تقدم بالحُديدة وضربات في تعز.. أيام الانقلاب الحوثي الأخيرة باليمن

حسام السبكي

حسام السبكي

يواصل الجيش الوطني اليمني، وعناصر المقاومة الشعبية، مدعومين بقوات التحالف العربي، ضرباتهم المركزة والمكثفة، على مواقع العناصر الإنقلابية الحوثية، المدعومة من إيران، ولا يكاد يمر يوم، حتى يسجل خسائر بشرية ومادية جديدة، إضافة إلى الخسائر الميدانية في صفوف الميليشيات، التي باتت في النزع الأخير، والخلاص منها بات أقرب من أي وقتٍ مضى.

فبطول البلاد وعرضها، يخوض الجيش والمقاومة، معارك بطولية، ينتزعون فيها مواقع جديدة من قبضة ميليشيات إيران الإرهابية، فمن تعز إلى الحديدة، ومن صنعاء إلى صعدة، أضحى الحوثيون في حصار مطبق، ولا سبيل له إلا الانضواء في تسوية سياسية غير مشروطة، ربما تكون الملاذ الأخير لهم، أو الاستمرار في العناد والمكابرة حتى الفناء.

في هذه الأثناء، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، التأكيد على التزامها بخيار “الحل السياسي”، الأمثل للأزمة اليمنية، كما تستمر بتوجيهات مباشرة من رئيسها الشيخ “خليفة بن زايد”، في تقديم مساعدات إغاثية عاجلة، للمنكوبين جراء المعارك الضارية الجارية حاليًا في الحديدة، عبر مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي.

خسائر جديدة في تعز

على الرغم من التركيز العسكري، وبالطبع الإعلامي، على جبهة الحُديدة الاستراتيجية، التي تمثل الشريان الغربي للحوثيين، والمعقل الذي يشكل السيطرة عليه، بداية النهاية للانقلاب الحوثي، فالقوات الشرعية المدعومة من التحالف، تفتح معارك شرسة ضد الميليشيات على أكثر من جبهة، ومن بينها تعز.

فقد أعلن الجيش اليمني، اليوم الأحد، عن تحرير مواقع عسكرية جديدة من قبضة الحوثيين، في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، حيث نُقل عن مصدر ميداني قوله: إن “أفراد اللواء 17 مشاة في الجيش تمكنوا من تحرير مواقع دار قاسم وعسيلة والنوبة وأجزاء كبيرة من قرية الحجر بجبهة العبدلة، في مديرية مقبنة غربي تعز”.

وأضاف المصدر، إن “المعارك وقعت، السبت، وكبدت مسلحي الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، علاوة على أسر قوات الجيش لثلاثة من عناصرهم، واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر”، كما “تمكنت الفرق الهندسية التابعة للجيش من انتزاع أكثر من 15 لغمًا أرضيًا زرعها الحوثيون في المواقع التي تم تحريرها”.

مطار الحديدة تحت الحصار

استراتيجية جديدة، باتت قوات الشرعية اليمنية تعتمد عليها في الآونة الأخيرة، في معركة مطار الحديدة، وهي تقوم على فكرة “الكماشة”، أو الحصار لعناصر المتمردين الذي يتمركزون حاليًا داخل المطار، من عدة محاور، علاوة على قطع كافة طرق الإمداد، التي من الممكن أن تطيل أمد الاشتباكات حول المطار.

فقد أصبحت الجهتان الغربية والجنوبية وجزء من الجهة الشرقية من مطار الحديدة تحت سيطرة المقاومة المشتركة، وذلك تحت غطاء جوي من طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن.

ويأتي هذا التكتيك وسط مساع حثيثة للمقاومة من أجل السيطرة على مطار وميناء الحديدة، أهم منشأتين في المدينة، فالمسافة بينهما تبلغ نحو 10 كيلومترات.

من جانبه، يواصل التحالف العربي، قصف أهداف حوثية داخل المطار، فيما يعمل التحالف على إحكام الحصار عليهم بقصف الطريق الواصل إلى الكيلو 16، بهدف قطع الطريق الواصل بين الحديدة من جهة، وصنعاء وتعز من جهة أخرى.

وبات الخيار الوحيد المتاح أمام الميليشيات الانقلابية حاليًا، متركزًا في المحور الشمالي المطار، والذي يتحصنون باتجاهه في محاولة أخيرة منهم للبقاء، وعرقلة تقدم قوات المقاومة اليمنية.

ويرى خبراء عسكريون أن الحصار المطبق على الحوثيين من جانب المقاومة وقوات التحالف سيدفعهم للاستسلام لا محالة، خاصة في ظل انقطاع كل طرق الإمداد من صنعاء وغيرها من مناطق يسيطرون عليها.

وبعد إحكام قوات الجيش اليمني والمقاومة على مطار الحديدة بشكلٍ كامل، يكون قد تحقق تقدم مهم باتجاه الأطراف الجنوبية من المدينة، وهو ما يمهد الطريق إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي ومنه إلى قلب المدينة، وحيئنذ يكون الحوثيون أقرب إلى خسارة جولة من أهم جولات الصراع في اليمن.

وعلى ذكر الحُديدة أيضًا، فقد أعلن مصدر عسكري أن قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تمكنت بإسناد من التحالف العربي، من السيطرة على “دوار المطاحن” شرق مدينة الحديدة وتقاطع طريقي الحديدة – صنعاء والحديدة – تعز.

كما تمكنت قوات الجيش اليمني في ألوية العمالقة، اليوم الأحد، من إسقاط طائرة بدون طيار “إيرانية الصنع” تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة الحديدة غربي البلاد.

وقال قائد اللواء الثالث عمالقة العميد عبدالرحمن اللحجي: إن قوات الجيش تمكنت من إسقاط طائرة بدون طيار محملة بعبوات متفجرة في منطقة النخيلة شمالى مديرية الدريهمي بالحديدة، كانت تحاول الميليشيا التجسس بها ورصد تحركات الجيش في الجبهة، مشيرا إلى أن الميليشيا تعيش في انهيار تام.

وحول إجمالي الخسائر في صفوف الميليشيات، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني المعروف باسم “سبتمبر نت”، إلى أن عدد قتلى المليشيا -خلال غارات ومعارك الستة الأيام الماضية حتى أمس السبت- بلغ أكثر من 500 قتيل وعشرات الجرحى وعددا كبيرا من الأسرى.

عملية عسكرية وشيكة في صعدة

يبدو أن قوات الجيش الوطني اليمني، والتحالف العربي، يريدان أن تكون “عاصفة الحزم”، نهاية حاسمة وأبدية للميليشيات الحوثية، ووضعت “صعدة” المعقل الرئيسي والتاريخي للانقلابيين، في بنك أهداف التحالف وقوات الشرعية خلال المرحلة المقبلة.

فقد تحدثت، تقارير إخبارية يمنية، عن استعداد الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي الداعم لها، لإطلاق عملية عسكرية، في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، والتي تأتي بإشراف مباشر من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
 
وفرضت قوات في الجيش الوطني تابعة لـ”ألوية العروبة اليمنية” مؤخرًا حصارًا على قوات حوثية، بعد قطع خطوط الإمداد من عدة مناطق في محافظة صعدة.

ونقلت صحيفة “عدن الغد”، المحلية، عن مصادر وصفتها بالخاصة، قولها: إن “عملية عسكرية مرتقبة بالتوغل صوب معقل زعيم الحوثيين وتحرير محافظة صعدة  بإشراف مباشر من قبل الرئيس اليمني هادي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.

وتحدثت المصادر عن تحقيق قوات عسكرية يقودها قائد اللواء الثالث عروبة العميد عبدالكريم السدعي انتصارات كبيرة على مليشيات الحوثي، موضحة أن المعركة “ستكون أيضًا بالتعاون مع بعض مشايخ محافظة صعدة”.

وأشارت المصادر إلى أن رئيس أركان الجيش السعودي “زار السبت ألوية العروبة ونقل لمنتسبيها تحيات الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما منحها الميدالية الذهبية لما حققته في الميدان”.

الإمارات: إلتزام بالحل السياسي.. ودعم إنساني لا محدود

لا ينكر أحد، الدور التاريخي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ بداية الأزمة اليمنية، ولا أدل على ذلك من جهودها العسكرية الدؤوبة، وتضحياتها الضخمة، علاوة على مساعداتها الإنسانية التي لا تتوقف.

وبشأن الرؤية الإماراتية للحل، أكد الدكتور “أنور محمد قرقاش”، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إلتزام بلاده، بالتسوية السياسية بناءً على مخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية الأمم المتحدة ووفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، والتي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، مشددا على أن الإمارات ليس لها مصلحة في التدخل في مخرجات العملية السياسية والتي يجب أن يحددها اليمنيون.

أما عن جهود الإغاثة الإنسانية، فقد بدأ الهلال الأحمر الإماراتى، تسيير الجسر الإغاثى العاجل إلى محافظة الحديدة والذي يشمل تقديم مساعدات إنسانية وغذائية يتم توجيهها للمناطق المحررة في المحافظة بتوجيهات الرئيس الإماراتي الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان”.

ويشمل الجسر الإغاثي العاجل تسيير 10 بواخر إماراتية محملة بمساعدات تشمل 13500 طن من المواد الغذائية المتنوعة بالإضافة إلى تسيير جسر جوى لليمن يشمل 3 رحلات جوية تنقل 10 آلاف و436 طردا غذائيا للشعب اليمني الشقيق.