يوجد خطر واضح وقائم بأن تتحول الحرب على غزة إلى صراع إقليمي أوسع.
منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر الماضي، تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات، ما يجعلها على شفا حرب إقليمية.
وفي هذا الإطار، حذرت رئيسة استراتيجية السلع العالمية بشركة “آر بي سي كابيتال ماركتس”، حليمة كروفت، من خطر توسع الصراع، لافتةً إلى وجود 3 بؤر توتر تثير القلق بنحو خاص بالنسبة للأسواق العالمبة.
توترات البحر الأحمر
رغم أن تجار النفط يتجهون لتجاوز التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، أشارت كروفت إلى أن هذا لن يستمر كثيرًا، حسب ما نقل موقع “ماركت ووتش” الأمريكي، أمس الثلاثاء 2 يناير 2024.
وتسبب قرار إيران بإرسال سفينة حربية إلى البحر الأحمر في إثارة قلق تجار النفط لفترة وجيزة، أمس الثلاثاء، عندما تراجعت أسعار الخام سريعًا إلى المنطقة السلبية بعد ارتفاع قوي.
وحسب مذكرة لكروفت، يبدو أن المتداولين في السوق يؤيدون فكرة أن حرب إسرائيل وحماس ستظل مقتصرة على غزة ولن تشكل تهديدًا على شحنات إمدادات النفط الخام من الشرق الأوسط.
خطر واضح
أشارت كروفت إلى وجود “خطر واضح وقائم بأن تتحول هذه الحرب إلى صراع إقليمي أوسع، مع وجود 3 بؤر توتر تثير المخاوف بشأن انتشار الصراع”، موضحةً أن إيران تقع في مركز بؤر التهديد الـ3.
وأضافت أن السؤال المتعلق بإمكانية انتشار صراع غزة سيتوقف إلى حد كبير على ما إذا كانت طهران ستحافظ على مسافة من وكلائها أم ستصبح بطلًا رئيسًا في الأحداث، إما من خلال أفعالها المباشرة أو بسبب استهدافها للانتقام من شبكتها المسلحة الموسعة.
هجمات الحوثيين

سفينة شحن تابعة لميرسك
وفق ما نقل الموقع الأمريكي، رأت كروفت أن بؤرة التوتر الأولى تتمثل في استهداف الحوثيين لسفن الشحن في الأسابيع الأخيرة، ودخول السفينة “ألبرز” الحربية إلى البحر الأحمر، أول من أمس الاثنين.
وجاءت هذه الخطوة بعدما أعلن الجيش الأمريكي، الأحد الماضي، أن قواته فتحت النيران على عناصر لميليشيات الحوثي عقب مهاجمتهم لسفينة شحن تابعة لميرسك، ما أسفر عن مقتل العديد منهم وتدمير 3 زوارق، في تصعيد للصراع البحري المرتبط بحزب غزة.
ونتيجة هذا، أعلنت ميرسك بالأمس عن وقف كل عمليات المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن حتى إشعار آخر. وفي الوقت ذاته، توجد مؤشرات على أن الولايات المتحدة وبريطانيا تستعدان لعملية أوسع ضد الحوثيين في اليمن. ووفق المحللة، السؤال الرئيس هنا يتعلق بما إذا كانت إيران ستقف موقف المتفرج.
لبنان وحزب الله
حاول مسؤولو إدارة جو بايدن جاهدين منع فتح جبهة حرب ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل. ومنذ 7 أكتوبر، تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النيران، لكن الوضع ظل قيد الاحتواء نسبيًا. إلا أن التوترات والقتال تصاعدوا في الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت كروفت أن توسع الصراع إلى لبنان سيرسم “مسارًا واضحًا” تجاه حرب إقليمية أوسع نظرًا لعلاقة طهران الوثيقة بحزب الله، مضيفةً أن الدور الإيراني المباشر في الحرب سيزيد من حدة التهديد على إمدادات النفط الإقليمية، ليس فقط بسبب موارد الطاقة الإيرانية، بل أيضًا بسبب قدرتها على وقف حركة الملاحة عبر مضيق هرمز.
وقالت: “بينما يتجه معظم تركيز الأسواق على البحر الأحمر وباب المندب، يحمل مضيق هرمز أهمية أكبر بكثير لإمدادات الطاقة العالمية، إذ عبر ما يقترب من 15 مليون برميل في اليوم من خام أوبك+ عبر الممر المائي في 2023”.

خريطة لموقع مضيق هرمز
اشتباكات العراق
حسب المحللة، أطلقت الميليشيات المدعومة إيرانيًا مئات الصواريخ على قواعد تستضيف قوات أمريكية ومناطق قريبة من الجنود الأمريكيين في العراق وسوريا، ما دفع الجيش الأمريكي إلى الرد بشن سلسلة من الضربات الانتقامية التصعيدية.
وقالت كروفت: “بينما أصابت هجمات الميليشيات عدة جنود أمريكيين، لم يُقتل ولا جندي أمريكي حتى الآن”، مشيرةً إلى أنه إذا أدت الهجمات المتواصلة للقوات المدعومة إيرانيًا إلى وقوع خسائر أمريكية كبيرة، قد تنجر واشنطن مجددًا إلى جولة جديدة من القتال النشط في العراق”.
ووفق “ماركت ووتش”، قفزت العقود الآجلة للنفط، بداية أمس الثلاثاء، إثر تفاعل التجار مع قرار طهران إرسال سفينة حربية إلى البحر الأحمر، لكن المكاسب لم تستمر طويلًا، إذ انخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى المنطقة السلبية، ليبدآ العام الجديد بخسائر.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1721760