يهدد مصالحها.. توجس إيراني من زيارة بوتين إلى أذربيجان

تساؤلات إيرانية حول دوافع زيارة بوتين إلى باكو

يوسف بنده

عارضت طهران المخطط التركي-الأذربيجاني لاحتلال محافظة سينويك الأرمينية الجنوبية، التي بضمها للأراضي الأذربيجانية، يمكن فتح ممر زنكزور الذي يعزل إيران عن جنوب القوقاز.


لدى إيران مخاوف من ربط أذربيجان أراضيها المنفصلة عن طريق فتح ممر زنكزور مع أرمينيا، وهو ما يهدد بتغيير المعادلة الجيوسياسية شمالًا.

وبعد الزيارة التي هي الأولى للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منذ سبتمبر 2018 إلى باكو الاثنين 19 أغسطس، توجست طهران من عودة روسيا للعب دور في منطقة جنوب القوقاز، بما يهدد أمنها ومصالحها على الحدود الشمالية.

8551

ممر زنكه زور

ممر زنكزور

لطالما عارضت طهران المخطط التركي-الأذربيجاني لاحتلال محافظة سينويك الأرمينية الجنوبية، التي بضمها للأراضي الأذربيجانية، يمكن فتح ممر زنكزور، الذي سيربط دولة أذربيجان مع إقليمها المنفصل عنها جغرافيًّا، نختشفشيان، والمجاور لتركيا.

بذلك يمكن فتح ممر بري للتجارة والطاقة يربط أوروبا عبر تركيا وصولًا إلى نختشفشيان، أذربيجان، بحر قزوين، دول أسيا الوسطى، روسيا، الصين.

وهذا الممر يهدد الخريطة الجيوسياسية التي تشكلت بعد الحربين العالميتين، الأولى والثانية، حيث فقدت إيران جزءًا من أراضيها الشمالية لصالح جنوب القوقاز وأسيا الوسطى. وكذلك يهدد ممر شرق-غرب عبر الأراضي الإيرانية، الذي يربط الصين ودول أسيا الوسطى بتركيا وأوروبا عبر أراضي إيران، وأيضًا يعزل أرمينيا عن إيران.

بوتين وعلييف 3

بوتين وعلييف

أبعاد خفية

يقول الأكاديمي الإيراني، محمد يوسفي، في صحيفة آرمان امروز، اليوم الخميس 22 أغسطس، إن زيارة بوتين إلى باكو لها أبعاد خفية وتهدد بشكل خطير الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا.

وحول زنكزور، يوضح الخبير في الشئون الروسية: “خلال زيارة الرئيس الروسي الأخيرة إلى أذربيجان، رأينا الروس يرافقون الجانب الأذربيجاني من أجل إنشاء ممر زنكزور”.

ويستطرد في تقريره: “إيران لديها منافسة استراتيجية مع الروس في منطقة القوقاز وليس تحالفاً، وهم غير مستعدين لإعطاء إيران دورها هناك”. “يكفي أن نشير أن الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، قد قطعوا ترجمة خطابه في الإعلام الروسي، حينما تحدث عن منطقة القوقاز وتحذيره من أي تغيير في حدودها الجيوسياسية”.

ممر شرق غرب عبر إيران 3

الممرات البرية والسكك الحديدية بين إيران والصين عبر دول أسيا الوسطى

الممر الأوسط

يوضح الخبير في شئون القوقاز، حسن صادقيان، في تقرير نشره مركز الدراسات الأوراسية بإيران، أن زيارة بوتين جاءت في لحظة اشتداد الضغط الأوروبي على بلاده بدخول أوكرانيا واحتلالها أراضي روسية. وتتجنب أذربيجان المواجهة المباشرة مع إيران، لذلك تحاول دائمًا استخدام ورقة الدول القوية في المنطقة، وخاصة روسيا وتركيا، لتنفيذ سياسات ديناميكية مثل فتح ممر زنكزور.

ويوضح صادقيان، أن روسيا تلعب دور الضامن لاتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وأن فتح ممر زنكزور الذي يعتبر جزءًا من الممر الأوسط، الذي يربط وسط أسيا بأوروبا عن طريق القوقاز، وهو ما يعطي للروس دورًا أكبر في منطقة جنوب القوقاز.

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

ممر شمال جنوب

تشترك إيران مع روسيا في ممر شمال-جنوب، الذي يربط موانئ الهند بالموانئ الإيرانية وصولًا برًا إلى منطقة جنوب القوقاز (جورجيا، أذربيجان، أرمينيا)، ثم إلى روسيا وأوروبا.

ويعلق على ذلك، حسن صادقيان، أن روسيا التي تعاني من العقوبات الغربية لا تريد خسارة ممرها التجاري مع إيران نحو الهند ومياه الخليج وباكستان وأفغانستان، وأذربيجان تقع على مسار ذلك الممر الذي يمثل الطريق لحركة التجارة مع روسيا بعيدًا عن أوروبا.

ربما يعجبك أيضا