ارتفعت معدلات التضخم الى أعلى مستوياتها، وهو ما إثر بالسلب في أسعار السلع والخدمات وارتفاع تكاليف المعيشة في أنحاء العالم.
يأتي ذلك في وقت يخشى فيه الخبراء من المخاوف المتزايدة بشأن التوترات الجيوسياسية واختلاف المصالح الاقتصادية بالعالم، بعدما وصل التضخم العالمي خلال عام 2022 إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود.
ومن الممكن أن تؤدي تجربة التضخم المرتفع في العامين الماضيين إلى توليد توقعات تضخم مرتفعة باستمرار، ما يعقد مسارات البنوك المركزية لإعادة التضخم إلى أهدافها، ليخلق بعض الأسباب التي ساهمت في ارتفاع تكلفة المعيشة.
ارتفاع أسعار الطاقة والبنزين
تراجعت أسعار النفط في بداية وباء كورونا الى اقل مستوياتها، لكن الطلب عاد بقوة منذ ذلك الوقت، وبلغ أعلى مستوى له منذ سبع سنوات، حيث حقق خام برنت 92 دولار في أكتوبر مقارنة بـ 75 في مايو 2023.
وارتفعت أيضًا أسعار الغاز بقدر كبير، ما جعل الناس في جميع أنحاء العالم يتحملون فواتير باهظة الثمن نتيجة استخدام الغار في الحياة اليومية، وقد أدى الطلب من آسيا إلى ارتفاع الأسعار، إلى جانب الشتاء البارد الذي شهدته أوروبا العام الماضي، ما أدى إلى استنفاد احتياطيات الغاز.
نقص السلع
قفزت أسعار العديد من السلع الاستهلاكية اليومية، نتيجة عدم استقرار الأسواق وتباين في ضخ الاستثمارات، وانخفاض المعروض من السلع والمنتجات.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يكافح فيه المصنعون، في أماكن كثيرة، من عمليات نقص السيولة، لمواكبة الطلب على السلع والمنتجات، بالإضافة الى الصراعات الجيوسياسية وعمليات الأغلاق الاقتصادي التي أثرت على سلاسل التوريد العالمية.
تكاليف الشحن
ارتفعت تكاليف شركات الشحن العالمية، التي تنقل البضائع بأنحاء العالم، نتيجة ارتفاع أسعار البنزين، إن إرسال حاوية واحدة بطول 40 قدمًا من آسيا إلى أوروبا يكلف حاليًّا 17000 دولار، أي أكثر بعشر مرات من العام السابق، عندما كان 1500 دولار.
يأتي ذلك بالإضافة الى ارتفاع في رسوم الشحن الجوي، وهذا يعني أن تجار التجزئة اضطروا إلى دفع المزيد من المال لتوصيل هذه البضائع إلى المتاجر، ونتيجة لذلك، تم نقل الأسعار إلى المستهلكين.
الحواجز التجارية
تساهم الواردات الأكثر تكلفة في ارتفاع الأسعار. وتشير التقديرات إلى أن قواعد التجارة الجديدة في بعض دول العالم أدت الى ارتفاع التعريفة الجمركية لبعض السلع والمنتجات المستوردة من الخارج.
ومع زيادة الطلب عليها مقابل انخفاض المعروض اتجهت الأسعار الى الارتفاع، وظهر هذا جليًّا على سبيل المثال عندما صرحت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركة في عام 2019، أثرت على الموردين الأمريكيين والعملاء العالميين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1649534