40 مليون طن ركام.. متى تعود غزة إلى الحياة؟

أحمد عبد الحفيظ
غزة

إزالة 40 مليون طن من الركام الناتج عن الدمار في قطاع غزة يُعتبر تحديًا هائلًا، يتطلب جهودًا ضخمة وتنسيقًا معقدًا على مستويات مختلفة.

الدمار الذي يتسبب في هذا الكم الهائل من الركام يترك وراءه مشهدًا كارثيًا يشمل المباني المهدمة والبنية التحتية المتضررة، وتقدير الزمن اللازم لإزالة هذا الركام يعتمد على عدة عوامل، من بينها القدرات التقنية المتاحة، التحديات اللوجستية، والتدخلات الدولية.

15 عامًا

بحسب وكالة “رويترز” للأنباء في تقرير نشر الأربعاء 11 سبتمبر 2024، فإن الأمم المتحدة تشير إلى أن إزالة الركام الذي خلفته حرب 7 أكتوبر، سيتكلف من 500 إلى 600 مليون دولار وقد يستغرق 15 عاما كاملة.

وأكدت الوكالة أن هناك مخاطر بيئية كبيرة ستواجه العاملين في إزالة هذا الركام، والمتوقع أن يكون تحته أكثر من 10 آلاف جثة مفقودة نتيجة القصف.

القدرات التقنية والمعدات اللازمة

إزالة هذا الحجم الضخم من الركام يتطلب معدات ثقيلة متخصصة مثل الجرافات، الحفارات، والشاحنات الكبيرة لنقل الركام إلى مناطق التخلص أو إعادة التدوير.

يعتمد الوقت المطلوب بشكل كبير على عدد وكفاءة هذه المعدات، في المناطق المتأثرة بالصراعات مثل غزة، يكون الحصول على المعدات اللازمة عادةً أمرًا معقدًا بسبب الحصار المفروض على القطاع وصعوبة إدخال هذه المعدات من الخارج.

إذا كانت المعدات متوفرة بشكل كافٍ، فإن العملية قد تكون أسرع، ولكن في ظل نقص المعدات، قد تستغرق العملية سنوات طويلة.

 التحديات اللوجستية والبيئية

التحديات اللوجستية تمثل عائقًا رئيسيًا في عملية إزالة الركام، قطاع غزة منطقة محاصرة بريًا وبحريًا وجويًا، ما يعني أن إدخال المعدات الثقيلة والمواد اللازمة لإزالة الركام عملية معقدة وتتطلب ترتيبات خاصة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بعض المناطق غير آمنة أو مليئة بالذخائر غير المنفجرة، مما يزيد من تعقيد العملية ويجعلها أكثر خطورة. يجب أن يتم التعامل مع هذه التحديات بحذر لضمان سلامة العاملين.

أما من الناحية البيئية، فإن التخلص من الركام بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة، معالجة الركام بشكل صحيح من خلال إعادة التدوير قد يكون حلًا مستدامًا، ولكن يحتاج إلى بنية تحتية وخبرات غير متوفرة بشكل كافٍ في غزة.

الدعم الدولي والتمويل

الدعم الدولي يلعب دورًا حاسمًا في عملية إزالة الركام في غزة، بدون تدخل ودعم دولي، قد تواجه غزة صعوبة في تغطية التكاليف الباهظة المرتبطة بهذه العملية.

يتطلب إزالة الركام تخصيص ميزانيات كبيرة لشراء المعدات، دفع رواتب العمال، وتغطية تكاليف التخلص من الركام أو إعادة تدويره.

في الأزمات السابقة، ساهمت منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في توفير التمويل والدعم اللوجستي لإزالة الركام، ولكن قد تختلف المستويات والسرعة حسب الظروف السياسية والإقليمية.

تقدير الوقت اللازم

وفقًا للتجارب السابقة في مناطق شهدت دمارًا واسعًا مثل سوريا والعراق، يمكن أن تستغرق إزالة 40 مليون طن من الركام عدة سنوات إلى عقد من الزمن.

في حالة قطاع غزة، قد يستغرق الأمر من 5 إلى 10 سنوات لإزالة هذا الكم الضخم من الركام، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التقنية واللوجستية. إذا كانت هناك جهود منسقة ومكثفة بدعم دولي واسع النطاق، يمكن أن تتقلص هذه المدة إلى حوالي 3 إلى 5 سنوات.

 إعادة البناء والتعافي

إزالة الركام ليست نهاية المطاف، بل هي الخطوة الأولى نحو إعادة بناء ما تم تدميره، بعد إزالة الركام، يبدأ تحدٍ آخر وهو إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية.

يعتمد ذلك على توفر المواد الخام، مثل الأسمنت والحديد، والتمويل اللازم لإعادة الإعمار، عملية إعادة البناء قد تستغرق وقتًا أطول من إزالة الركام، ما يعني أن التعافي الكامل قد يحتاج لعقود.

ربما يعجبك أيضا