يوم عالمي لضحايا الإرهاب.. صرخات ضحايا داعش تلاحق القتلة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

أخيرًا وبدعوة من أرض الرافدين التي طالما اكتوت بنيران الإرهاب والإرعاب والتطرف والشطط، قد يجتمع العالم على إدانة حقيقية وواقعية لما اقترفته داعش من أثام وجرائم يندى لها جبين البشرية ويتبرأ منها كل دين ومعتقد، إذ يهم البرلمان الأوروبي بالموافقة على مقترح عراقي بتخصيص يوم عالمي لضحايا إرهاب تنظيم داعش الإرهابي في العراق وكافة أرجاء العالم.

ووفقاً لما أوردته “السومرية”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب، إن البرلمان الأوروبي وافق بجلسته العامة التي عقدت في الـ 20 من يونيو الجاري، على إدراج مقترح عراقي تقدمت به السفارة العراقية في العاصمة البلجيكية “بروكسل” ‏بتخصيص يوم عالمي لضحايا إرهاب تنظيم داعش.

وأضاف أنه “سيتم التصويت على المقترح في جلسة البرلمان التي ستعقد في ستراسبورج للمدة من 2 إلى 6 يوليو المقبل”، مشيرًا إلى أن “السفارة ستعمل بالتنسيق مع البرلمان الأوروبي لاختيار اليوم المناسب والذي سيكون ذكرى تخليد سنوية لضحايا إرهاب داعش في العراق والعالم”.

جرائم

لم يترك التنظيم الإرهابي جريمة في حق التاريخ بتدمير الآثار والإنسانية باستهداف المدنيين والعزل إلا أتاها، دون أن يراعي حرمة دين أو سن، وخلال أقل من عام على مرور إعلان ما سمي بدولة الخلافة في العراق والشام، أعدم داعش آلاف الأشخاص أكثرهم من المدنيين فضلًا عن عشرات آخرين ينتمون لداعش أعدموا بتهمة الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية عند محاولتهم العودة إلى بلدانهم بينهم سوريين وعراقيين وعدد آخر من الجنود اللبنانيين وأكراد وصحافيين أمريكيين، وعمال من الإغاثة البريطانية وضحايا من جنسيات متعددة تم ذبحهم لا يتسع المجال لذكرهم ولا ننسى المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها من آن لآخر.

وحشية

ويستخدم داعش أساليب رهيبة ووحشية لإرهاب خصومه بقطع الرؤوس بالسكاكين والسيوف الضخمة لترهيب السكان المحليين في مناطق نفوذه بعدما جذب مقاتلين وموتورين ومهووسين بالقتل والتخريب والتدمير من أصقاع شتى آسيويون وأفارقة وأوروبيون، حيث أصدر سلسلة من أشرطة الفيديو والحلقات الدعائية وبث عمليات إعدام علنية وجماعية، احتوت بعضها على سجناء أجبروا على حفر قبورهم بأيديهم قبل إعدامهم وكذلك أعدم عشرات المقاتلين السوريين المنتمين للمعارضة من بينهم نحو 100 مقاتل من حركة أحرار الشام حاولوا مغادرة الرقة ومئات الجنود التابعين للجيشين النظامي السوري والعراقي.

كذلك لجأ التنظيم المتطرف إلى نسف رؤوس المدنيين وإلقائهم من أماكن مرتفعة وسط متابعة إجبارية لسكان المناطق المتاخمة والتنفيذ في ساحات عامة أو تفخيخ الضحايا كذلك لم يتورع عن استهداف صحافيين وعاملين في الإغاثة، وتدمير مواقع آثرية في العديد من المدن العراقية والسورية، أهمها آثار تدمر السورية ومعابد ومساجد تاريخية.

ضحايا

ولم يتورع التنظيم التكفيري يومًا منذ نشأته عن إتيان جرائمه وتنفيذها بأبشع جريمة في حق ضحاياه، فأحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في شريط مصور بثته منصاته الإعلامية على مواقع التواصل بعدما أسرته إثر سقوط طائراته فوق “الرقة” السورية، كما أقدم في ليبيا على ذبح 21 مسيحيًا مصريًا في مدينة سرت على شاطئ البحر المتوسط في جريمة نكراء اهتز لها العالم بأسره، وخلال فترة 5 أشهر تلت الإعلان عن التنظيم المتطرف في 2014، أعدم داعش نحو 1500 شخص في سوريا منذ إعلانه قيام “الخلافة” المزعومة في المناطق التي أخضعها لسيطرته، وفي العراق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومعظم الذين جرى إعدامهم مدنيون.

بداية ونهاية

وأنبثق تنظيم داعش من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق وذلك جنبًا إلى جنب مع غيرها من الجماعات المسلحة.

وابتداءً من عام 2014، وتحت قيادة زعيمها أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب.

إلا أن هذا التقدم توقف بعد إنشاء تحالف من عدة دول لمحاربة التنظيم يشمل دولًا عربية وإسلامية وأجنبية.

إلى أن فقد التنظيم المتطرف مساحات شاسعة من الأراضي التي كان يسطير عليها في عام 2017 بعد هزيمة التنظيم في معركة الموصل على يد قوات الحكومة العراقية، وفقد بعدها عددًا من القواعد العسكرية والمدن في العراق وسوريا لتشكل هذه المعارك الضارية بداية النهاية لـ”داعش”، ليعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، نهاية الحرب على تنظيم داعش بعد قتال مرير استمر سنوات.

وفي الوقت الذي تعمل فيه دول كثيرة على استئصال شأفة وبذور شر داعش من أراضيها وتطهير جيوبه الإرهابية والفكرية، يجب أن يتزامن مع هذا التوحد لأجل مساعدة ضحايا داعش ممن فقدوا أطرافهم أو تعرضوا للاغتصاب أو التنكيل أو التشريد والتهجير فرارًا من المعارك أو من السبي وملاحقات التنظيم المتطرف، ويبدو أن الأمل في غد أفضل لضحايا داعش يبدأ بشعاع نور قد يكون تخصيص يوم عالمي لضحايا إرهاب تنظيم داعش الإرهابي في العراق وكافة أرجاء العالم.

 

ربما يعجبك أيضا