10 سنوات من الصراع السوري.. حرب دولية وآلاف القتلى وملايين من اللاجئين

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

تغلق الحرب السورية عقدها الأول؛ ثورة بدأت بالاحتجاج على الظلم والفساد لنظام الأسد، وتحولت إلى حرب طاحنة قضت على الأخضر واليابس، فتكت بمئات الآلاف من الأبرياء والأطفال، مسببة هجرة الملايين من سكانها هربًا من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، حتى يلفهم المصير الغامض غرقًا في البحر، أو قتلًا في أوروبا بأيدي اليمين المتطرف، أو ورقة يتلقفها الأتراك مع أوروبا لأجل ابتزاز الأخيرة.

ظلت بقاع سوريا مرتعًا للتنظيمات الإرهابية والمسلحة لعدة سنوات، اندلعت خلالها عمليات إرهابية طالت العديد من العواصم الأوروبية، والبلدان المجاورة، ما سنح الفرصة لفصيل آخر مناوئ لا يقل خطورة عن تلك المنظمات الإرهابية، وهو اليمين المتطرف، الذي أوجد من عمليات تنظيم داعش ما بين 2014 و2016، وأفواج اللاجئين من السوريين ذريعة للانقضاض على من نجا من هؤلاء اللاجئين من البحر والحرق في بلادهم للقتل على أيديهم داخل أوروبا.

وعقب مرور تسع سنوات، ما زال بشار الأسد على رأس السلطة بدعم التحول في ميزان القوى لصالحه بعدما تدخلت روسيا بكل قواتها عندما باتت الفصائل المعارضة على مشارف دمشق، بجانب الدعم الإيراني وأذراعها المليشية في المنطقة. ولاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها قوى المعارضة، سجل الأسد أسوأ الكوارث الإنسانية في حلب ودرعا، وأخيرًا إدلب تحت سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها موسكو.

ويتزامن دخول النزاع عامه العاشر مع بدء روسيا الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، دوريات مشتركة لأول مرة في إدلب، تطبيقاً لوقف إطلاق نار توصلتا إليه دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وأوقف هجوماً تسبب بفرار نحو مليون شخص.

سوريا بين القتل واللجوء

أودى الصراع السوري بحياة 384 ألف شخص على الأقل بينهم أكثر من 116 ألف مدني، وفق حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، وخلّفت عدداً كبيراً من الجرحى والمعوقين عدا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، ويقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية، بينما بات أكثر من 5.6 مليون سوري لاجئين في دول أخرى، لا سيما لبنان وتركيا والأردن.

كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يدفع المدنيون الثمن الأكبر في سوريا حيث لم يجلب عقد من القتال إلا الدمار والفوضى”.

حرب بالوكالة

مع دخول الحرب عامها العاشر، تحوّلت سوريا ساحة تتبارز على جبهاتها جيوش دولية ضخمة، فيما ذهبت هتافات صدحت بها حناجر مئات الآلاف من أبنائها المنادين بإسقاط النظام بدءاً من محافظة درعا جنوباً، أدراج الرياح.

وتنشط في سوريا اليوم خمسة جيوش نظامية على الأقل، غير المجموعات المحلية أو الخارجية الصغيرة الموالية لهذه الجهة أو تلك. ولكل قوة دولية أهدافها ومصالحها الخاصة. فينتشر إيرانيون من قوات “الحرس الثوري” ومقاتلون لبنانيون وعراقيون وقوات روسية بطائراتها وعسكريها في مناطق سيطرة قوات النظام.
 
وتنتشر في شمال شرق البلاد قوات أميركية في مناطق سيطرة الأكراد، الذين أنشأوا إدارة ذاتية باتت مهددة بشدة بعد شنّ تركيا ثالث هجوم عسكري على مناطقهم في أكتوبر الماضي.

ولا تكفّ الطائرات الحربية الإسرائيلية عن اختراق الأجواء واستهداف مواقع للجيش السوري أو للمقاتلين الإيرانيين وحزب الله، وهدفها المعلن منع الإيرانيين من ترسيخ وجودهم.

كما تسيطر القوات التركية على منطقة حدودية واسعة في سوريا، وتنشر قواتها في إدلب، حيث من المقرر أن تبدأ الأحد تسيير دوريات مشتركة مع موسكو على طول طريق دولي يعرف باسم “إم فور” يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب.
 
 

ربما يعجبك أيضا