3 سيناريوهات لحماية أوكرانيا بعيدًا عن عضوية الناتو

وقع انقسام بين الغرب بشأن الترتيبات الأمنية المستقبلية في أوكرانيا، خاصة مسألة منح كييف عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وذكرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، في تقرير  يوم أمس الاثنين 7 أغسطس 2023، أن الدول الغربية قسمت الترتيبات الأمنية طويلة الأمد لكييف إلى 3 مستويات، ف ظل صعوبة منحها عضوية الناتو في الوقت الحالي.

تحالف عسكري لحماية أوكرانيا

قالت المجلة إن فئة تريد أن تكون كييف ضمن التحالف العسكري، وفئة أخرى تقول إن انضمامها لن يفيد، بل يزيد من حدة الحرب والتوترات مع روسيا، مضيفة أنه على الغرب إيجاد طريقة ما لحل الصراع الدائر الآن.

الحرب الروسية الأوكرانية

وتقترح فئة ثالثة أن يواصل الغرب تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وتدريب جنودها على المدى الطويل، مع وضع شرط يفيد بعدم التزام الدول الغربية بالدفاع عن أوكرانيا أو مساعدتها ضد أي هجمات روسية في المستقبل.

اقرأ أيضًا: محادثات بين كييف وواشنطن بشأن الضمانات الأمنية

الحرب الأوكرانية مصدر إلهام

أوضح التقرير أن السيناريوهات الثلاث السابقة ليست الخيارات الوحيدة لحلفاء أوكرانيا، ويوجد خيارات أخرى، ومنها منح الناتو كييف الحماية الكاملة دون انضمامها للحلف، وهذا السيناريو لن يضع حلفاء الولايات المتحدة في موقف محرج، على حد تعبير المجلة.

وأضاف أن هذا الأمر يساعد كييف في التصدي لأي عدوان روسي مستقبلي، وبدلاً من ذلك ، فإن تحالف الدول الأوروبية، خاصة جيران أوكرانيا، سيزيد من الفرص لإنهاء تلك الحرب، والتفاوض مع موسكو بشأن رفضها التام ضم كييف للناتو.

الحرب الأوكرانية

مخاطر رفض انضمام أوكرانيا

أشارت فورين أفيرز إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت مصدر إلهام للدول الغربية للمطالبة بضرورة انضمام أوكرانيا للحلف العسكري، وتصوير الصراع بين كييف وموسكو في أراضيها بأنه صراع بين الديمقراطية والسلطوية.

وأوضحت أن رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيتسبب في إحباط كبير للديمقراطيين والداعين لهذا الأمر في العالم، وسيزيد من تعنت المستبدين بخصوص هذا الأمر، لا سيما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

طموحات بوتين

قالت المجلة الأمريكية إنه يوجد تأكيدات بأن طموحات بوتين تجاوز أوكرانيا، لتشمل بولندا ودول البلطيق الثلاث (إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا)، مشيرة إلى أن انضمام كييف للحلف العسكري يزيد الناتو قوة، ولن يكون عبئًا عليه.

الحرب الأوكرانية

وأشارت إلى وجود تخوفات من أن انضمام أوكرانيا للناتو قد يتسبب في مشكلات، ويظهر تجاهل روسيا، ما قد تراه موسكو تهديدًا مباشرًا لحدودها، وتصفه بأنه خط أحمر لا يجب تعديه، وسيضع الناتو والكرملين في خطر حرب جديدة، قد تصل إلى حرب نووية.

اقرأ أيضًا: الجيش الأوكراني: روسيا تشن سادس هجوم جوي على كييف خلال يوليو

الحياد المسلح

أوضحت فورين أفيرز أن البعض يرى أن كييف لن تظهر إلتزامًا من جانبها في عدم مهاجمة موسكو أو استفزازها بطريقة ما، وهذا يضع توقعات بتفاقم الحرب، لافتين إلى أن أمن كييف ليس مهمًا بما يكفي للولايات المتحدة لخوض هذا الصدام مع روسيا.

ويقترح البعض الآخر ما يعرف بالحياد المسلح، الذي يتمثل في استمرار إمدادات الأسلحة إلى كييف دون الالتزام بفترة زمنية معينة، وفي المقابل عدم حصولها على عضوية الناتو، وبغض النظر عما قيل في قمة فيلنيوس الأخيرة، فإن حدود كييف مع موسكو هي السبب الحقيقي في عدم قدرة الناتو على منح عضويته لكييف.

الحرب الأوكرانية الروسية

لا يوجد ضمانات

نبه التقرير بأن البعض يرى أن الدعم الغربي لكييف يجب أن يستمر، خاصة في ظل ما أظهرته أوكرانيا من جرأة ومقاومة لروسيا، وأنها فقط تحتاج لسلاح متقدم وجيش أكثر قوة لكي تقف بوجه موسكو، وهذا يحاكي ما حدث في إسرائيل، عن طريق بناء جيش قوي مزود بالأسلحة المتقدمة وتدريب عالمي لجنوده.

وقال إن أوكرانيا ترى أنه لايوجد ضمانات بعدم تعرضها للهجوم من روسيا في المستقبل، ومن هنا فلها الحق في طلب الحماية المتمثلة في طلب الأسلحة الغربية باستمرار، مشيرًا إلى أن كييف تعرضت لهجوميين روسيين خلال أخر 10 سنوات، في حين يعتقد البعض أن روسيا لن تقدم على حرب جديدة مع أوكرانيا، لكن كييف لا تعلم ما قد يحدث مستقبلًا، ولا تريد ارتكاب الأخطاء.

وأضاف أن الأوكرانيين يشعرون بالقلق من فكرة الحياد المسلح، لكنه قد يبدو حلًا مرضيًا في ظل المعاناة من ويلات تلك الحرب. وختم بأنه في حين يحاول الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ضم بلاده لحلف الناو، فبغض النظر عن محاولاته، قد لا تنضم كييف إلى الحلف نهائيًّا.