أبو عمر المصري.. أزمة تشتعل بين القاهرة والخرطوم

هدى اسماعيل

قالت شبكة قنوات “ON”، إنه تعقيبا على بيان وزارة الخارجية السودانية بشأن مسلسل “أبو عمر المصري”  فإننا نؤكد على أن المسلسل بُني على وحي وخيال مؤلفه، ولم يحتو المسلسل على مشاهد أو تلميحات للدولة السودانية أو حكومتها أو الشعب السوداني الشقيق، والمسلسل لا يمت بصلة لمواقف الدولة المصرية الحريصة دومًا على تقوية وتنمية علاقاتها مع دولة السودان وشعبها الشقيق.

وأشار البيان، إلى أن العلاقات المصرية السودانية تظل دومًا مثالًا للتعاون والأخوة، خاصة في ظل الحرص المتبادل بين قيادتي البدلين على تنمية وتطوير العلاقات بما يصب لصالح شعبي وادي النيل، وهو ما ظهر من خلال الإجراءات والقرارات التي اتخذت خلال الفترة الماضية، وتعمق من آليات التعاون.

وأضافت الشبكة، في بيان لها، إننا نؤكد أن المسلسل لم يتعمد الإشارة إلى دولة السودان من قريب أو بعيد، كما أن صناع المسلسل يدركون جيدًا أهمية دور الفن فى التقريب بين الشعوب وليس إثارة الأزمات بينهم، خاصة أنهم يعلمون خصوصية العلاقات المصرية السودانية.

أزمة أخرى

يواجه مسلسل “أبو عمر المصري” أزمة أخرى تهدد بوقف عرضه حيث نشر الكاتب والروائي الشهير “عز الدين شكري” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” منشورا قال فيه: “بخصوص مسلسل “أبو عمر المصري”، فوجئت بإزالة اسمي من بوسترات العمل وإعلاناته ثم من مقدمة المسلسل نفسه، بحيث أصبح يبدو وكأنه من تأليف كاتبة السيناريو، وذلك في مخالفة صريحة للقواعد المعمول بها ونقضا لنصوص العقد المبرم بيني وبين الشركة المنتجة والذي تم بمقتضاه تحويل روايتي “مقتل فخرالدين” و “أبو عمر المصري” إلى هذا المسلسل، ومع تقديري لأسرة المسلسل وتمنياتي لهم بالنجاح، فقد شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية لإلزام الشركة المنتجة باحترام حقوق التأليف الخاصة بالروايتين”.

وقد أثارت تصريحات عز الدين شكري جدلا كبيرا في الوسط الفني خصوصا أن تصريحاته تهدد بوقف عرض المسلسل في حال ثبوتها قانونا وخصوصا أنه ألمح في نهاية حديثه إلى استعداده لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تعيد له حقه الأدبي.

مشهد الأزمة 

كانت أحداث الحلقة الأولى من مسلسل “أبوعمر المصري”، هي التي فجرت الأزمة، وذلك أثناء محاولة الفنان أحمد عز بطل المسلسل، إنقاذ ابنه من أيدي الإرهابيين، وأبرز المشهد وجود الإرهابيين داخل الأراضي السودانية، ودخل الفنان أحمد عز، بشخصية وهمية عبر الهروب من مصر إلى السودان، وهناك دارت اشتباكات بينه وبين الإرهابيين، وبعدها حصل على ابنه، ليعود إلى مصر به.

هدى إسماعيل

الدراما والفن هما عرض للواقع بكل ما فيه سواء أكان بالإيجاب أو السلب، ولكن الأمر هنا مختلف فقد أشعل مسلسل “أبو عمر المصري” أزمة دبلوماسية بين القاهرة والخرطوم الأمر الذي وصل إلى حد استدعاء الخارجية السودانية السفير المصري بالخرطوم ، وأبلغته احتجاجا رسميا على مسلسل مصري يبث حاليا على قنوات مصرية تقول إنه يسيء للسودان، وسلمت الخارجية السودانية مذكرة للسلطات المصرية، مطالبة بـ”المبادرة لاتخاذ قرار مناسب يضع حدا أمام محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين الشقيقين”.

الخارجية السودانية

جاء في البيان أنه “منذ مطلع شهر رمضان، بدأت بعض القنوات الفضائية المصرية عرض مسلسل بعنوان “أبو عمر المصري”، بعد أن تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين في السودان”.

وأضاف أن “القائمين على المسلسل سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحًا لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل لهذا الغرض، كلوحات السيارات، التي تعد رمزًا سياديًّا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة”.

وأكد البيان أنه “لم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان في أي حوادث إرهابية”، مبينا أن “هناك تنسيقا أمنيا كبيرا بين الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية في البلدين، وذلك وفقا للاتفاق المبرم بين البلدين والذي لا يسمح بأي نشاط وأعمال عدائية من أي بلد تجاه البلد الآخر”.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية: إن “هذا العمل المسيء للشعبين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، الموجودين بعلم السلطات المصرية وفقا لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين”، مشيرا إلى “وجود 8 رحلات جوية يومية وأكثر من 50 رحلة يومية للباصات والمركبات بين البلدين”.

وحي خيال المؤلف