يوم قتلى إسرائيل.. المظاهرات تعطل الحداد وتكشف عن خلافات عميقة

إسراء عبدالمطلب

قاطع مجموعة من المحتجين يوم من الحداد في إسرائيل ملقين باللوم على المسؤولين الحكوميين لفشلهم في تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.


عطلت المظاهرات التي شهدتها إسرائيل، أمس الاثنين 13 مايو 2024، أول “حداد وطني” لإحياء ذكرى قتلى حروب إسرائيل، منذ هجمات 7 أكتوبر، حيث طالب المحتجون الحكومة ببذل المزيد من الجهد لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وعادة ما يكون “يوم الذكرى” في إسرائيل واحدًا من أكثر الأيام كآبة في تقويم البلاد، وهو التاريخ الذي يضع فيه الإسرائيليون خلافاتهم جانبًا للحزن ع مواطنيهم الذين قتلوا في الحرب أو الهجمات المسلحة.

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: إسرائيل موّلت «حماس»

خلافات عميقة

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فقد سلطت احتجاجات الاثنين الضوء على كيف أفسحت مشاعر الوحدة في زمن الحرب، المجال أمام خلافات عميقة بشأن الحرب في قطاع غزة، ومصير الرهائن الذين تم احتجازهم في السابع من أكتوبر، والسياسة الداخلية.

وهاجم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء حضوره حفل تأبين في جبل هرتزل بالقدس، موقع المقبرة الوطنية الإسرائيلية، وسمع أحد الأشخاص وهو يصرخ “قمامة”، وقال آخر: “لقد أخذت أطفالي”.

وفي حفل أقيم في أشدود، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، صرخ المارة في وجه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، واصفين إياه بـ”المجرم”.

غضب داخلي

رغم تمكن الحكومة من تأمين إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من غزة، فإن ما لا يقل عن نصف الرهائن، والذين يبلغ عددهم حوالي 240 شخصًا، إما ماتوا أو ما زالوا في الأسر، ويريد العديد من أحبائهم موافقة الحكومة على وقف فوري لإطلاق النار مع حماس ليسمح بإطلاق سراح الأسرى، حتى لو كان ذلك يعني ترك حماس تسيطر على أجزاء من غزة.

ويوجد سابقة لهذه الاضطرابات إذ سخر المتظاهرون من بن غفير ووزراء آخرين العام الماضي، قبل بدء الحرب، عندما كان الغضب من جهود الحكومة لإصلاح النظام القضائي هو المصدر الأبرز للانقسام الاجتماعي.

احتجاجات

عكست احتجاجات هذا العام الألم المتزايد بين شرائح من السكان بسبب تعامل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة مع الحرب، مما أدى إلى خسائر فادحة ودمار هائل.

وتعهد نتنياهو مراراً بتحقيق النصر الكامل على حماس، لكن القتال المستمر أكد أن مقاتلي حماس ما زالوا يشكلون قوة في القطاع، وقد يظلون كذلك لفترة طويلة قادمة.

وأصبح النمط السائد في الحرب هو أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعلن بعد معارك ضارية، أنها سيطرت على منطقة ما، ثم تتقدم ليعود مقاتلو حماس ويعيدون تشكيل قواتهم.

حث يائس عن الأمان

الغارات الإسرائيلية هزت أمس الاثنين الأطراف الشمالية والجنوبية للقطاع، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 120 هدفًا خلال الـ 24 ساعة الماضية. واشتبكت القوات مع مقاتلي حماس في عدة مواقع، وفي خضم القتال، واصل عشرات الآلاف من المدنيين الفارين بحثهم اليائس عن الأمان.

ويبدو أن القتال كان أعنف في مدينة غزة وبيت لاهيا وجباليا في شمال غزة، وفي رفح، المدينة الجنوبية التي فر إليها أكثر من مليون فلسطيني في محاولة للهروب من الهجوم العسكري الإسرائيلي، وفي الأيام الأخيرة، غادر مئات الآلاف رفح، بحسب الأمم المتحدة.

ربما يعجبك أيضا