واجه السودان تحديات كبيرة، خلال السنوات الأخيرة، تركت قرابة 130 مليون فدان من أراضيه صالحة للزراعة غير مستثمرة.

وأدى انفصال جنوب السودان في العام 2011 إلى خسارة الأيدي العاملة والأرض، فضلًا عن ثلاثة أرباع ثروة السودان النفطية، وسرعت التوترات السياسية في أعقاب ثورة 2019 والنزاع المسلح الحالي، من تدهور الظروف الاقتصادية، وفاقمت أزمة نقص الغذاء والمياه.

اقرأ أيضًا| 200 ألف سوداني في طريقهم إلى تشاد بسبب الحرب

الزراعة في السودان

الأمن الغذائي العربي يمر  بأصعب مراحله

قال رئيس شركة Golden Grain، فراس بدرا، إن الأمن الغذائي العربي يمر اليوم بأصعب مراحله، في ظل تعرض الدول الزراعية لتحديات أمنية عسكرية، بجانب الحروب والنزاعات، خاصة في دول مثل السودان والعراق وسوريا، وفق ما نقله موقع العربية.نت يوم الأحد 3 سبتمبر.

وقال بدرا إن السودان لديه فائض في كميات المياه والأرض خصبة، لكن مشكلته بالدرجة الأولى الوضع الأمني والحروب الدائرة، ما يؤدي إلى هجرة الأيدي العاملة وانعدام الاستثمار، وحتى إذا أرادت شركة تنفيذ استثمار في مثل هذه الظروف، فلا تستطيع الحصول على تمويل، لأن تكلفته تكون مرتفعة جدًا.

اقرأ أيضا| البرهان يتوجه إلى جوبا للقاء رئيس جنوب السودان

الزراعة في السودان

130 مليون فدان صالحة للزراعة «معطلة»

أوضح بدرا أن السودان لديه 170 مليون فدان صالحة للزراعة، المستخدم منها 40 مليون فدان فقط، ويوجد 130 مليون فدان لا تستثمر بسبب الحرب وتدهور البنية التحتية.

من جهته، قال الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، زاهر صفوت، لشبكة رؤية الإخبارية، إن السودان يواجه مجموعة من المشاكل التي تهدد استدامة القطاع الزراعي، موضحًا أن السودان يعتمد بقدر كبير على الزراعة كمصدر رئيس للغذاء محليًا، ومع ذلك، يعاني من تحديات تتعلق بندرة المياه وسوء إدارة الموارد الزراعية، ما يؤدي إلى هدر الثروات الزراعية، وتهديد استقرار الأمن الغذائي.

ندرة المياه وتآكل الأراضي

أشار صفوت إلى معاناة السودان من ندرة المياه وسوء توزيعها، ما يؤثر سلبًا في القطاع الزراعي، موضحًا أن العديد من المناطق ما زالت تعتمد على الأمطار كمصدر رئيس للمياه، ما يتسبب في عدم استقرار إنتاجية الزراعة، وفقدان المحاصيل في حالات الجفاف المتكررة.

الزراعة في السودان

وأوضح صفوت أن السودان يواجه تحديات في إدارة الموارد الزراعية بفعل تدهور الأراضي وتراجع الخبرة والمعرفة الزراعية التقليدية، وتراكم المشاكل، مثل التصحر وتآكل الأرضي ونقص التسميد والتقنيات الزراعية المتقدمة، ما يؤثر في إنتاجية تلك الأراضي ويقلل من فائدتها الاقتصادية.

سكان الريف يعتمدون على الزراعة

كشف تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن قرابة 70% من سكان السودان، البالغ عددهم 45.7 مليون نسمة، يعيشون  في المناطق الريفية. وأوضح أن معظم هذه الأسر الريفية تعتمد على الزراعة مصدرًا للدخل، ويأتي ما لا يقل عن 39% من إجمالي دخل سكان الريف من الزراعة.

وحذر التقرير إلى أن الإنتاجية الزراعية في السودان في تراجع مستمر، بسبب الظروف المناخية المتقلبة، وتدهور التربة، وضعف التقنيات، ونقص المعرفة، والظروف الأمنية المتقلبة.

الزراعة في السودان

%65 من السودانيين يمتهنون الزراعة

يعمل ما يقرب من 65% من سكان السودان في القطاع الزراعي، وترى الفاو أن تعزيز الزراعة في السودان أمر حيوي للتخفيف من تحديات أبرزها انعدام الأمن الغذائي، و الفقر، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والصدمات الأخرى.

وقالت المنظمة الدولية إنها بدأت خلال الاشهر الماضية توزيعًا طارئًا لبذور الذرة الرفيعة والدخن والفول السوداني والسمسم، وتأمل التغلب على “التحديات الأمنية واللوجستية المعقدة”، لتوصيل ما يكفي لتغطية احتياجات ما بين 13 و19 مليون شخص في السودان.

نهب البنوك يعمق خسائر الزراعة

مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 إبريل الماضي، في العاصمة الخرطوم، تعرضت البنوك للنهب واضطرت إلى الحد من عملياتها.

وعلى الرغم من أن معظم المناطق الزراعية في السودان هادئة نسبيًا، فإن سلاسل التوريد المتمركزة في العاصمة تعطلت على نطاق واسع. وتعرضت بعض مستودعات المدخلات، مثل الأسمدة والبذور والمبيدات الحشرية للنهب، بحسب شهود عيان.

الزراعة في السودان