378 وفاة.. هل تتعمد إسرائيل استهداف عمال الإغاثة؟

محمد النحاس
الأونروا - قطاع غزة

زادت الهجمات الإسرائيلية على العاملين في المجال الإنساني والإغاثي في قطاع غزة والضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل العديد من هؤلاء العاملين خلال الأشهر الـ11 الماضية.

التقرير المنشور في مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” يستند إلى بيانات قاعدة أمن العاملين الإنسانيين التي تشير إلى أن أكثر من 75% من 378 وفاة سجلت للعاملين في المجال الإنساني منذ 7 أكتوبر 2023، حدثت في الأراضي الفلسطينية.

هجمات متكررة

بحسب التقرير، فإن عدد القتلى بين العاملين الإنسانيين في الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 كان الأكبر على الإطلاق. وفي “حادثة مؤلمة” في 11 سبتمبر، قصف الطيران الإسرائيلي مدرسة في النصيرات كانت تستخدم كملجأ، مما أدى إلى مقتل 18 شخصًا، بينهم ستة من موظفي وكالة الأونروا، وهو الهجوم الأكثر دموية على المنظمة منذ بدء النزاع.

رغم تنسيق المنظمات الإنسانية مع الأطراف المتحاربة عبر نظام “عدم التصادم” لتفادي الهجمات، مثل تبادل الإحداثيات مع السلطات الإسرائيلية، فإن الهجمات استمرت. كريستوفر لوكير، وهو الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، عبر عن قلقه من أن هذه الهجمات قد تكون متعمدة أو نتيجة “إهمال جسيم” من قبل الأطراف المعنية.

تناقض أمريكي

فيما يتعلق بردود الأفعال، يبرز التقرير أن الإدارة الأمريكية عبرت عن “قلقها” بشأن تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على العاملين في المجال الإنساني.

ورغم ذلك، في نفس اليوم الذي قُتل فيه سبعة من العاملين في منظمة “وورلد سنترال كيتشن” بسبب قصف إسرائيلي، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على صفقة لتوريد أكثر من 2000 قنبلة لإسرائيل.

جرائم بلا حساب

التقرير يستعرض أيضًا 14 حادثة موثقة لهجمات على مواقع إنسانية رغم تقديم الإحداثيات والتنسيق المسبق مع السلطات الإسرائيلية. من بين هذه الحوادث، قصف قافلة تابعة للأمم المتحدة في غزة، وهجوم على منشأة تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وتدمير مكاتب وكالة التنمية البلجيكية “إنابل”.

وفي كل حالة، لم يتم محاسبة إسرائيل أو اتخاذ خطوات جدية لمعالجة هذه الهجمات، ما يثير تساؤلات حول جدوى التدابير الأمنية والتنسيق مع الأطراف المتحاربة.

ربما يعجبك أيضا