرحلة الراهنة، وأكد الاتحاد الأوروبي، الإثنين الماضي، أن العقوبات المفروضة على دول مثل سوريا وإيران يجب ألا تؤثر على وصول المساعدات الطبية والإنسانية إليها.

أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أنه ضمن إطار الآلية المشتركة للتسوية المالية مع إيران “إنستكس” تم إرسال شحنة من المواد الطبية من أوروبا إلى إيران، وذكر بيان لوزارة الخارجية الألمانية أن “فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تؤكد أن الصفقة الأولى قد تمت بنجاح من خلال “إنستكس” والتي تسمح بتصدير الإمدادات الطبية من أوروبا إلى إيران، وقد وصلت هذه المنتجات إلى إيران.

كما أعلنت سويسرا في وقت سابق نجاح أول مبادلة حمولة أدوية مع إيران بقيمة 2.5 مليون دولار عبر القناة المالية إنستكس في سويسرا.

وقالت طهران إن القناة السويسرية لتوفير الدواء لإيران، بعيدا عن العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على إيران، لا تعد علامة على حسن نية من جانب الولايات المتحدة.

ورغم العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهران، أكدت الإدارة الأمريكية أنه لا حظر على تصدير المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، لكن غالبية الشركات التجارية تتجنب إقامة علاقات تجارية مع إيران، خشية الخضوع لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، ما فتح أسئلة كثيرة عن طبيعة التعاون مع إيران والعلاقات في مرحلة ما بعد كورونا.

يأتي هذا فيما قالت إيران إن الأوضاع فيها أفضل بكثير من دول الاتحاد الأوروبي نتيجة مشاركة جميع شرائح الشعب في مواجهة جائحة كورونا.

تقارب

قال مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سجاف السعودي والباحث المتخصص في الشأن الإيراني، هشام البقلي، إن الوضع القائم على المستوى العالمي قادر على تغيير كافة الموازين الدولية وإعادة ترتيب المشهد الخارجي للعلاقات الدولية وتحالفاتها وعلى رأس هذا الأمر؛ تأتي العلاقات الإيرانية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

بداية الاتحاد الأوروبي سيكون أكثر قربًا من إيران في المرحلة المقبلة؛ وهي مرحلة ما بعد كورونا ومن المتوقع أن يستجيب الاتحاد الأوروبي نسبيًا لمطالب إيران لمكافحة خطر انتشار كورونا، وبالتالي الموقف الأوروبي لن يتغير تجاه إيران قبل وبعد وباء كورونا إلا إذا حدث تغيير جذري في تركيبة الاتحاد الأوروبي بعد كورونا.

طهران وواشنطن

وأضاف هشام البقلي في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أنه بالنسبة للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية؛ فالأمر سيظل مرتبط بشخص الرئيس القادم للبيت الأبيض إذا نجح دونالد ترامب من جديد فلا نتوقع تغيرا في التعامل الأمريكي مع إيران إلا إذا حدث تحالف بين الصين وأمريكا وهذا مستبعد.

وأشار البقلي إلى أنه إذا سقط ترامب في الانتخابات الرئاسية ستكون العلاقات الأمريكية مع إيران أفضل في كافة الأحوال أما إذا بقي في منصبه؛ فالموقف سيكون صعبًا وستحكمه التوازنات الدولية الجديدة بعد كورونا خاصة في ظل محاولات التقارب وعملية الشد والجذب.

إحصائيات

ونوه الباحث في الشأن الإيراني بأنه فيما يتعلق بوضع كورونا بلغة الأرقام المعلنة من إيران فالأمر تحت السيطرة مقارنة بدول كانت في نفس المنحنى التصاعدي وفشلت في احتواء الأزمة حتى الآن.

أما حقيقة الوضع في إيران وبالنسبة للخلفية التاريخية للنظام الإيراني وما يُنشر من مصادر داخلية تؤكد أن الأرقام المعلن عنها ليست حقيقة والوضع سيئ وإيران تتبع نظرية “مناعة القطيع”.

وقال مسؤول في قطاع الصحة الإيراني، اليوم الإثنين، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في البلاد ارتفع إلى 4585 بعد تسجيل 111 وفاة جديدة خلال الليل، وأضاف أن الإصابات الإجمالية وصلت إلى 73303.

وحتى يوم أمس، أعلنت إيران تسجيل 4474 حالة وفاة و71 ألفا و686 حالة إصابة بـ”كورونا”.

تصريحات

وكتب علي رضا وهاب زاده، المستشار في وزارة الصحة على “تويتر” يقول: “لحسن الحظ تعافى 45983 ممن أصيبوا بالفيروس، هناك 1617 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية”، وفق وكالة رويترز.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي إن 3877 من المصابين بالمرض في حالة حرجة.

وفي وقت سابق اليوم، صرح مساعد لوزير الصحة الإيراني بأن مستوى الإصابات والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا يشهد تراجعا ملحوظا في معظم محافظات البلاد، فيما شهدت ست محافظات تزايدا طفيفا.

ربما يعجبك أيضا