شبح الركود الاقتصادي يهدد العالم.. السيناريو الأسوأ للحرب الروسية الأوكرانية

علاء بريك

يتوقع المحللون تزايد احتمالية حدوث ركود اقتصادي والأسوأ إذا ترافق حدوثه مع حالة تضخم.


قلبت الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ شهر توقعات المحللين للاقتصاد العالمي هذا العام، فتحولّت من انتعاش قوي في فترة ما بعد جائحة فيروس كورونا إلى ركود عالمي كلي.

ونشر موقع أويل برايس المتخصّص في الطّاقة مقالًا يوم السبت 26 مارس 2022، أشار فيه إلى أن الاقتصاديين والمحللين والمستثمرين البارزين اتفقوا على تزايد احتمالية حدوث ركود نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وانقطاع سلاسل التوريد وشح إمدادات النفط العالمية.

تباطؤ اقتصادي وركود عميق

تتزايد اليوم احتمالية حدوث تباطؤ اقتصادي على الرغم من أنَّ الركود ليس السيناريو الأساس عند أغلب الاقتصاديين، وهذه الاحتمالية تتعاظم إذا خرجت صادرات الطّاقة الروسيّة من السوق خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ولا يزال الاتحاد الأوروبي وأكبر اقتصاداته، ألمانيا، مترددًا حتى الآن في حظر واردات الطّاقة الروسيّة أو فرض عقوبات على صادراتها، بالنظر إلى أنَّ أوروبا تعتمد على روسيا في أكثر من ربع إمداداتها النفطية وثلث إمداداتها من الغاز الطبيعي.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، أمام البرلمان الألماني يوم الأربعاء إنَّ العقوبات تؤتي ثمارها، وإنَّ ألمانيا ستنهي اعتمادها على النفط والغاز الروسيين في أسرع وقت ممكن عمليًّا، لكن الانفصال عن الطّاقة الروسيّة بين عشية وضحاها يعني ركودًا عميقًا في جميع أنحاء أوروبا، ما يعرّض صناعات بأكملها للخطر، ويسفر عن تسريح مئات آلاف العمال، وأخفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن معاقبة بوتين بحظرٍ نفطي في وقت سابق هذا الأسبوع.

السيناريو الأسوأ للحرب الروسية الأوكرانية

في أسوأ سيناريو للحرب الروسية الأوكرانية، حيث يشتد الاضطراب ويتصاعد مع ضعف في الرد السياسي، وفي حالة وقف صادرات النفط والغاز من روسيا إلى أوروبا، ستقفز أسعار خام برنت إلى 150 دولارًا للبرميل، بحسب محللي McKinsey & Company الأسبوع الماضي، الذي حذروا من أن تلاشي الثقة واستمرار ارتفاع أسعار النفط سيقلل من إنفاق المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة، وسيترتب على هذا حدوث ركود.

وكتب محللو الشركة الاستشارية: “في الولايات المتحدة، ستكون القضية الرئيسة كيفية تفاعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي مع تأثير الارتفاع الحاد في أسعار النفط وأسعار السلع الزراعية والتعدين والمعادن (أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة مستقلة إلى حد كبير عن أوروبا)”.

حتمية التباطؤ الاقتصادي

حال بقاء جزء كبير من صادرات الطّاقة الروسيّة خارج السوق طيلة هذا العام، يغدو التباطؤ الاقتصادي العالمي محتومًا، كما كتب في تحليل هذا الأسبوع باحثا الاقتصاد في بنك الاحتياطي الفيدرالي، لوتز كيليان ومايكل دي بلانت، وحذر التحليل من أن هذا التباطؤ قد تتجاوز مدته مدة ركود عام 1991 عقب صدمة إمدادات النفط الناتجة عن غزو العراق للكويت في العام 1990.

وفي هذا الأسبوع، حذّر الملياردير كارل إكان من حدوث ركود في أثناء ارتفاع التضخم، وأخبر وكالة سي إن بي سي يوم الثلاثاء الماضي “أعتقد بحدوث ركودٍ أو ما هو أسوأ. أنا متشائم كما رأيت. ولا أتوقع أي تحسنٍ على المدى القصير”. وتابع بأنَّ ارتفاع التضخم وحالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي مع الحرب الروسيّة الأوكرانيّة قد يهدد النمو العالمي. مضيفًا “لا أعلم حقًا إذا كان من الممكن الوصول إلى حلٍ آمن، وأعتقد بأنَّ الأمور ستكون صعبة… فالتضخم شيء فظيع عندما يحدث”.

ربما يعجبك أيضا