5 مخاوف تؤرق إسرائيل بعد سقوط الأسد

شروق صبري

“سقط الأسد”.. كان هذا العنوان الأبرز الذي استفاق عليه العالم أجمع يوم الأحد الماضي 8 ديسمبر 2024، ليرسم واقع جديد في الشرق الأوسط، مع انهيار النظام السوري بسرعة دراماتيكية.

وقد ترك الجيش السوري، برفقة قوات حليفة إيرانية، مواقعهم بلا قتال، حيث شوهد الجنود السوريون في مرتفعات جبل الشيخ وهم يخلعون زيهم العسكري ويهربون من مواقعهم، هذا الانهيار المفاجئ يثير تساؤلات بشأن التأثيرات المستقبلية على إسرائيل، رغم معرفة الكيفية التي بدأت بها الأحداث، يظل من الصعب التنبؤ بتطوراتها.

الأسباب الرئيسة للانهيار

يرى المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي، في مقاله بصحيفة “معاريف”، أمس الاثنين 9 ديسمبر 2024، أنه من الواضح أن الانهيار السريع لنظام الأسد كان نتيجة مباشرة للضغوط العسكرية الإسرائيلية.

بعد سقوط الأسد

وأوضح أن العمليات العسكرية انطلقت منذ نحو شهرين، مع هجمات على الأجهزة الأمنية لحزب الله، ثم اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله واستهداف المرافق الاستراتيجية للحزب.

وتلت تلك العمليات ضربات على الدفاعات الجوية الإيرانية، إضافة إلى التورط الروسي المتزايد في حرب أوكرانيا، الذي أثّر على قدرة موسكو في دعم الأسد.

المعارضة السورية

يرى المحلل العسكري الإسرائيلي أن التمرد السوري يعكس تحرك عدة جماعات معارضة ذات خلفيات مختلفة، بعضها يعمل على أساس أيديولوجي متطرف، بينما يسعى البعض الآخر لتحقيق أهداف قومية أو طائفية.

هناك أيضًا فصائل لم تكن ضمن الثورة الأصلية لكنها تورطت في الأحداث مع مرور الوقت، ورغم هذا التنوع في أهداف الجماعات إلا أنها توحدت ضد الأسد.

الخاسر الأكبر

في بداية الأحداث أشارت “معاريف” إلى أن إيران هي الخاسر الأكبر من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، حيث انهار النظام الذي اعتمد على دعمها، وضعف “حزام الدعم” الإقليمي الذي بنته في لبنان وقطاع غزة.

وأن طهران تواجه صعوبة بالغة في هذه الفترة، ومن المحتمل أن تطور العلاقة بين إيران والولايات المتحدة في الفترة المقبلة وستكون حاسمة للمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي، ومن ناحية أخرى أشارت الصحيفة إلى أنه لا يجب التعجل في إعلان تراجع النفوذ الإيراني بالمنطقة.

سقوط بشار الأسد

سقوط بشار الأسد

1- كابوس “بدائل الأسد”

سلطت “معاريف” الضوء على أن إسرائيل كانت مترددة في بداية أحداث 2011 عن ما إذا كان عليها دعم سقوط الأسد أم لا، لكن في النهاية قررت الامتناع عن اتخاذ موقف حاسم، إدراكًا أن البدائل للأسد قد تكون أسوأ.

فيما أشار محللون إلى أن إسرائيل لم تدعم تغيير الحكومة في سوريا طوال العقد الماضي. إذ قال ديدييه بيليون من معهد “إيريس” في باريس، إنه قبل سقوط الأسد، إسرائيل كانت تفضل بقائه على وصول المتطرفين للسلطة، وفق ما نشرت صحيفة “فرانس 24” يوم 8 ديسمبر 2024.

والآن، بعد انهيار نظام الأسد وضرر إيران قد تبدو الأخبارًا جيدة لإسرائيل، لكن في الوقت الراهن، يبدو أن مخاوف إسرائيل تتمثل في صعود العناصر المتطرفة في سوريا، وبخلاف ذلك، فإن الساحة السورية لن تشكل تحديًا كبيرًا في المستقبل القريب.

2- مخاوف أمنية

في هذا الصدد، قال الضابط السابق في الجيش الأمريكي، جون سبنسر، والخبير في الحروب الحضرية بالأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، إنه بعد انهيار نظام الأسد، لم تسع إسرائيل للتكيّف مع الواقع المتغيّر، بل تستغل هذه الفرصة لتعزيز مكانتها والحفاظ على أمنها.

ويرى أن الوضع في سوريا يؤثر مباشرة على مواجهة إسرائيل مع إيران موضحًا أن “الوجود الإيراني في سوريا كان جزءًا من الاستراتيجية الواسعة لإيران لتمكين إسرائيل من محاصرتها بقوات بالوكالة وتحسين قدراتها الهجومية”.

3- هواجس النووي الإيراني

أوضح سبنسر في تصريحاته لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن تدمير القواعد الإيرانية وتعطيل شحنات الأسلحة لحزب الله يشكلان جزءًا رئيسًا من سياسة الردع الإسرائيلية حيث كانت تدير حملة عسكرية فعالة لتقليص التهديدات الإيرانية، مع الحفاظ على مبدأ منع التصعيد.

آخرها سقوط نظام الأسد ضربات موجعة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

وحذر سبنسر أيضًا من استمرار تطوير إيران لبرنامجها النووي، الذي يؤثر على جميع أنحاء المنطقة. مشيرًا إلى أنه بينما تركز إسرائيل على المعركة العسكرية في سوريا، فهي لا تغفل عن الجبهة الاستراتيجية الأوسع وهي الصراع ضد البرنامج النووي الإيراني، وهذا يتطلب ليس فقط عملًا عسكريًا دقيقًا، بل أيضًا تعاونًا سياسيًا مع القوى الكبرى.

4- مخاوف من تسريب الأسلحة

كما أشار المحلل آفي أشكنازي، إلى أن الإيرانيون، بعد انهيار حلفائهم في سوريا، قد يسعون إلى بناء خط دفاع جديد. ومن المتوقع أن تسرع طهران في تطوير برنامجها النووي.

أحد أكبر المخاوف الآن هو تسرب الأسلحة من مستودعات الأسد إلى جماعات مثل حزب الله والقاعدة، مما يزيد من تهديدات الهجمات عبر الحدود. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل على تأمين حدودها عبر الجولان لضمان عدم حدوث اختراقات أمنية، في وقت تتزايد فيه تحركات الفصائل المسلحة في المنطقة.

5- تصاعد التوترات

عقب انهيار النظام السوري، يبقى الوضع في المنطقة غير مستقر، مع احتمال تصاعد التوترات وإسرائيل تجد نفسها في قلب هذا التحول، مُجبرة على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن استراتيجياتها العسكرية والسياسية.

وهي تواجه إسرائيل الآن واقعًا جديدًا يتطلب تحركًا سريعًا وفعّالًا لتأمين مصالحها في المنطقة. لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يعمل على إغلاق جبهات القتال المفتوحة والعمل على مستوى عالٍ من التنسيق مع القوى الدولية للحفاظ على استقرار المنطقة.

ربما يعجبك أيضا