يربط أوروبا وإفريقيا كهربائيًا.. مشروع ضخم لجلب طاقة نظيفة من مصر إلى اليونان

رنا أسامة

نقل 300 ميجاوات من الطاقة النظيفة إلى أوروبا عبر اليونان سيساعد أوروبا على التخلص من الوقود الأحفوري والغاز الروسي


تشرع اليونان في تنفيذ أحد أكبر مشروعات الطاقة طموحًا في أوروبا، بربط شبكتها الكهربائية مع مصر، التي تطمح لأن تصبح مركزًا رئيسًا للطاقة في جنوب شرق أوروبا.

ويُشيد المشروع على كابل بطول 1373 كيلومترًا، أسفل مياه البحر الأبيض المتوسط، لإرسال الطاقة الخضراء من مصر إلى أوروبا، على أن ينقل 3 آلاف ميجاوات من الطاقة من شمال مصر إلى أتيكا في اليونان، وهو ما يكفي لتزويد 450 ألف منزل بالكهرباء، حسب ما ذكرت شبكة يورونيوز الأوروبية.

مشروع جريجي

تتولى شركة كوبيلوزوس اليونانية للطاقة والبنية التحتية تنفيذ مشروع “جريجي”، نسبة إلى الأحرف الأولى من اسم البلدين بالإنجليزية، للربط البيني بين مصر واليونان، والتي اجتمعت إدارتها الأسبوع الفائت مع مسؤولين مصريين لتسريع إنجاز المشروع.

ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه أوروبا إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والرخيصة، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز جراء الأزمة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

مساعدة لأوروبا

كانت روسيا أكبر مورد للنفط والغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي في عام 2021، موفرة نحو 40% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة، وهو ما تأثر بالدعم الأوروبي لأوكرانيا، وأفضى إلى إيقاف واردات الغاز الروسي لأوروبا.

وقال إيواناس كاريداس، الرئيس التنفيذي للشركة المنفذة للمشروع، إن نقل 300 ميجاوات من الطاقة النظيفة إلى أوروبا عبر اليونان، من شأنه أن يساعد أوروبا على التخلص من الوقود الأحفوري والغاز الروسي، موضحًا أن الطاقة الخضراء التي سينقلها المشروع ستكون أرخص بكثير من أسعار الطاقة اليوم، وهو ما سيصب في صالح المستهلكين اليونانيين والأوروبيين.

أولوية رئيسة

توقع كاريداس إنجاز المشروع خلال 7 أو 8 سنوات على أن ينقل الكهرباء النظيفة المولدة في مصر ودول إفريقية أخرى، من خلال كابلات تحت الماء، عبر حدائق الرياح والطاقة الشمسية إلى أوروبا.

ووفق كاريداس، سيجري استهلاك ثلث الطاقة المستوردة تقريبًا في اليونان، تحديدًا في الصناعات اليونانية، مع تصدير ثلث آخر إلى الدول الأوروبية المجاورة واستخدام الباقي في إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي سيجري تصديره إلى دول أوروبية مجاورة. وتبلغ تكلفة المشروع 3.4 مليار دولار، فيما حدده الاتحاد الأوروبي كأولوية رئيسة لربط البنية ‏التحتية لنظام الطاقة في التكتل.

مشروع جريجي

ربط مفيد

في أكتوبر من العام الماضي، وقعت اليونان ومصر اتفاقًا يمهد لمد كابل تحت سطح البحر، هو الأول من نوعه في البحر المتوسط، لنقل كهرباء مولدة من الطاقة المتجددة في شمال إفريقيا إلى أوروبا، بحسب وكالة بلومبرج.

وقال وزير الطاقة اليوناني، كوستاس سكريكاس، وقتذاك، إن الربط مفيد لكل من اليونان ومصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن سيسهم في بناء محور للطاقة بشرق المتوسط وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.

ربط قارتين كهربائيًا

وصف المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، أيمن حمزة، المشروع في تصريحات تلفزيونية بوقت سابق من الشهر الجاري، بأنه الأضخم والأكبر في التاريخ، نظرًا لطول المسافة ومد الكابلات بين البلدين بطول يصل إلى 900 كيلومتر على عمق 3 آلاف متر. وأضاف أنه بمثابة ربط قارتي أوروبا وإفريقيا كهربائيًّا، وليس ربطًا بين بلدين لتبادل الطاقة فقط.

ويأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لتعزيز العلاقات مع اليونان ودول الجوار الأخرى بالمنطقة في مجال الطاقة والكهرباء، بما في ذلك خط أنابيب غاز محتمل، ومشروع “يورو أفريكا” البالغ استثماراته 4 مليارات دولار، بهدف ربط شبكة الكهرباء في مصر باليونان وقبرص خلال العقد الجاري.

ربما يعجبك أيضا