«3 عقود من التعاون».. شراكة استراتيجية بين الإمارات وسنغافورة

يبدأ ولي عهد أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى جمهورية سنغافورة، غدًا الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، بدعوة من رئيس وزراء سنغافورة.

وخلال الزيارة، سيلتقي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، مع رئيس وزراء سنغافورة، بلورانس وونغ، إلى جانب كبار المسؤولين والرؤساء التنفيذيين من الشركات السنغافورية الرائدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والتخطيط الحضري.

الإمارات وسنغافورة بوابات حيوية

بحسب صحيفة “بيزنس تايم” السنغافورية، اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، أكد الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في سنغافورة وآسيان، باتريك لي، أن الإمارات وسنغافورة تعملان كبوابات حيوية للأعمال بين منطقتي الشرق الأوسط وآسيان.

وفي ظل الديناميكيات التجارية المتغيرة والمشهد الجيوسياسي المجزأ، تظهر فرص جديدة للتعاون بين المنطقتين، مع استعداد سنغافورة للعب دور محوري.

وأشار باتريك لي إلى أنه بسبب التغيرات في المشهد الجيوسياسي والتحولات في تدفقات التجارة ورأس المال، أصبح العالم أكثر تفتتًا. ومع ذلك، هناك المزيد من الفرص في هذه الأسواق، خاصة بين الإمارات وسنغافورة.

نمو ثنائي عابر للحدود

شهدت الأعمال العابرة للحدود بين سنغافورة والإمارات نموًا ثنائي الرقم في النصف الأول من عام 2024، مما يدل على التوافق القوي بين المركزين.

ويسلط هذا النمو الضوء على العلاقات الاقتصادية المتزايدة بين المنطقتين، حيث يعمل ستاندرد تشارترد كجسر بينهما.

استثمار الإمارات في الذكاء الاصطناعي

تزدهر الفرص في الشرق الأوسط، وخاصة في الإمارات، التي تستثمر بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي كجزء من استراتيجيتها لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.

وذكرت رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، أن هذه الاستثمارات لا تساهم فقط في تحويل الإمارات إلى مركز تكنولوجي ولكنها تخلق أيضًا زيادة كبيرة في فرص العمل في قطاع الذكاء الاصطناعي.

توقعات النمو الاقتصادي

يقدر بنك ستاندرد تشارترد أن النمو الاقتصادي في الإمارات سيصل إلى 4% في عام 2024 و5% في عام 2025، وهو انتعاش من 3.6% التي سجلها في عام 2023. في الوقت نفسه، ستنمو سنغافورة بنسبة 2.6% في 2024 و2.9% في 2025، ارتفاعًا من 1.1% في 2023.

أوضحت رولا أبو منة أن البنك يتطلع إلى تحقيق تآزر كبير في مجالات متعددة، بدءًا من التكنولوجيا المالية وصولاً إلى الرقمنة والاستدامة، بالإضافة إلى الفرص المتاحة في قطاعات أخرى. وأضافت: “أرى أن سنغافورة والإمارات هما دولتان ديناميتان يمكنهما التعاون بشكل فعّال للغاية.”

علاقة ثنائية مثمرة

وكان قد أشار مكتب أبو ظبي الإعلامي في فبراير 2024، إلى أنه على مدى أكثر من 35 عامًا، عملت الإمارات وسنغافورة على تعزيز علاقة ثنائية مثمرة وإيجابية، قائمة على التجارة والاستثمار الفعال.

ولتوسيع نطاق التعاون الذي بدأ منذ عام 1985، تم تأسيس المنتدى المشترك بين أبوظبي وسنغافورة في عام 2007 كجزء من التزام مشترك بين البلدين لاستكشاف المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المتبادل.

وقد وصل عدد الشركات السنغافورية العاملة في الإمارات إلى أكثر من 600 شركة، تعمل في مجالات البنية التحتية والعقارات والاتصالات والنقل ومعالجة المياه وتكنولوجيا المعلومات والتجارة.

اتفاق الشراكة الشاملة

وفي عام 2019، وقعت الحكومتان اتفاق الشراكة الشاملة بين سنغافورة والإمارات (SUCP)، وهو إطار يهدف إلى تعميق مجالات التعاون الحالية واستكشاف مجالات جديدة تعود بالنفع على كلا البلدين، مثل التجارة والصناعة والاستثمار، والتعاون المالي، والتعليم وتطوير الموارد البشرية، بالإضافة إلى التنمية المستدامة والطاقة.

كما تظل الإمارات أكبر شريك تجاري لسنغافورة في الشرق الأوسط منذ 2012، وقد شهدت التجارة والاستثمار بين الإمارات وسنغافورة نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 13 مليار دولار سنغافوري في عام 2020 فيما وصل حجم التجارة غير النفطية الذي بلغ 4.1 مليار دولار في عام 2021.

فيما أعرب الطرفان عن اهتمامهما باستكشاف مجالات التعاون الاستراتيجية المتبادلة، بما في ذلك الابتكار والتكنولوجيا والخدمات المالية والصناعات وتطوير المهارات وتغير المناخ والأمن الغذائي.

حجم التجارة

بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وسنغافورة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 نحو 14 مليار درهم، مسجلاً نمواً بنسبة 29.6% مقارنة بنفس الفترة من عام 2021.

وسجل إجمالي التجارة الخارجية بين البلدين خلال عام 2021 ما يصل إلى 15 مليار درهم، مما يعكس العلاقات التجارية القوية بين الطرفين.

كما تجاوز إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة لسنغافورة في دولة الإمارات 8 مليارات درهم حتى مطلع عام 2021، بنمو بلغ 43% مقارنة بعام 2013. وجاءت هذه الإحصائيات خلال لقاء بين عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد واس اسواران وزير النقل والوزير المسؤول عن العلاقات التجارية في سنغافورة. في فبراية 2023.