5 قضايا يناقشها رئيس وزراء الهند في موسكو

5 قضايا يناقشها بوتين ومودي في موسكو

شروق صبري
مودي وبوتين

يصل مودي إلى موسكو يوم الاثنين 8 يوليو 2024، في أول زيارة له للبلاد منذ 5 سنوات. فما هي أهم الملفات التي سيناقشها مع بوتين.


يزور رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، روسيا الأسبوع المقبل، بهدف تعزيز العلاقات مع موسكو، بينما تواصل الهند تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الصيني.

تعتبر هذه الزيارة الأولى لمودي إلى روسيا منذ 5 سنوات، وستكون فرصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإظهار أن روسيا لا زالت تحتفظ بأصدقاء مؤثرين رغم محاولات الغرب لعزلها، وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع استعداد واشنطن لعقد اجتماع لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم أوكرانيا.

صعود الصين ومخاوف الهند

لم يلتق مودي وبوتين منذ اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في 2022، كان ترتيب قمة بين البلدين أولوية، حيث قال سكرتير حكومة الهند فيناي كواترا إن الاجتماع هو “آلية عليا لتوجيه ودفع التعاون بين بلدينا”.

وكانت العلاقات بين الهند وروسيا قوية منذ حقبة الحرب الباردة، حيث كانت الاتحاد السوفيتي المزود الرئيسي للهند بالأسلحة، في المقابل، أدت المخاوف المشتركة بشأن صعود الصين إلى تقارب الهند والولايات المتحدة.

بديل العقوبات الدولية

تحاول الهند تقديم بديل للعقوبات الغربية التي تعتقد أنها دفعت موسكو نحو بكين، وقال خبير في العلاقات الروسية الهندية، أليكسي زخاروف، إن الهند تريد “ضمان أن تكون لدى روسيا بدائل، وأنها ليست محصورة تمامًا في السلة الصينية”.

و يرى المحللون أن الهند تحتاج إلى روسيا كجزء من جهودها لمواجهة جارتها الأكثر قوة، خاصة بعد الاشتباك الحدودي بين الهند والصين في 2020.

تجنيد الهنود بالجيش الروسي

من بين المواضيع التي ستُناقش في الزيارة، موضوع تجنيد المواطنين الهنود في الجيش الروسي. منذ بدء الحرب في أوكرانيا، تقدّم أكثر من عشرين مواطن هندي بطلبات للمساعدة بعد أن قالوا إنهم تعرضوا للخداع للتجنيد، وأُعيد عشرة منهم بالفعل إلى الهند، وطالبت وزارة الخارجية الهندية الجيش الروسي بالتوقف عن تجنيد المواطنين الهنود، مما يشير إلى أن هذه القضية قد تضر بالعلاقات بين البلدين.

تعاني التجارة بين البلدين من اختلال كبير، حيث ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي المخفض لتصل إلى أكثر من 60 مليار دولار، بينما لا تتجاوز صادراتها إلى روسيا 4 مليارات دولار. كما يسعى البلدان إلى إتمام اتفاقية لوجستية لتسهيل عمليات التزود بالوقود والإمداد للسفن المنتشرة في موانئ كل منهما.

الحرب في أوكرانيا

رغم محاولة الجانبين التظاهر بأن العلاقة قوية كما كانت دائمًا، يرى المحللون أن هناك تحولًا أساسيًا يجري، حيث تتحول العناصر الاستراتيجية إلى عناصر تجارية أكثر، ويعود هذا التحول جزئيًا إلى نمو الهند الاقتصادي والدبلوماسي، في حين تضاءل دور روسيا.

بدأت روسيا في إنتاج بعض المعدات العسكرية في الهند بالتعاون مع الشركات المحلية، وتم الاتفاق على إنتاج مشترك لذخيرة خارقة للدروع تُستخدم في الدبابات الروسية الصنع، وكذلك إنتاج بنادق كلاشينكوف في الهند، لكن الحرب المستمرة في أوكرانيا قد أثرت على جاذبية روسيا كشريك استراتيجي رئيس للهند، وزادت المخاوف من اعتماد موسكو المتزايد على الصين.

دعم روسيا للهند

تثير الحرب في أوكرانيا تساؤلات عن مستقبل العلاقة بين الهند وروسيا، خاصة فيما يتعلق بدعم روسيا للهند في أي صراع مستقبلي مع الصين، ويُطرح السؤال بشأن ما إذا كانت روسيا ستتراجع عن دعمها التقليدي للهند كما كانت تفعل في الماضي.

لا تزال أجزاء كبيرة من الجيش الهندي تعتمد على المعدات الروسية الثقيلة، مما يستدعي استمرار تزويدها بقطع الغيار، وتسعى الهند وروسيا إلى تعزيز التعاون في إنتاج هذه المعدات محليًا لضمان استمرارية الإمدادات، رغم التحديات التي تواجهها روسيا في توفير التكنولوجيا الغربية.

احتواء الصين

في حسابات الهند، تشكل روسيا جزءاً من جهودها الرامية إلى مواجهة جارتها الأكثر قوة، وتدهورت العلاقات بين الهند والصين بشكل حاد في السنوات الأخيرة، لا سيما في أعقاب اشتباك 2020 على حدودهما المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا، والذي أسفر عن مقتل 20 جنديًا هنديًا و4 جنود صينيين.

وقال ناندان أونيكريشنان، رئيس برنامج أوراسيا في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، وهي مؤسسة بحثية في نيودلهي: “سيكون من المستحيل احتواء الصين في آسيا إذا أصبحت روسيا شريكا صغيرا للصين”.

ربما يعجبك أيضا