يحيى السنوار.. قائدًا جديدًا لحماس في ظروف معقدة

هل سيدفع السنوار حماس نحو مزيد من الأزمات مع إسرائيل؟

أحمد الحفيظ
السنوار

بعد اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، تصاعدت التساؤلات حول مستقبل الحركة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها.

كان انتخاب يحيى السنوار، الذي يُعتبر من أبرز القادة العسكريين للحركة، بمثابة تغيير جذري قد يؤثر على ديناميكيات السلطة داخل حماس، وكذلك على العلاقة مع الأطراف الإقليمية والدولية.

شخصية مثيرة للجدل

يعتبر السنوار شخصية مثيرة للجدل، حيث يتمتع بشعبية كبيرة داخل صفوف حماس، لكنه في الوقت نفسه يحمل توجهات عسكرية قد تؤثر على الاستراتيجية السياسية للحركة.

ومنذ توليه القيادة، واجه تحديات كبيرة تتعلق بإدارة الأزمات في غزة، والتي تزايدت بعد عملية 7 أكتوبر التي تتهمه إسرائيل بالتخطيط لها والتي راح ضحيتها 1200 إسرائيلي.

خطر الاغتيال

ويقول الكاتب الصحفي صلاح جمعة المختص في الشأن الفلسطيني لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن حماس اضطرت لاختيار يحيى السنوار، الموجود حالياً في قطاع غزة، خلفاً لإسماعيل هنية لعدة أسباب متعددة ومعقدة.

ويضيف جمعة أن اختيار أي من قادة الخارج يعرضهم بشكل مباشر لخطر الاغتيال من قبل إسرائيل، حيث أن تواجد السنوار في غزة، يمكن توفير حماية أمنية مشددة له.

يشير جمعة إلى أن الحركة لا تريد إحراج أي عاصمة عربية أو إسلامية من خلال تحمل المسؤولية السياسية عن استضافة زعيم حماس بعد اغتيال هنية، خاصة بعد الإحراج الذي تعرضت له إيران عقب اغتيال هنية.

من الاعتدال للتشدد

يكمل أن اغتيال إسرائيل لهنية، الذي كان يعتبر معتدلاً نسبياً، أرادت حماس الرد بتعيين السنوار، المعروف بتشدده، كرسالة واضحة بتصعيد الموقف وتحدي إسرائيل.

وأوضح أن تواجد السنوار في غزة يضمن قربه من القواعد الشعبية والمقاتلين، مما يسهل التواصل المباشر واتخاذ القرارات السريعة والفعالة في مواجهة الأوضاع المتوترة.

القيادة العملياتية

السنوار أيضا يمتلك خبرة طويلة في القيادة والعمليات الميدانية، وهو يعتبر واحداً من القادة الذين لديهم القدرة على إدارة الحركة في أوقات الأزمات والصراعات، حسبما وصف جمعة.

ويشدد على أنه بتعيين السنوار، توجه حماس رسالة واضحة بأنها مستعدة لتصعيد المواجهة مع إسرائيل، وأنها لن تتراجع عن موقفها السياسي والعسكري.

توحيد صفوف الحركة

ويشير جمعة إلى أن السنوار، بصفته أحد القادة الميدانيين البارزين، لديه القدرة على توحيد صفوف الحركة وقيادتها بشكل فعال، خصوصاً في ظل الضغوط والتحديات الكبيرة التي تواجهها.

ويضيف، أن السنوار معروف بمواقفه المتشددة تجاه إسرائيل، وهو ما يعزز من موقف الحركة في مواجهة الضغوط الخارجية، ويعطيها قوة تفاوضية أكبر في أي محادثات مستقبلية.

كما أن السنوار يتمتع بعلاقات جيدة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مما يمكنه من تنسيق الجهود والمواقف لتحقيق أهداف الحركة بشكل أفضل، حسبما وصف جمعة.

ربما يعجبك أيضا