يستلزم حتمية الرد.. التنافس «الجيبولوتيكي» بين إيران وإسرائيل

قبل حتمية الرد.. إيران تستعد عسكريًا وتستثمر في مطالب التهدئة

يوسف بنده

يبدو أن طهران التي لم تنفذ وعيدها بالانتقام بعد، تعمل على تجهيز قواتها المسلحة أولًا بجانب الحصول على مكاسب من المفاوضات الدائرة حول تخفيف ضربتها ضد إسرائيل، بما يسمح للدفاعات الغربية تصديها


قدمت إيران إبان عهد الشاه محمد رضا، المساعدة للرئيس المصري محمد أنور السادات في حربه ضد إسرائيل، من أجل تحرير أراضي سيناء في حرب أكتوبر 1973.

كانت طهران ترسل النفط لمصر بينما كانت حليفة قوية للدولة العبرية، لكن حسابات التوازنات والجغرافيا السياسية (جيبولوتيك) في المنطقة، لا تجعل إيران ترحب بانتصار إسرائيل كقوة وحيدة في المنطقة، وهو ما يمكن إعادة فهمه في إطار إصرار طهران على الانتقام من إسرائيل من أجل مكانتها الإقليمية أولًا، قبل أن يكون الانتقام من أجل إسماعيل هنية.

ایران و اسرائیل 642x418 1

إيران وإسرائيل

تنافس جيبولوتيكي

في إطار تحليل ظاهرة تصاعد التوتر الأمني بين إيران وإسرائيل في المنطقة، منذ اندلاع الحرب في غزة، يقول خبير العلاقات الدولية، عبدالرضا فرجي راد، في صحيفة “آرمان ملي”، اليوم الأربعاء 7 أغسطس، أن هناك نوع من المنافسة الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل.

وأوضح أن “إسرائيل تتقدم في السنوات الأخيرة بفضل قوتها الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، ولديها علاقات واتفاقيات تحالف مع الدول العربية، وتخطط للتطبيع مع السعودية”.

وأضاف: “وهذا الوضع في إطار التنافس الإقليمي يفرض على إيران الرد على إسرائيل للانتقام ردًا على عملية اغتيال إسماعيل هنية، من أجل إثبات مكانتها في المعادلة الجيوسياسية، لذلك تريد إيران خلق نوع من الردع حتى لا تتخلف عن تل أبيب في المنافسة الجيوسياسية”.

بلاروسيا وإيران

قائد الجيش الإيراني يستقبل قائد القوات الجوية البيلاروسية

تحركات للتهدئة

حسب تقرير صحيفة “آرمان أمروز”، اليوم الأربعاء، فإن القوى الإقليمية والدولية، لا سيما من الغربيين، تدرك أن طهران جادة في تهديداتها بالانتقام من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يعمل على تغطية فشله في غزة.

وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، فإن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، يقود تحركات ماراثونية مع حلفاء واشنطن الإقليميين والغربيين من أجل إقناع إيران بعدم الدخول في مغامرة غير محسومة مع إسرائيل.

قائد القوات الجوية الإيرانية يلتقي نظيره البيلاروسي

استعداد عسكري

يبدو أن طهران التي لم تنفذ وعيدها بالانتقام بعد، تعمل على تجهيز قواتها المسلحة أولًا بجانب الحصول على مكاسب من المفاوضات الدائرة بشأن تخفيف ضربتها ضد إسرائيل بما يسمح للدفاعات الغربية تصديها. حيث تشير تقارير إلى حصولها على دفاعات جوية متطورة من روسيا، في إطار تحالف البلدين ضد الأحادية الغربية. وقد فتحت زيارة أمين مجلس الأمن القومي، سيرجي شويجو إلى طهران الكثير من التساؤلات بشأن طبيعة الدعم المقدم من روسيا.

كذلك، وإن كانت القوات الجوية بالنسبة لإيران تمثل ذراعها القصير مقارنة بالقوات الجوية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

هبوط طائرة Il 76TD الروسية المتخصصة في نقل الأسلحة في إيران 1024x576 2

طائرة روسية من طراز Il-76TD تابعة لشركة “جيليكس إيرلاينز Gelix Airlines” هبطت في مطار طهران

لكن حسب وكالة “مهر” الإيرانية، تكشف زيارة قائد القوات الجوية لجمهورية بيلاروسيا، آن داري يولانوفيتش لوكانوفيتش، ولقاؤه مع نظيره الإيراني، العميد حميد واحدي، عن احتمالية وجود تعاون عسكري بين البلدين، إذا ما تعرضت إيران لضربة إسرائيلية أو أمريكية.

وقد وصف واحدي خلال اللقاء، أمريكا بـ”الشيطان الأكبر الذي يسعى للحروب”، قائلًا: “ليس أمامنا خيار سوى الاستعداد للدفاع وتطوير المعدات العسكرية للدفاع عن بلادنا وسلامة أراضينا”.

ربما يعجبك أيضا